لعنة الله على من أيقظها ومن نفخ في رمادها، فما يتداعى اليوم هي نذر تشبه حصاد العاصفة الذي ينتج عن زراعة الريح.. 
ألم تكن تلك الندوة المتهورة المشؤومة أشبه بزراعة ريح الفتنة، وقد لاك فيها البوسني بلسانه كافة الأشياء القبيحة وما أتانا باليقين كما تمثلناه وتوقعناه وهو اعتراف يعقبه اعتذار تعقبه استقالة..
إليكم نذر صرير الريح القمطرير والأصم التي زرعها البوسني في ندوة القبح تلك «بلغني أن لاعبا انتقد التكتيك الذي لعبنا به في الكان، سيكون لي موقف معه وقد لا يكون حاضرا معنا مستقبلا»، هنا يسبح عشاق قراءة فناجين الكلام المشفر لفك طلاسيمه والإهتداء لهذا المارق الذي تجرأ على عالم زمانه، فلا يجدون وقد أعادوا تفريغ محتوى التصريحات غير صاحب الأندلسي، ليكملوا ما لم يختمه وحيد «بونو مهدد بالإستبعاد من الباراج»..
أليست ريحا مسمومة تلك التي زرعها في دار الندوة وهو يقول «لا، لن أصفح عنه في الثالثة بعدما صفحت عنه مرتين، ولو يكن ابني لن أذهب عنده مثلما فعل المدرب السابق بل لو يكن ميسي لن أقوم بدعوته فهو ليس بالمنقذ لنا».
كل ادعاء هنا في هذا التصريح أعنف من التالي، وبديهي جدا أن ينفذ صبر صاحبه وقد ابتلع لسانه منذ استبعاده ولم نسمع صدى أن يخرج من جحر الصمت ليعلن اعتزاله دوليا ويربطه بلازمتي الحزن الذي يستشعره والكذب القادم من مدعيه..
في هذه الريح المسمومة، ضرب وحيد نبل زميل له «هيرفي رونار» والفرسان لا يحشرون أنفسهم في مقارنات مجانية مع غيرهم..
فإنسانية رونار في تقدير وحيد جبنا وخنوعا وشهامة رونار خضوعا لسلطة لاعب، بل ضرب حتى المؤسسة التي صممت الصلح التاريخي وقد واكبناه كإعلاميين على المباشر بوصفه بـ«الحدث المغربي «المميز وقد أرغم الهولنديين في معقلهم المنخفض على أن يلزموا قواعد الصمت بعدما دارت طواحين المصالحة عليه دورانا.
ثم يواصل هرطقات الكذب والسفه وتفاهة ليعود لموضوع قديم طويناه وأقفلنا عليه وهو يقول أن استبعاد حمد الله، هو ترجمة لرفضه الخضوع لابتزاز الرسمية، وقبلها قال أنه وقف شهدا على تواصل مساعده حجي مع ذات اللاعب الذي رفض القدوم ما لم يلعب أساسيا.
وكأن جدة المباركة الطيبة تتحالف مع أبوظبي، فمن جدة سيعلن حمد الله أن ما نسب له افتراء وتضليل وكذب وبهتان لن يقبل به. 
بل قال اللاعب بصريح العبارة بل بعمومها» لم أتواصل لا معه ولا مع طاقمه ومن يقول أني اشترطت اللعب أساسيا مقابل الحضور فهو يكذب ولن أقبل بهذا الكذب». 
انظروا إلى أين فتن جذبنا وحيد العصر؟ انظروا إلى أي خندق سحبتنا لوثات لسان هذا الخرف؟ انظروا إلى حجم التشرذم الحاصل حاليا؟ لدرجة أن الجامعة وخلاياها أحرص ما يكونان اليوم على تقب آثار جنون هذا المدرب لتخمد نيرانه بدل أن تكون اليوم منكبة على تحضير الأسود ومناخ الأسود وجماهير الأسود لتعبئة كبيرة تومن العبور للمونديال.
خوفي كبير أن تكون الجامعة قد ارتكبت غلطة عمرها بأن أبقت على هذا المدرب بعد الكان، ولو مع يقيني أنه بعد ملحقي الكونغو سيحزم حقائبه ويغادر. 
إن كان وحيد يقارن نفسه مع أنداده مع المدربين، فحري به أن يقارن نفسه مع كيروش لا مع سفر رونار ليصالح زياش، كيروش الوصيف الذي وعد المصرين بأن يلعب 7 مباريات بالكان فإذا به لعب 8 أي مباراة أكثر من البطل» خاض 4مباريات بأشواط مضافة»، ما إن حل بالقاهرة حتى قال مخاطبا جماهير الفراعنة «إذا استشعرتم أني خذلتكم فأنا مستعد لأغادر ودون ضجيج يذكر».
هذا هو مبعث الخوف كله، فوحيد برميل بارود أيل للإنفجار في كل لحظة، صحيح سنناهض الخرجات المسمومة في هذا التوقيت بهكذا تزامن، لكن ما هو مؤكد وقد شهد التاريخ بهذا فآخر سبل العلاج تكون عادة هي الكي ولا علاج للفتن سوى قطع رأسها.