لماذا هي موصدة أبواب الملاعب وهي التي تتيح أكثر من مقاربة تكفل للتباعد حقه، وتصون بروطوكول النسبة المحددة وغيرها مشرع مفتوح على مصراعي التجمعات والفوضى الخلاقة ونقصد المراكز التجارية الضخمة والقيساريات والمقاهي والمنتديات والأسواق وهلم جرا...؟ 
حاولت تعقب أصل القرار، وبعد خرجة بنموسى لم يتبدد الغموض بل إتسعت دائرته وقد رهن العودة بالجرعة الثالثة والمناعة الجماعية وتعميم التطعيم؟ 
مثلما حاولت تعقب سر الإبقاء على التباعد في صفوف المصلين بالمساجد، وقد أعلن رص الصفوف في مكة المكرمة والمدينة المنورة منذ فترة بعيدة بعد أن قاموا بإزالة ملصقات «المتر الواحد مسافة للتباعد بين المناكب»؟؟؟ 
جميع ملاعب الكرة الأرضية أو لنقل معظمها سمحت بعودة الجمهور وآخرها الـ«كان» بالكامرون الذي كان يقدم لنا يوما بعد يوم أرقاما متوحشة لإصابات أوميكرون...
تابعنا الكأس العربية في قطر ونظام الولوج، المؤسس على الفحص السريع والمسحات بعين المكان «بالملعب نفسه» ولم تسجل لا بياوندي ولا الدوحة تلك الإنتكاسة التي حذروا منها، فمر كل شيء سلسا سالما بلطف من الله سبحانه وتعالى... 
اليوم  تلعب مباريات الكرة في تنزانيا بشبابيك مغلقة وبلدان جارة، حددت نسبة الحضور إلا المغرب ما تزال ملاعبه مهجورة، مدرجاته مكفهرة وأسفلته بارد لماذا؟
اليوم الأندية تختمق وشريانها يضيق وديونها تتراكم وأزامتها تتضاعف وموردها الذي كانت تتغذى منه بـ«التذاكر والرعاة» معدوم...
اليوم سفراء الكرة المغربية قاريا وحتى المنتخب الوطني سيلعبون بلاعب ناقص منذ البداية وعند كل مباراة، متمثلا في الجمهور عكس منافسيهم وخصومهم وهذا لا يليق...
لذلك إن كان أساس العودة هو الخوف من الإنتكاسة، فإن الحكومة لا تعدم الآليات لتراقب تجمعات ضخمة لا تحترم فيها مسافات التباعد وما عادت الكمامات تظهر فيها، لتقف بأم العين أن هذا عذر لا يقبل به المنطق...خاصة بعد الإعلان رسميا عن نهاية فترة الخطر ووزوال الطفرات وولوج بلادنا المؤشر البرتقالي بعد اكتساب المناعة الجماعية... 
إنتفاضة التراس الفرق بعد عامين من الغلق والتضحيات والإنخراط الجماعي الأريحي الذي قدم فيه عموم المغاربة دروسا بالجملة في الإيثار ونكران الذات، تجد لها أكثر من غطاء شرعي لأن مبررات المنع والصد والغلق والإقفال لا تقنع البثة؟ 
غير معقول ولا مقبول أن نعاين مباريات تلعب في أوروبا التي كانت وما تزال مهد الطفرات والموجات بشبابيك مغلقة وبازدحام قل نظيره، وتظل ملاعبنا هنا قفارا وينوب في مباريات «صوت الديجي الإفتراضي» عن صوت الجمهور الطبيعي...
لذلك تساءل الركراكي كما تساءل غيره: ما السر في عودة كافة جماهير العالم إلا جمهورالكرة المغربية، لم هذا الإستثناء؟
لو يتم فعلا عودة الجمهور بالتطعيم وبالجرعة الثالثة المعززة، فهنا قد ننتظر زمنا طويلا وكل ذلك بناء على معطيات أرقام هذه الجرعة التي تتحرك ببطء شديد.  
لو يكن فعلا تطبيع عودة الجمهور مع المدرجات، رهينا بهذه الخطوة فقد يطول بنا أمد الإنتظار، وبعدها قد يتواصل نزيف الفرق و قد نفقد لاعبا محوريا في هجوم أنديتنا ومنتخبنا الوطني في المونديال.