من الآن فصاعدا «ما كاين لا خاوة خاوة لا نمي» هذه الدارجة الصريحة المباشرة البعيدة كل البعد عن لغة النجارة والخشب والفلين، وعن لغة المداهنة والنفاق هي شعار المرحلة والبادي أظلم.
لأن قصة الحلم والسمت الحسن، وقصة اليد الممدودة أثبتت الأيام والوقائع المتلاحقة أنها ما عادت تنفع وهؤلاء الهمج يبرزون يوما بعد الآخر، همجية وبلطجة ينبغي أخذها بعين الإعتبار.
كما أن العلم الوطني خط أحمر، هكذا تربينا وتعلمنا، علم يلطخ بالدم ممكن لكن بالعار مستحيل؟ وما حدث في قصة رفضهم رفع العلم الوطني ولو كلفهم ذلك الإنبطاح وإنزال علمهم فهذا وحده يلخص 3 أشياء:
أولاها، أن المرض بالمغرب بلغ مداه، ثانيها أن تطور الأعراض صار أكثر خطورة وينذرنا بالحذر، وثالثا أن رسالة هاذ البشر والقوم واضحة وهي أنهم بلغوا «سطاج الوحش» والتهور قد يدفعهم كما يدفعنا لتوقع أي حماقة منهم.
ما روي لنا ممن زاروا الجزائر وعادوا لزيارتها وفق التطورات المتلاحقة، أبلغوننا أن الأمور ينبغي أن تحمل على محمل الجد معهم.
لقد نجحت آلة إعلامهم المريض والخبيث في تدجين وترويض، بل تهييج وتجييش حتى تلك الفئة العاقلة منهم لتركب معهم بساط الجنون والحماق.
سب المغرب وشتم المغاربة عند كل مباراة، مثلما حدث في مباراة بلوزداد النسخة السابقة وتمرر مع كمشة من مرتزقة اقتنوا لهم التذاكر واختاروا لهم ملعب العاصمة عن قصد وليس ملعب تيزي وزو معقل الشبيبة، لأن جماهير القبائل تحترم المغرب والمغاربة وترفض هذا المسلك المقيت.
ومثلما حدث في افتتاح الشان، ومثلما حدث في الألعاب المتوسطية وفي البطولة العربية وهلم شرا.. وأمام صمت باتريس البئيس، كل هذا يفرض تدخلا من الأمس وليس اليوم، فالقادم أسوأ بكل تأكيد وما «كان» الفتيان ببعيد..
اليوم الجزائر وأمام جهاز خانع خاضع إسمه الكاف «تدوس قوانين اللعبة بنعال جنرالاتها الذين نفذوا للكرة، يصادون حق السفر المباشر المكفول بدفاتر تحملات واضحة مصادق عليها داخل المؤسسات ويرفضون رفع علم البلد الضيف ولو كلفهم ذلك بغباء شديد الإعتراف بشكل غير مباشر أن شبيبة القبائل ليست من الجزائر «طالما أنهم رفعوا علمها مع علم الكاف وأخفوا علمهم».
على الفيفا التدخل، وما عاد اليوم الترويج لصور سياحة إينفانتينو ومبارياته الإستعراضية هنا بالمغرب يرضي ويفي بالغرض، العبرة بالقرارات الحاسمة لقطع دابر هذه الفئة المعتوهة والمريضة والحد من تماديها وغطرستها.
فبأي حق يصادر حق الجمهور في حضور المباريات؟ بأي حق يتم خرق بروتوكول المباريات الرسمية بإسم قوانين عسكرية؟
الصمت والسلبية والرهان على تعقل هذه الفئة هو كمن يراهن على بقاء الماء بالغربال، فقد ثبت وتأكد بالملموس أن الجزائر اختارت اليوم مسلك التصعيد، واختارت المغرب عدوا لا شقيقا، وسنت لنفسها هذا المذهب وتدفع الشعب الجزائري عبر مرتزقة الإعلام وعبر ذبابهم الإلكتروني وعبر فيالق تتلقى مقابل ذلك مبالغ طائلة وبالعملات الصعبة، فمن يجوع شعبه ليطعم المرتزقة نكاية كما يتوهم بالمغرب، قادر على التمادي وتكرار الحماقات.
سكوت باتريس على هذه المهازل يعني تواطؤه المفضوح، صمته المريب إزاء هذه التطورات المتلاحقة تعني أنه «مفيدوش» وحائط قصير وبيدق مثل الذين سبقوه ولو قال عكس ذلك.
لذلك لا يهمنا نحن موقف موتسيبي، يهمنا ردة فعل على الذين أكدوا في قصة العلم أنهم مرفوع عنهم القلم؟ ومن رفع عنه القلم فهو يحجر عليه وليلعب في أرخبيل معزول أو غابة لا تخضع لقوانين والأكثر من هذا «خاصك تحضي معه».