ما بين مباراة جنوب إفريقيا، هناك في ساحل تحطمت عليه الأحلام، والأسود يخسرون الموقعة والرهان، وودية أنغولا التي يستضيفها اليوم الجمعة في مسائية رمضانية جميلة الملعب الكبير بأكادير، مسافة زمنية قطعها وليد الركراكي الناخب الوطني، يشك مرة في قدرته على تحريك صخرة اليأس، ويوقن مرات بقدرته على أن يكتب فصلا جديدا لملحمته مع الفريق الوطني.

قال لنا وليد في صك إعترافه، بأنه من سقطة الأسود بكوت ديفوار تعلم أشياء كثيرة، وقال لنا أيضا أن ما سيعقب كأس إفريقيا للأمم، زمن جديد سيقدم الفريق الوطني بوجه مختلف، به يستطيع أن يجمع بين الأمرين، التأهل لمونديال 2026والتتويج بلقب كأس إفريقية ستجرى هنا بأرضنا في ربوعنا بين سوارينا وجمهورنا، وجاءت اللائحة المستدعاة لوديتي أنغولا وموريتانيا لتخبرنا بهذا الذي تغير في منظور عمل واشتغال وليد الركراكي، صحيح أن اللائحة لم تشهد الإنطفاء الكامل للثوابت، وقد كان ذلك مجازفة لا يقبل بها عقل، إلا أن هناك ما يدل على أن المنظور تغير، لكن ما هو أهم الشكل الذي سيكون عليه الأداء والتغييرات التي اجتهد وليد في إدخالها على منظومة اللعب، أملا في معالجة ما كان خلال الكان من خلل وظيفي وتوظيفي.

وعندما ينجح وليد في كسب الورقة الهجومية التي لطالما حلم بها، وقد أصبح إبراهيم دياز نجم ريال مدريد ملك يديه، فإنه بالتأكيد سيرينا العمل الذي أنجز ذهنيا وفعليا في ورش التنشيط الهجومي، من تنويع الشاكلة إلى رفض النمطية، إلى الثورة على ما سمي ب«المقاعد المحجوزة» و«التوظيفات الجاهزة».

كتبت مرة، وأنا أحدس التحولات الكبرى التي يمكن أن تطرأ على فكر وليد، أن اللائحة المستدعاة لوديتي أكادير، ستجيب على أكثر الأسئلة حضورا في المشهد، أي فريق وطني سنبنيه للمرحلة القادمة؟

وقد أجابت اللائحة على ذلك، بأن قالت بأن وليد على عادته دار النية، وتحلل من المعطف العاطفي، بل وأعلن خروجه من الجلباب المونديالي، لكن ما ستطلعنا عليه ودية أنغولا وبعدها ودية موريتانيا، هو اللوك الجديد الذي سيظهر به الفريق الوطني، أسوده يريدون التحرر كليا من أثقال خيبة الكان بكوت ديفوار، ومدرب يتطلع لبناء هوية محينة يكون فيها الأداء خاليا منا ظهر عليه في الكان من خلل وشوائب، ويستطيع وليد الركراكي بمن دعم بهم الرصيد البشري من إبراهيم دياز إلى سفيان رحيمي مرورا بأخوماش وإلياس بن الصغير، أن يظهر لنا بدء من ودية أنغولا ما تم الإشتغال عليه في ورش التنشيط الهجومي، الذي عد من أكبر أوجه الخلل.

مؤكد أن أهداف كثيرة سيبحث عنها وليد الركراكي من المحك التجريبي الأول أمام «الظباء السوداء» يوم الجمعة بأكادير، إظهار اللوك الجديد للأسود، التوظيف الأمثل للعيارات البشرية الجديدة، تجاوز كل الندوب النفسية التي تركها الخروج الصاغر من كأس إفريقيا للأمم، وعلى الخصوص معالجة الخلل الكبير الذي ظهر على مستوى البنية الهجومية، برفع منسوب الفعالية والنجاعة، وما هو متاح اليوم من عناصر وازنة، يتيح لوليد الركراكي إبداع أشكال جديدة لا تبقى الأداء على نمطيته وكلاسيكيته.