حظيت الإنتخابات الرئاسية لنادي ريال مدريد باهتمام إعلامي واسع محليا بالعاصمة مدريد وحتى خارجها كيف لا والشأن يهم فريق القرنين ملك أوروبا بالألقاب والنادي الأغلى في بورصة قيم اللاعبين.
وحتى وهو ينال ولاية أخرى بالتزكية لغياب منافس قادر على فرض نفسه بالشروط التي تليق بالإحتراف على قواعده وليس احتراف «الشكارة» كما هو عندنا، حيث يتحول الجمع العام لخاص وخاص جدا، كما جسدته كبيرة القوم اللجنة الأولمبية التي اكتفت بغلق جمعها على نفسها وأعلنت إطعامها لـ 60 معارضا فيما بعد وكف الجميع شر الجدال.
بين جموعهم هناك وجموعنا هنا لا يصلح القياس لوجود أكثر من فارق، هناك بريال مدريد قاعدة منخرطين وكتلة تصل 160 ألفا من «السوسيوس» الذين يؤدون واجب الإنخراط ولا يؤديه الرئيس عنهم، هناك المنخرط يسدد من ماله الخاص ليأتي لبرلمان الفريق فيدلي بدلوه وينتقد سياسة المسؤول ويقدم اقتراحاته وإن لزم الأمر فرض ملتمس رقابة لسحب الثقة في رمشة من العين، وهنا يتقمص المنخرط دور الحياح وكاري حنكو الذي يتحول لبوق دعاية للرئيس، يدعو للتصفيق لمعاليه يوم الجمع العام ويعترض على معارضيه ليخفي سوءاته ويضمن له ولاية طويلة الأمد إلى أن يقضي الله الأمر المفعول.
منذ سنوات ونحن نواكب طفرات اشتغال الجامعة على أوراش التصحيح كي ترتقي بالممارسة من قفار الهواية لقبس الإحتراف.
ومنذ سنوات ونحن نواكب أمهات مشاكل الفرق كلها مجسدة في ظاهرة المنخرط الذي يساهم بواحد إلى اثنين بالمائة من ميزانية النادي الإجمالية وموازاة معها يتحكم في رقبة المستقبل ويرسم خارطة طريقه.
موازاة مع جمع ريال مدريد واكبنا هنا ضجيج جمع اللجنة الأولمبية وخروج فتاوي الفقهاء ليوضحوا لمعشر الصحفيين أن الحق في المعلومة المكفول دستوريا لا يتيح أمامهم الحق في حضور الجموع العامة، فالتوصل بتقارير بعدية لما يحدث في الجموع المغلقة بدوره مندرج ضمن الحق في هذه المعلومة.
ونواكب معها التسخينات التي تسبق جمع الجامعة وما إن كان استثنائيا أو انتخابيا لأنه ما زلنا في طور الإختلاف لضبط مسمى الجمع ونسينا أن الجامعة التي هي عراب الكرة والجهاز الوصي المؤتمن على سيرها لم تعقد جموعها بانتظام طيلة الفترة الماضية.
نواكب جمع الرجاء الذي لم يكتب له أن يلتئم بسبب خلاف حسبان ومنخرطيه، بل لم يتعرف الرجاويون بعد على عدد من يسموا ببرلمان الخضراء في ظل تضارب الأرقام بين ما يدلي به حسبان وما يصرح به جواد الأمين.
وحين يتوجه الرجاويون للجامعة لمعرفة نصاب المنخرطين المودع لدى الجهاز وعدد أصحابه يعودون بخفي حنين لأمر الأمر من الأسرار السبعة التي لا ينبغي الإقتراب منها.
المنخرط بالكرة المغربية هو مفرد بصيغة الجمع، هو حياح كبير يسدد عليه رئيس النادي الواجب بالشيك وأحيانا بالسيولة النقدية كما استلمها حسبان وحتى وإن كان هذا المنخرط لا يتجاوز راتبه السميك المعترف به في سلم أجر الدولة فهو قادر على تسديد واجب الإنخراط بقيمة مليوني سنتيم ولله في كرم الرؤساء شؤون؟
المنخرط بوق دعائي للرئيس وورقة إنتخابية في جيبه، شخص لا ينكر الجميل ويريده يوم الجمع بتمرير التقارير المالية والتصديق عليها، وتجنيب الرئيس شر الإفتحاص والمتابعة القضائية بمجرد التصفيق الذي هو علامة من علامات الرضا، فينتهي به الأمر شاهدا ما شاف والو، بالتوقيع والإمضاء على دين يوثقه الرئيس في رقبة الفريق ويضمنه له المنخرط بشهادة الزور وبعدها ينتظر نصيبه من الزبدة بعد حكم غرفة النزاعات.