حصيلة 2018.. الأسود يعودون للمونديال بعد طول غياب
الإثنين 24 دجنبر 2018 - 17:27سجلت سنة 2018 التي نوشك على توديعها مشاركة المنتخب المغربي الأول لكرة القدم في المونديال الذي احتضنته روسيا الصيف الماضي.. وهي مشاركة أكد الأسود من خلالها عودتهم إلى نهائيات كأس العالم التي غابوا عنها لمدة 20 عاما، بحيث تعود آخر مشاركة لهم في هذا الحدث الكروي الكبير الذي يتكرر كل أربع سنوات، إلى المونديال الفرنسي عام 1998.. كما أن هذه المشاركة هي الخامسة للأسود في تاريخهم الكروي.
ولئن اختلفت ظروف وملابسات غياب المنتخب المغربي لفترة طويلة عن نهائيات كأس العالم، فإن المحصلة واحدة، وهي أن هذا الغياب كرس حقبة من الضعف الذي عانت منه كرة القدم الوطنية، وجعلت الإشعاع الكروي الذي توهج خلال تسعينيات القرن الماضي يخفت إلى حد كبير، ويتوارى في ضباب التواضع.. في وقت كان المغاربة يتوقون فيه إلى دخول كرة القدم الوطنية والمنتخب الوطني على الخصوص ضمن عمالقة القارة الإفريقية، وإلى أن يشار إلى فريق الأسود بالبنان كواحد من أقوى زعماء القارة كما كان الحال عليه في وقت من الأوقات بالنسبة للكامرون أوالكوت ديفوار أومصر.. وغيرهم.
سنة 2018 كانت زاهرة بكل المقاييس بالنسبة لأسود الأطلس، وقد تزامن ذلك مع التعاقد الناجح للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع المدرب الفرنسي هيرفي رونار، وهو واحد من أنجح المدربين على صعيد القارة السمراء بالنظر إلى تجربته الكبيرة مع منتخبات زامبيا وأنغولا وكوت ديفوار، كما تزامن أيضا مع تواجد كوكبة من ألمع اللاعبين المغاربة المحترفين في الملاعب الأوروبية، وهو ما سهل من مأمورية المدرب الذي عرف كيف ينتقي أجودهم، وكيف يصيغ منهم مجموعة ألمعية تجيد التجاوب مع فكره وتجيد قراءة كل ما يدور حولها خلال المباريات.
وقد نجح المنتخب الوطني بلاعبيه وبمدربه في تجاوز كل صعوبات تصفيات كأس العالم 2018 بالرغم من نتائج البداية المخيفة والتي كانت تثير الكثير من القلق والتوجس.. وجاءت نتائج هذه التصفيات كالتالي:
الدور الأول
المغرب – غينيا الاستوائية 2 – 1
غينيا الاستوائية – المغرب 1 – 0
نتيجة المنتخب المغربي في مباراتي غينيا الاستوائية خولت له الانتظام في منافسات المجموعات، حيث خاض مبارياته في المجموعة الثالثة التي ضمت إضافة إلى المغرب كل من كوت ديفوار والغابون ومالي
وحقق الأسود ضمن هذه المجموعة النتائج التالية:
الغابون – المغرب 0 – 0
المغرب – كوت ديفوار 0 – 0
المغرب – مالي 6 – 0
مالي – المغرب 0 – 0
المغرب – الغابون 3 – 0
كوت ديفوار – المغرب 0 – 2
المشوار الناجح الذي قطعه أسود الأطلس خلال تصفيات كأس العالم 2018، تكرر خلال مباريات المونديال الروسي بالرغم من أن النتائج التي حققها على مستوى الرقم لا توحي بذلك.
فقد خسر المنتخب المغربي مباراته الأول في النهائيات أمام منتخب إيران بهدف للاشيء، لكن كل الاستحواذ والسيطرة والتفوق وشن الهجمات وفرض الضغط.. وما إلى ذلك كان لصالح الأسود الذين غاب عنهم حسن الطالع، وخسروا بهدف غادر في الوقت الميت ومن "نيران صديقة".. وهي الخسارة التي تحدث عنها كثيرون، وقالوا إن المنتخب الإيراني لم يفز ولكن المنتخب المغربي هو الذي خسر.
وفي المباراة الثانية أمام منتخب البرتغال تكرر نفس السيناريو، وخسر المنتخب المغربي بهدف يتيم سجله النجم البرتغالي الكبير كريستيانو رونالدو، بعد ملحمة كروية شن خلالها الأسود الكثير من الضغوطات على مرمى البرتغال.. لكن مرة أخرى وقف لهم سوء الطالع بالمرصاد.
وفي المباراة الثالثة أمام المنتخب الإسباني لعب المنتخب المغربي مباراة العمر.. وقدم أداء كرويا متميزا لم يقدمه عمالقة العالم في هذا المونديال بشهادة كبار المدربين، حتى أن المنتخب الإسباني أصيب بالصدمة، واختلطت عليه الكثير من الأمور، ولم يعد يدرك إن كان فعلا يلعب المونديال أم أن المسألة مجرد "كابوس".. وللأسف أن نفس سيناريو "الغدر" مارسته معنا كرة القدم، وتمكن المنتخب الإسباني من أن ينجو من "كارثة" محققة وحقق نتيجة التعادل في الأنفاس الأخيرة من المباراة.
ويكفي التذكير أن كل مصائب تجربة حكم الفيديو "فار" خلال هذا المونديال تحملها المنتخب المغربي الذي قدم الكثير من الروائع، وخرج من البطولة العالمية برأس شامخة ومرفوعة.