ADVERTISEMENTS

رئيس عربي للفيفا؟

الجمعة 08 يناير 2016 - 12:01

نجزم على أن الجامعة الدولية لكرة القدم وقد تحطمت الكثير من حصونها وتعرت الكثير من عوراتها وباتت مؤسسة منعوتة بسوء السلوك، بفعل ما تكالب من إتهامات وما افتضح من سلوكات يعاقب عليها القانون، نجزم على أن الفيفا ستمضى حثيثا في اتجاه تخليق نفسها، ولا مناص أن تكون سنة 2016، سنة إعادة كتابة المنظومة القانونية بما يفرمل كل الأهواء ويقوي الرقابة على الذات ويجعل من الفيفا كما إدعى بلاتر دائما مؤسسة شفافة خاضعة للمراقبة وملتزمة بما يمليه عليها الضمير العالمي.
بعض من هذا التصحيح بوشر فعلا من خلال لجنة إنكبت في أعقاب الزلزال الذي ضرب الفيفا على تقويم الإختلالات التي لها طبيعة تنظيمية والتي سمحت بكل الإنحرافات التي سمعنا عنها، إلا أن العمل الأكبر سيوكل للرئيس الجديد الذي سينتخبه كونغرس الفيفا يوم 26 فبراير المقبل خلفا لبلاتر الذي تنحى برغم أنفه وباتت تتقاذفه أمواج الإتهامات والتوقيفات، ومع حاجة الفيفا لقيادة جديدة تضطلع بمعية اللجنة التنفيذية بمهمة إصلاح ما أفسدته السنوات وتنظيف ما علق بالبيت من أوساخ، فإن السؤال المطروح اليوم هو من يستحق بين الخمسة المتنافسين على منصب الرئيس أن توكل له هذه الـمهمة البالغة التعقيد؟
والسؤال يحيل على سؤال آخر هو: من من المتنافسين الخمسة يملك حظوظا للوصول إلى مرتبة الرئيس؟
مع السقوط الإضطراري لجوزيف بلاتر من رئاسة الفيفا، غلب الظن بأن يكون الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم هو البديل الأمثل للعجوز السويسري، لوجود كثير من المؤشرات التي تقول أنه الأفضل بين كل المتسابقين لكسب هذه الثقة، فهو أسطورة كرة القدم الفرنسية كلاعب، وهو من نجح في قيادة فرنسا إلى تنظيم مونديال تاريخي سنة 1998 إنتهى بكم هائل من النجاحات الرياضية والتسويقية، وهو من أعلن ثورة داخل الإتحاد الأوروبي لكرة القدم، عززت موقع الريادة الذي تحتله عصبة الأبطال الأوروبية بين كل المسابقات القارية، وهو من يحمل شعارا يجده صداه القوي لدي كل نجوم وأساطير العالم «أعيدوا كرة القدم لأهل كرة القدم».
ما كان يبدو لنا جميعا فرضية أقرب منها للحتمية من أي شيء آخر، سيتحول إلى كابوس حقيقي وميشيل بلاتيني يتهم بتقاضي عائد مالي كبير من الفيفا قيل أنها أتعاب وظيفة قام بها بلاتيني بإشارة من بلاتر ولم يتم سدادها إلا في وقت متأخر، دليلا على وجود سوء نية وترتيب غير بريء، وبالتالي يعلن موقوفا من طرف لجنة القيم للفيفا لثمان سنوات، وتبوء كل محاولاته للطعن في الحكم لدى المحاكم الرياضية بالفشل، ليصبح من كان إلى وقت قريب أقوى مرشح لقيادة الفيفا في سنوات إصلاح الأعطاب، خارج السباق منبوذا وملعونا وغير مرغوب فيه. 
ولأن لجنة الإنتخابات داخل الفيفا تبدي كامل الصرامة في المصادقة على الترشيحات فإنها لم تترك حتى اليوم سوى خمسة متسابقين، يبدو البحريني سلمان بن إبراهيم رئيس الإتحاد الأسيوي لكرة القدم أقواهم على الإطلاق وأوفرهم حظا لنيل ثقة الكونغرس الفيفاوي، ولذلك مؤشرات كثيرة، منها أن سلمان بن إبراهيم آل خليفة نجح في الفترة الأخيرة من خلال زيارات مكوكية قادته لكثير من عواصم العالم وبعضها تم في سرية تامة إلى كسب تعاطف كثير من الجامعات الوطنية، ومنها أنه يتمتع بشبه إجماع من الإتحادين الأسيوي والإفريقي اللذين يملكان نصف أصوات الكونغرس تقريبا، ومنها أن أوروبا إلى الآن حائرة ومنقسمة على نفسها بعد الذي عطل قدرات بلاتيني ورمى به خارج السباق، وإن كانت أوروبا قد قدمت كاتبها العام الإيطالي السويسري جياني إينفانتينو للتغطية على الفراغ وطمعا في أن تكون لها اليد الطولى على مركز القرار داخل الفيفا، بعد أن تمرد عليها بلاتر بانحيازه للإتحادات القارية الأخرى.
واحتكاما إلى الإستقراءات الأولية للوقائع، فإن المنافسة على رئاسة الفيفا ستنحصر بين البحريني سلمان بن إبراهيم والسويسري جياني إينفانتينو، لطالما أن الأردني الأمير علي بن الحسين لن يجد مجددا ذات المساندة التي لقيها من القارة الأوروبية عندما تقدم لمنافسة بلاتر في الإنتخابات الآخيرة التي خسر دورها الأول وانسحب من دورها الثاني، ولطالما أن الفرنسي جيروم شامبان الكاتب العام السابق للفيفا لا يستطيع لانتمائه الأوروبي أن يقسم القارة العجوز على نفسها، ولطالما أن الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل لا يتمتع إلا بمساندة لا تكفي لسد الرمق، والمؤكد أن الثلاثة الذي ذكرتهم سيعلنون تباعا خروجهم من السباق عندما يتأكد لهم أن اختراق «الكتلة الحرجة» أمر بالغ الصعوبة إن لم يكن ضربا من المستحيل. 
وإذا ما كانت حظوظ المرشح الأوربي بلغة الأرقام المتوفرة الآن، تبدو ضعيفة للتربيطات الموجودة اليوم بين الإتحادات القارية إذا ما قارناها بحظوظ سلمان بن إبراهيم، فإن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تسمية الرئيس الجديد للفيفا، وإن كنت موقنا من أن بلاتر المحال اليوم على العطالة ما زال له دور يلعبه في الكواليس، وبموجب هذا الدور فإنه يدفع نفس الكتلة التي قادته للرئاسة في خمس مناسبات إلى الوقوف خلف سلمان بن إبراهيم الذي سيحقق شهر فبراير القادم فيما لو حظي بثقة الكونغرس، إنجازا تاريخيا غير مسبوق بأن يصبح أول عربي وأسيوي يترأس الجامعة الدولية لكرة القدم.    

 

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS