نستضيف كاس السوبر الإفريقي لتأكيد جاهزيتنا

ملاعبنا المونديالية عنوان للأصالة والعراقة العربيتين

هذا ما ستربحه قطر من تنظيمها لكاس العالم

مونديال 2022 ب48 منتخبا قيد الدرس

تمضي قطر واثقة ومتسلحة بإرادتها التي لا يقهرها شيء، في تهييء نفسها لتكون قبلة للعالم بعد أربع سنوات من الآن، باستضافتها للحدث الأكثر كونية، كأس العالم الذي تجتذب مبارياته مجتمعة ما لا يقل عن 30 مليار مشاهد.

ومع طلوع فجر كل يوم، تنتشر في ربوع قطر آلاف السواعد البشرية تبني وتعمر الملاعب والطرقات والمعابر والفنادق والمستشفيات، بل منها من ينبث مدنا كاملة الأوصاف. هو إذا سباق كبير ضد الساعة تخوضه قطر من أجل أن تكتمل جاهزيتها لحدث تنوب عن كل العرب في استضافته بتقاليد وإرث النخوة العربية، حدث تنظيم كأس عالمية باتت لها من الآن الكثير من التوصيفات أطلقها خبراء وأساطير الرياضة وكرة القدم عبر العالم، بعد الذي رأوه هنا في قطر بالعين المجردة، فمن يقول أن قطر ستنظم كأسا عالمية إستثنائية، ومن يقول أنها ستنظم كأس الفخامة، ومن يقول أنها ستنظم مونديالا يعجز عن كل وصف، كأس العالم من نسج الخيال الإنساني.

والذي يزور قطر باستمرار، سيجرد بشكل موضوعي هذا الذي يتغير كل يوم، فكأس العالم هو جوهر رؤية التغيير، هو أصل منظومة التحديث والعصرنة التي أطلقتها قطر، إنه رمز لقدرتنا كعرب على تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية العالمية بكثير من الإجادة والدقة والبراعة. ذلك ما أصبح لازمة في أي خرجة إعلامية للسيد حسن الذوادي أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث بقطر، التي تقود منذ ثمان سنوات رحلة البناء والإبداع والنبوغ، وعلى كاهلها تقع مسؤولية التطابق كليا مع دفتر تحملات الفيفا.

في الطابق 37 من برج البدع الذي يتوسط بشموخ العشرات من أبراج الدوحة، كان للإعلاميين الرياضيين العرب والأجانب ممن جاؤوا لتغطية الإشهار الرسمي لتصميم ملعب لوسيل، آخر جوهرة في عقد ملاعب مونديال 2022، لقاء مع السيد حسن الذاودي الذي لا يتغير له منطق في تقاسم الأشياء مع الصحافيين، فهو على طلاقة اللسان وسرعة البديهة وحدة الذكاء، لا يمكن إطلاقا أن يصدر لمن حوله خطاب التناقضات.

 

لوسيل آخر العنقود

مع الكشف عن تصميم ملعب لوسيل بمدينة لوسيل التي تبعد عن العاصمة الدوحة ب15 كيلومترا، تكون اللجنة العليا للمشاريع والإرث، قد كشفت للعالم آخر ملاعب عنقود الفخامة والجمال، ملعب هو الأكبر والأضخم، يستع ل80 ألف متفرج، ويشكل تصميمه وهندسته شموخا للإبداع والأصالة، فتصميمه مستوحى من تقاليدنا العربية القديمة.

وملعب لوسيل هو ثامن الملاعب التي تم الكشف عن تصاميمها، والتي تعهدت قطر ببنائها تطابقا مع دفتر تحملات الفيفا، ملعب سيستضيف حفلي الإفتتاح والإختتام ومباراتي الإفتتاح والنهائي وبعض من مباريات دور المجموعات.

والجميل كما يقول السيد حسن الذوادي أنه ملعب لن يستضيف بعد كأس العالم مباريات في كرة القدم، لأنه سيصبح فضاء متعدد الإستعمالات العلمية والتربوية والترفيهية، من دون أن يفرط في هندسته الخارجية التي ستتم صيانتها باستمرار، للدلالة على أن هذا الفضاء كان مسرحا لكأس العالم 2022.

 

مونديال لكل العرب

وتطابقا مع فكر الإتحاد الدولي لكرة القدم الذي يحرص على أن يترك تنظيم كأس العالم في أي بلد إرثا إنسانيا مستداما، فإن قطر وهي تتصدى لتنظيم كأس العالم كأول دولة عربية وشرق أوسطية تنجح في كسب رهان تنظيم الحدث الرياضي الأكثر كونية، ما فارق رؤيتها، الحرص على أن يشكل تنظيم كأس العالم إرثا إنسانيا رفيعا لا يستفيد منه القطريون فقط، بل كل أبناء المنطقة وكل أبناء العالم العربي، يقول السيد حسن الذوادي:

"يهمنا كثيرا أن يترك كأس العالم إرثا إنسانيا مستداما، لذلك فنحن نخطط بكل دقة لأن تكون للملاعب المستضيفة لكأس العالم أشكال هندسية ومعمارية رائعة، وبخاصة أن تكون لها قيمة نفعية مستدامة، بحيث لا تصبح هذه الملاعب بعد كأس العالم عبئا على الدولة، ومن خططنا أن تتقلص سعة أغلب الملاعب بعد نهاية كأس العالم، بأن يجري تفكيك عدد كبير من المقاعد التي سيجري توزيعها على بعض الدول، كما أن هناك خطة لأن يتواصل نبض الحياة بهذه الملاعب، فلا يقتصر نشاطها فقط على استضافة المباريات".

وتأسيسا لهذا الإرث المستدام، أبدعت اللجنة العليا للمشاريع والإرث الكثير من المبادرات الخلاقة التي عرفت مشاركة نحو 300 الف من شباب العرب والعالم، وهو ما سيجعل من كأس العالم 2022 الأكثر جاذبية وتقاسما بين دول العالم.

 

ماذا ستربح قطر من تنظيم كأس العالم؟

وإزاء هذه الإنشاءات الرياضية المبهرة التي ستكمل قطر بناءها متم سنة 2020، أي قبل عامين من انطلاق كاس العالم 2022، لابد من الحديث عن التكلفة الإجمالية اتنظيم قطر لهذا المونديال، وهل من الضروري أن يحضر المنطق الربحي في استضافة المنافسة الكروية الأرفع في العالم، يقول السيد حسن الذوادي:

"تنظيم كأس العالم هو استثمار إنساني بالدرجة الأولى، وليست هناك بطولة تقاس بالربح أو الخسارة، لطالما أن هناك نتائج أعمق بكثير، أبرزها الإرث الإنساني.

في كأس العالم لا نتحدث فقط عن الإيرادات المالية، هل ستغطي ما تم صرفه على بناء الملاعب وعلى كافة النواحي التنظيمية؟ ولكننا نتحدث عن الجدوى الإقتصادية والإجتماعية من تنظيم منافسة بقيمة كأس العالم، عن الإرث الإنساني المستدام الذي سيتركه تنظيم المونديال بقطر لأهل قطر ولشعوب المنطقة، وأعتقد أن ما يمكن أن نجنيه من تنظيم كأس العالم من منظور ما أنشئ ومن منظور ما سيتداعى من إيجابيات، هو أكبر من أن يثمن.

في النهاية قطر تنوب عن كل العرب، في إبراز قدراتنا كعرب على التصدي لتنظيم كبريات الأحداث الرياضية الإنسانية بكثير من التفوق والإبداع، هذا هو رهاننا وربحنا الأكبر الذي نسعى إليه.

هدفنا هو أن نمنح العالم مونديالا يتشرف العرب به ويفتخرون، ليس هذا فقط بل يشاركوننا في إنجاحه، وما التجاوب الكبير من شباب العرب مع كل المبادرات التي أطلقناها تباعا، إلا دليل على أننا نتقاسم التنظيم كما سنتقاسم النجاح مع كافة أشقائنا العرب".

 

لهذا السبب سنستضيف السوبر الإفريقي

ولأن إجراء مونديال 2022 بقطر، سيكون إستثناءا في فصل الشتاء، فإنه لأول مرة لن يستضيف البلد المنظم للمونديال كأس العالم للقارات، فكيف تنوي قطر تجريب ملاعبها التي ستنجز سنة 2020، والتمرن على تنظيم الحدث الأكبر بعيدا عن مونديال القارات؟

يجيب السيد حسن الذوادي: "طبعا القرار بعدم تنظيم قطر لكأس القارات، أساسه أنه لا يمكن تنظيمها صيفا بقطر، ولأنه من غير الممكن أن تقام خارج هذا الفصل كما حدث مع المونديال، فإننا سنضع في القريب العاجل أجندة لاستضافة أحداث كروية عالمية قريبة نسبيا من المونديال، ونحن في مشاورات مستمرة مع الفيفا من أجل الحصول على حق استضافة إحدى بطولات الفئات السنية لتكون بمثابة بروفة تجريبية.

ولعلكم لاحظتم أننا استضفنا على مر السنوات الماضية العديد من المباريات العالمية، وسنستضيف شهر فبراير القادم مباراة السوبر الإفريقي بين الشقيقين الترجي الرياضي التونسي والرجاء البيضاوي المغربي، على أن هناك فعاليات رياضية أخرى يجري الترتيب لاستضافتها على طول السنوات الأربع التي تفصلنا عن موعد انطلاق كأس العالم".

 

ندرس إمكانية تنظيم مونديال ب48 منتخبا

وإن كان القرار صدر بأن ينظم منوديال 2026 ب48 منتخبا، إلا أن هناك نقاشا داخل الفيفا بخصوص ما إذا كان متاحا الشروع في هذا النظام بداء من مونديال 2022 بقطر، نقاش تحضر فيه قطر بالأساس، وتملك حق القبول به أو رفضه..

"بالطبع جرى حديث رسمي عن هذا الأمر، منذ أن تقدم به كمقترح أحد أعضاء الجمعية العمومية للفيفا، وقد كان السيد جياني إينفانتينو جازما من البداية في التأكيد على أن موافقة قطر تظل فارقة، بالنظر إلى أن ما وقعنا عليه من وثائق رسمية، يقول باستضافتنا لكأس عالمية من 32 منتخبا.

من جانبنا هناك دراسة يتم إنجازها وعلى ضوئها سنحدد قرارانا الأخير، علما أن الفيفا قررت الحسم في هذا الأمر خلال جمعيتها العمومية التي ستنعقد شهر مارس القادم.

لا أستطيع التأكيد، بخصوص ما إذا كنا سنقبل بالمقترح أم لا، وإن قبلنا به هل سنتمكن من استضافة كافة المجموعات أم سنشترك في ذلك مع دول مجاورة، الأمر متروك لما ستنتهي إليه الدراسة التي هي قيد الإنجاز".

 

الأمين العام للأمم المتحدة منبهر

كان السيد حسن الذاودي منطلقا بحماسة كبيرة في ندوته الصحفية قبل أن يستدعى على عجل للقاء الأمين العام للأمم المتحدة الذي تواجد بالدوحة التي استضافت منتدى دوليا في محور "صنع الساسات في عالم متداخل"، لقاء دام قرابة نصف ساعة ليعود بعدها معتذرا وملخصا ما دار بينه وبين السيد أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة:

"كان لقاء مثمرا، وهو امتداد للقاءات كثيرة عقدناها مع منظمة الأمم المتحدة وغير من المؤسسات الدولية، وقد أحطت السيد الأمين العام علما، بسير الأشغال في بناء الملاعب وفي استكمال كل المبادرات الإنسانية وفي تنزيل مختلف القيم التي تؤسس عليها قطر تنظيمها لكأس العالم.

وللأمانة فقد أكد لي أنه منبهر بما شاهده بأم العين من إنشاءات رياضية وعمرانية، ولا يخالجه أدنى شك في أن قطر ستنظم كأسا عالمية فريدة من نوعها، كما انبهر أيضا بالمبادرات الإنسانية التي تحيط بكأس العالم، ما يجعله أكثر من تباري رياضي على رقعات الملاعب، ليصل إلى إبداع أكثر من مبادرة لتخليق وتهذيب وسمو الفكر البشري، وثمن كثيرا، النظرة الشمولية التي تتبناها قطر في استضافتها لكأس العالم 2022".

 

لا مكان لمونديال 2022 غير قطر

ولأن قطر لم تسلم منذ لحظة إسناد الفيفا لها تنظيم كأس العالم 2022، كأول بلد عربي وشرق أوسطي ينال هذا الشرف، من استفزازات وتحرشات بخاصة من قبل الإعلام البريطاني، فإن السيد حسن الذوادي وهو يسأل عما يتردد حتى اليوم، ونحن على بعد أربع سنوات فقط من كأس العالم 2022، من أن هذا المونديال لن ينظم بقطر وسيتم نقله لبد آخر، قال مبتسما:

"نراكم سنة 2022 بقطر، لست أنا من قال هذا الكلام، بل قاله السيد جياني إينفانتينو في آخر زيارة له، فقد وقف على ضخامة المشاريع وعلى دقة وسرعة الإنجاز بل واكتمال الجاهزية قبل سنتين من انطلاق المونديال.

بعد قطر، كأس العالم 2022 سيجرى بقطر ثم قطر فقطر ولا خيار غير قطر.."