عاد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الثلاثاء الى مدريد التي تركها الصيف الماضي للانتقال الى طورينو من أجل الدفاع عن ألوان بطل الدوري الإيطالي لكرة القدم يوفنتوس، وذلك للمثول أمام المحكمة التي ستحكم عليه بحسب المتوقع بدفع غرامة مقدارها 18,8 مليون اورو، وذلك ضمن تسوية مع السلطات المالية على خلفية تهربه من دفع الضرائب.

وكجزء من الاتفاق الذي تم التوصل اليه في يونيو الماضي مع فريق الدفاع عن النجم البرتغالي، ستصدر المحكمة حكما بالسجن على أفضل لاعب في العالم خمس مرات لمدة 23 شهرا مع وقف التنفيذ.

وعموما، يعفى في إسبانيا المحكومون بالسجن لفترة تصل الى عامين، من تنفيذ العقوبة في حال عدم وجود سوابق في سجلهم.

وتجمع العشرات من الصحافيين والمصورين خارج المحكمة في شمال شرق مدريد لمتابعة الاجراءات التي لم تدم طويلا، إذ خرج البرتغالي من القاعة بعد قرابة 40 دقيقة وقال للاعلاميين لدى سؤاله عن أحواله "أنا جيد جدا" قبل أن يغادر بالسيارة بصحبة صديقته جورجينا رودريغيز.

وكشف متحدث باسم المحكمة التي رفضت أن يحضر اللاعب الجلسة عبر الفيديو أو أن يدخل المبنى بالسيارة لتجنب التهافت الإعلامي، أن القاضي سيصدر حكمه في القضية في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء.

ولو لم يتم التوصل الى هذا الاتفاق، كان رونالدو يواجه احتمال فرض غرامة قاسية تصل الى 28 مليون اورو، وحكم بالسجن لثلاثة أعوام ونصف عام، بحسب نقابة الاختصاصيين في وزارة المالية.

وأدى هذا الاتفاق الى إقفال الملف القضائي بحق النجم الذي انتقل الى يوفنتوس مقابل نحو 100 مليون اورو بعد أن قاد ريال للقبه الثالث على التوالي في عصبة أبطال أوروبا والرابع في المواسم الخمسة الأخيرة.

واتهمت المحكمة الجنائية في مدريد، رونالدو بتهرب ضريبي وصلت قيمته إلى 14,7 مليون اورو من خلال انشاء هيكل تجاري وهمي لإخفاء أرباحه في الفترة من 2011 إلى 2014.

وفتحت النيابة العامة التحقيق بحق رونالدو في يونيو 2017 وتم الاستماع اليه بعدها بشهر، وقد أكد النجم البرتغالي في حينها أنه "مرتاح الضمير"، فيما أبدى ريال مدريد ثقته بـ "البراءة التامة" لقائد منتخب البرتغال.

واعتبرت النيابة العامة ان رونالدو "استفاد من كيان شركة انشئت في 2010 لاخفاء العائدات التي يحصل عليها في اسبانيا من حقوق بيع الصور من امام سلطات الضرائب".

وكان اسم رونالدو ورد في تقارير "فوتبول ليكس" التي كشفت في 2016 وثائق تتعلق بعمليات تهرب ضريبي على نطاق واسع في عالم كرة القدم شملت العديد من اللاعبين والمدربين في اوروبا.

لكن المهاجم البرتغالي نفى مرارا قيامه بعمليات تهرب ضريبي، ونشر أواخر 2016 كشوفات مالية بقيمة 225 مليون اورو.

ورونالدو من بين عدة لاعبين اتهمهم وما زال القضاء الاسباني بالتهرب الضريبي، مثل غريمه السابق في برشلونة الارجنتيني ليونيل ميسي الذي ادين بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة 21 شهرا (تم استبدالها لاحقا بغرامة قدرها 252 الف يورو) مع غرامة مالية بنحو مليوني اورو، وزميله السابق في ريال تشابي ألونسو الذي سيمثل الثلاثاء أمام المحكمة ذاتها بتهمة مماثلة.

وتطالب النيابة العامة بسجن ألونسو لخمسة أعوام مع تغريمه بمبلغ 4 ملايين اورو.

ويضاف الى المشكلة الضريبية التي يواجهها رونالدو، اتهام البرتغالي في الولايات المتحدة باغتصاب عارضة الأزياء السابقة كاثرين مايورغا (34 عاما)، في حادثة تعود الى 13 حزيران/يونيو 2009.

وطلبت شرطة لاس فيغاس مؤخرا من السلطات الإيطالية تزويدها بعينة من الحمض النووي للاعب البرتغالي الذي نفى بشدة تهمة الاغتصاب، وفي مقابلة أجراها عشية رأس السنة الجديدة مع صحيفة "ريكورد" البرتغالية الرياضية أكد أنه "مرتاح الضمير" و"واثق بأنه سيتم توضيح كل شيء قريبا".