صرح الأرجنتيني سانتياغو سولاري بعيد الهزيمة المذلة أمام أياكس أمستردام والخروج من ثمن نهائي عصبة أبطال أوروبا لكرة القدم، انه لن يتخلى عن تدريب ريال مدريد الإسباني، لكن القرار على الأرجح ليس بيده.

وكان الفرنسي زين الدين زيدان محقا عندما قرر من تلقاء نفسه الرحيل عن الفريق الملكي بعد أن قاده الى ثلاثة ألقاب متتالية في المسابقة الأوروبية الأهم.

وكان خطاب الرحيل الذي ألقاه زيدان أشبه بإنذار للفريق الأبيض، فكان موسمه الحالي ملبدا، وفي غضون سبعة أيام خسر كل شيء: خرج من كأس إسبانيا، تراجع في الليغا بفارق 12 نقطة عن غريمه برشلونة المتصدر وحامل اللقب وباتت آماله ضئيلة إن لم تكن معدومة، وأخيرا فقد لقبه في البطولة الأوروبية.

وانتقل سولاري للاشراف على الفريق الاول في فترة بالغة الصعوبة بعد إقالة مدرب المنتخب السابق جولن لوبيتيغي، كما كانت الحال بالنسبة الى زيدان، من الفريق الرديف "كاستيا" بدلا من رافايل بينيتيز.

وعلق على ذلك بالقول بعد الخسارة المذلة أمام أياكس امستردام الهولندي 1-4 على ملعب سانتياغو برنابيو في إياب ثمن نهائي عصبة الأبطال (الذهاب 2-1 في أمستردام)، "لم آت الى الفريق في فترة صعبة كهذه من أجل أن أترك منصبي".

وفي الكأس المحلية والليغا، كان الفريق سيئا أمام غريمه برشلونة، وفي أوروبا كان أدنى مستوى من لاعبي أياكس، علما بأنه كان مرشحا لفرض نفسه على أرضه وتقديم مستوى رائع.

ثلاث هزائم متتالية جميعها على ملعبه (سبقتها هزيمة أيضا في الدوري أمام جيرونا 1-2).

وكتبت صحيفة "ماركا" الرياضية الواسعة الانتشار الأربعاء "إنه فريق كتب التاريخ"، و"إنها نهاية عهد" بالنسبة الى صحيفة دياريو سبورت، و"الكارثة كبيرة جدا" برأي صحيفة موندو ديبورتيفو.

وعاش سولاري فترة حافلة بالتقدم والنتائج الإيجابية بعد خلافته في هذا المنصب لجولن لوبيتيغي الذي أقيل على خلفية سقوط الفريق في الكلاسيكو أمام برشلونة (1-5) في تشرين الثاني/نوفمبر.

لكن الإنحدار كان سريعا مع اللجوء الى بعض التعديلات قبل الآوان فغابت الأهداف، واستفادت الفرق الصغيرة من الوضع الجديد، وأقلعت الفرق الكبيرة بسرعة متناهية دون فرملة.

بات يتعين على رئيس النادي فلورنتينو بيريز أن يقرر الآن ما اذا كان ينبغي الاحتفاظ بسولاري حتى الصيف، مع أنه من الصعب تصور المكسب الذي سيجنيه من إقالته طالما أنه لم يعد هنالك أي شيء للظفر به هذا الموسم.

ومدرب جديد مع الفريق ذاته، ليس بامكانه إلا إضفاء شعور من النضارة، في حين أنه بالنسبة الى بيريز قد يكون من المفيد انتظار شهر حزيران/يونيو المقبل حيث سيكون هناك المزيد من المرشحين لهذا المنصب.

وفي استطلاع للرأي أجرته صحيفة "ماركا" مع أنصار الفريق، وردا على سؤال لمن يوجه اللوم، قال 70 % منهم "الى لجميع" أو "الى مجلس ادارة النادي"، فيما رأى 7% فقط أن اللوم يقع على "سولاري ولوبيتيغي".

وبعد سنوات من عدم الاستثمار، بدأ العمود الفقري لريال مدريد بالتآكل فالكرواتي لوكا مودريتش الحاصل على جميع الالقاب لأفضل لاعب في العالم عام 2018، يبلغ الـ 33 من عمره، وعميد الفريق سيرخيو راموس (32) والألماني طوني كروس (29) والفرنسي كريم بنزيمة (32). لكن العمر شيء، والحماس شيء آخر، ومن الصعب انتاج النجاح.

وبحث النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن تحد جديد مع يوفنتوس الإيطالي، ولم يتم استبداله بنجم واحد او بلاعبين أو بثلاثة يستطيعون بالأداء الجماعي ردم الهوة. حتى الدومينيكاني ماريانو دياز الذي وقع في الدقيقة الأخيرة من فترة الانتقالات قادما من ليون الفرنسي، لم يرد اسمه الثلاثاء في ورقة المباراة.

وبدل البحث عن المشاهير وآخرهم كان الكولومبي خاميس رودريغيز بعد مونديال 2014 في البرازيل، اتجه بيريز نحو الشباب مثل البرازيلي فينيسيوس جونيور، ألفارو اودريوثولا، سيرخيو ريغيلون، داني سيبايوس وماركوس يورنتي، وقدم هؤلاء الواعدون درجات متفاوتة من العطاء، وكان فينيسيوس وحده الاستثناء.

ولم تكن المشكلة في أن هؤلاء اللاعبين فشلوا، وإنما كانوا بحاجة ربما الى مزيج من الخبرة من اجل قيادة المركب الى بر الأمان. لكن تحولا في النفقات الصيفية قد يكون مهما، ولكن في الوقت نفسه قد يؤثر على العمل الذي أنجز مع هذه المجموعة الموهوبة.

وإذا لم يكن سولاري مقنعا في المباريات الـ 12 الأخيرة، فإن اختيار بديل له سيكشف ما اذا كان إيمان بيريز بالشباب لم يتزعزع.

ويسافر ريال مدريد الأحد الى بلد الوليد لمواجهة فريقها في الدوري، ولم يبق أمامه إلا انتزاع المركز الثاني من جاره أتلتيكو، وتقليص الفارق مع برشلونة الذي اتسع الى 12 نقطة.

وصرح المدافع داني كارفاخال "لدينا فريق شاب مع هامش من التحسن. من الواضح أن الموسم انتهى، لكننا سنتابع العمل في الدوري لأن هذا ما يتوجب علينا القيام به. علينا أن نكون محترفين".