بعد عشر مباريات في هذا الموسم، يحتل فريق غرناطة صدارة ترتيب لاليغا . يعود الفريق الأندلسي الصاعد مؤخرا للبطولة الممتازة منذ هبوطه سنة 2017، حيث يعيش موسمه 24 في الدرجة الأولى، غير أنه أثبت نفسه كفريق قادر على مجاراة الفرق الكبيرة في لاليغا مثل برشلونة وأتلتيكو مدريد وإشبيلية وفالنسيا، إلى حد إلحاق الهزيمة بحامل اللقب حاليا بنتيجة 2-0 في أوائل هذا الموسم.
مرت 50 عاما تقريبا عن بداية سنوات السبعينات، حيث عاش الفريق فترته الذهبية التي اشتهر فيها بلقب "قاهر العمالقة"، وتصدر الترتيب مؤقتا للمرة الأولى في تاريخه سنة 1973. والآن يعود فريق غرناطة مجددا للصدارة. ولكن، كيف تم ذلك؟ هذه خمس أسباب تفسر لماذا أثبت غرناطة لجميع المشككين في قدراته خطأ توقعاتهم بتصدّره ترتيب لاليغا بعد مرور عشر دورات.
1- المدرب دييغو مارتينيز
عندما نبحث عن عوامل نجاح فريق غرناطة الحالي، فإن أول عنصر تجدر الإشارة إليه هو مدرب الفريق دييغو مارتينيز. يعيش ابن مدينة فيغو مارتينيز أول موسم له كمدرب لأحد نوادي لاليغا، كما يعتبر أصغر مدرب في هذا القسم لأنه يبلغ من العمر 38 سنة فقط. بعد مسيرة غير مثيرة للانتباه كلاعب، تعاقد معه مدير كرة القدم بنادي إشبيلية مونشي للعمل مع الفئات الصغرى، وواصل العمل إلى أن فاز بلقب اوروبا ليغ سنة 2014 مع أوناي إيمري كجزء من الطاقم التقني لهذا المدرب. وبعد أن ضمن صعود إشبيلية أتلتيكو (الفريق الثاني لإشبيلية)، انتقل لتدريب فريق أوساسونا سنة 2017 قبل الالتحاق بفريق غرناطة بعد سنة من ذلك. ومع فريق غرناطة أثبت نفسه حقا كخبير في فن التكتيك وتحميس اللاعبين. وفي فترة لا تتجاوز موسما واحدا، جمع فريقا قويا وطموحا يتمتع بمرونة تكتيكية بالرغم من الموارد المحدودة. إنه فريق تشكّل إلى حد كبير في القالب الذي وضعه هذا المدرب.  
2- تماسك وتضامن
"أنا فخور بهذا الفريق، وبنكران الذات الذي أظهره كارلوس فيرنانديز خلال هدف فاديو، وبالعمل الكبير لسولدادو، وبتشجيع أدريان راموس..."، يقول دييغو مارتينيز خلال الندوة الصحفية التي تم إجراؤها بعد فوز فريقه على ريال بيتيس بنتيجة 1-0 في نهاية الأسبوع الماضي. يعدّ فريق غرناطة من دون شك عائلة ومجموعة متماسكة من اللاعبين الذين لديهم كل ما يلزم للنجاح وليس لديهم شيء يخسرونه. لم يُسجّل عليه أي هدف خلال ست مباريات، وهو إنجاز لم يحققه إلا فريق أتلتيكو مدريد هذا الموسم. ما هي المعادلة الأساسية في طريقة لعب غرناطة؟ إنها التماسك والتضامن.
3- سجلوا أهدافا أكثر من ريال مدريد وأتلتيكو مدريد (17)
قد يكون لديهم دفاع صلب ولكن ذلك لا يعني أنهم لا يستطيعون الهجوم. في الواقع، إنه ثالث فريق يسجل أكبر عدد من الأهداف بلغت 17، بعد فريق فياريال (24) وفريق برشلونة (23). وبسبب فعاليتهم سواء في الخط الخلفي أو الأمامي، حققوا الفوز ست مرات (أربع مرات بشكل متتالي)، وسجلوا 17 هدفا، ولم تتلقى شباكهم إلا 10 أهداف. إنه رصيد من الأهداف يتجاوز ما سجله ريال مدريد (16) وأتلتيكو مدريد (10). والأهم، أنه لا يعتمد بشكل مفرط على هداف واحد كما هو شأن الكثير من الأندية الجديدة الصاعدة. هداف الفريق في هذا الموسم هو أنطونيو بويرتاس برصيد ثلاثة أهداف، في حين يتقاسم عشر لاعبين الأهداف الأخرى المسجلة في هذا الموسم.
4- أمان في حراسة المرمى: روي سيلفا
مع أن فريق غرناطة يتميز بخط أمامي فعال، فإنه يحظى أيضا بلاعب كبير يتولى حراسة المرمى. يعتبر الحارس البرتغالي روي سيلفا عنصرا أساسيا داخل الفريق وخارج الملعب، حيث لم تدخل إلى شباكه إلا 10 أهداف خلال عشر مباريات، مما يجعله رابع حارس يتلقى أقل عدد من الأهداف لحد الآن في هذا الموسم من لاليغا سانتاندير. وهو بذلك يحتل رتبة أعلى من حراس مرمى مرموقين على الصعيد العالمي مثل حارس مرمى برشلونة مارك أندريه تير شتيغن، وحارس مرمى ريال مدريد تيبو كورتوا.
5- فوز مذهل على برشلونة بنتيجة 2-0
لم يكن جدول المباريات رحيما بفريق غرناطة في بداية الموسم، حيث كان عليه مواجهة بعضٍ من أكبر الأندية في وقت مبكر. غير أن الفريق الجديد الصاعد لم يتردد في قبول التحدي. وبعد تعادل مثير بنتيجة 4-4 في المباراة الافتتاحية في ملعب فريق فياريال الذي قدم أداءً عاليا، عرف الفريق هزيمة مشرفة أمام إشبيلية بنتيجة 1-0، ثم حقق فوزا حاسما ومثيرا على فريق برشلونة حامل اللقب بنتيجة 2-0، وهكذا إلى غاية فوزه على ريال بيتيس بنتيجة 1-0 خلال الديربي الأندلسي في نهاية الأسبوع الماضي. مع نتائج مثل هذه، ليس من المُستغرب رؤية فريق غرناطة في المكانة التي يحالها حاليا... في صدارة الترتيب.