لا غالب ولا مغلوب في الفصل الأول لديربي "كازابلانكا" بين الرجاء وضيفه الوداد، بعدما تعادلا 1-1 في ذهاب دور 16 لكأس محمد السادس للأندية الأبطال، في موقعة وفت بالوعود وأجلت الحسم إلى الفصل الثاني بعد 3 أسابيع.
الفرجة كالعادة بدأت في المدرجات مع الإبداع خصوصا "تيفو وينرز" الذي كان متكاملا وبتقنية ثلاثية الأبعاد، بينما إنطلقت على أرضية الميدان بجس نبض طويل ومبالغ فيه، إذ لم يهدد أي طرف مرمى الآخر طيلة ربع ساعة كاملة، قبل أن يسدد رحيمي في يد الحارس التكناوتي ومن بعدها ضربة خطأ من مكان خطير للشاكير إصطدمت بالحائط د16، وبدا الرجاء الأكثر إندفاعا ورغبة في التسجيل لكن محاولاته كانت عشوائية بكرات طويلة وعرضية في إتجاه مالونغو المحاصر، بينما تحلى الوداد بالهدوء والتركيز الدفاعي وبقي في منتصف ملعبه يتربص بأي هفوة للإنطلاق في مرتد سريع خاصة عبر الحداد.
وتسرع الرجاء في التمريرات وعجز عن بناء هجمات منظمة مع بعض المحاولات غير المؤطرة كرأسية رحيمي د26، ليندفع الوداد بعدها ويبادر بأول تهديد من ضربة خطأ محادية لكادارين د29، قبل أن يصفع الرجاويين بهدف مباغث عكس مجريات اللعب، إثر خطأ ساذج للعميد بانون إستغله الكعبي لينسل ويمرر للحداد الذي هز الشباك الفارغة بسهولة د33، في سيناريو رائع للفرسان الحمر الذين تحلوا بالواقعية والذكاء وعرفوا كيفية توظيف إمكانياتهم وأسلحتهم على أفضل وجه.
الهدف صدم النسور الذين تراجعوا للخلف بينما شحن الوداديين، وكاد المترجي أن يسجل الثاني لولا الأنانية والمبالغة في المراوغة، ليدفع المدرب كارطيرون بالعرجون بديلا للمصاب بوطيب د42، وعاد بانون الشارد ليرتكب خطأ جديدا بتهور أسفر عن إنسلال للكعبي الذي فعل كل شيء قبل أن تخونه اللمسة الأخيرة، في لقطة حمد فيها الجمهور الأخضر الله بعد مرورها بسلام 45+3.
الشوط الثاني وعكس الأول بدأ ملتهبا من جهة الرجاء الذي هاج بعد دخول متولي، فلم يتأخر لتعديل النتيجة عبر تسديدة نغوما د48 عقب إرتباك وتشتيت خاطئ لدفاع الوداد، في وقت كان فيه الجمهور الأحمر يسجل الهدف الثاني في الضفة الأخرى بتيفو خيالي من إبداع الفصيل الشهير، لتشتعل المدرجات من الجانبين في منظر جوي رهيب وغاية في المتعة.
الإيقاع بأرض المعركة نزل فهدأ وطيسها، وتوازنت الكفة لتكثر الإلتحامات البدنية والتمريرات المقطوعة في وسط الميدان، مع إعتماد المضيف على الضربات الثابتة لمتولي ونهج الضيف المرتدات الخاطفة، وتعملق التكناوتي وهو يصد رأسية خطيرة لمالانغو، كما تماسك كومارا ورفاقه لمنع النسور من الإختراق بعدما كشفت مخالبها وحلقت عاليا بحثا عن الطريدة، بأعين متولي التي صالت وجالت وكانت مرشد الخضراء في طريق الهجوم.
وقام المدربان بتغييراتهم بين الإضطرارية والإختيارية لكن دون تغيير في النتيجة، وظهر الوداد بمستوى أقل وإكتفاء تقني سعيا منه لتأمين التعادل، بينما أصر الرجاء على تكثيف الضغط لحسم الفوز، وبين هذا وذاك مرت الدقائق دون مستجدات ليعلن الحكم الإماراتي محمد عبد الله الذي نجح في القيادة بتميز، عن نهاية الفصل الأول بالتعادل 1-1 وبالتالي إشتعال فتيل ديربي الإياب الفاصل يوم 23 نونبر، في موعد الضربة القاضية.