كان الحوار التكتيكي من أهم مظاهر الديربي البيضاوي،  بين باتريس كارطيرون مدرب الرجاء وزوران مانيولوفيتش مدرب الوداد، حيث كان كل طرف يسعى لفرض طريقة لعبه يهدم بها نوايا الطرف الآخر، واشتغلت الخطوط الثلاثة للفريقين، وكان على الالعبين أبن يقدمون مجهودا مضاعفا في المباراة.
الدفاع السر الآخر
إذا كان دفاع الرجاء قد لعب بصفوفه المكتملة، فإن دفاع الوداد غاب عليه عنصران مؤثران وهما نصير ونهيري، ومع ذلك لم تكن هذه الجبهة لدى الوداد مقصرة في دورها، حيث قدم لاعبوها مستوى جيدا إلا من خطأ في الإبعاد والذي كلف الفريق هدفا، فكان عملود نشيطا في أدائه  وكان بين الفينة والأخرى يصعد، بينما كان كادارين مركزا وحدرا، بينما حرص كومارا أن يقود هذه الجبهة باقتدار، فقدم مستوى جيدا إلى جانب داري.
دفاع الرجاء كان أيضا حاضرا، غير أن الوسط كان مرتبكا في شخص بانون الذي على غير العادة ارتكب خطأين، الأول كلف هدفا والثاني مر بسلام، وكان نغا نشيطا في الجهة اليسرى، وبدأ بوطيب بنفس النشاط قبل أن يتم تغييره للإصابة ودخل بدله الشاكير.
صراع الوسط
كانت المعركة شرسة في الوسط، وقدم لاعبا الارتكاز للوداد، النقاش وجبران مستوى جيدا بأدائهما الكبير والقوي، بينما لم يكن تيغزوي في الوسط الهجومي حاضرا، ولم يساعد كثيرا المهاجمين.
وكان نغوما الأبرز في لاعبي وسط الوداد بدوره الكبير في الدفاع أو الهجوم، بدليل طريقة تسجيل الهدف، بالمقابل لم يجد الوردي الكثير من الحلول ووجد صعوبة في اختراق الوسط أمام النقاش وجبران وتم تغييره بعد نهاية الشوط الأول، فيما بدأ الشاكير المباراة في هذا المركز قبل أن يعبده كارطيرون كظهير أيمن بعد خروج بوطيب.
معاناة المهاجمين
لم يجد مهاجمو الفريقين الكثير من الحلول، أمام الصرامة التكتيكية التي عرفتها المباراة، ولو مع حضور فرصا، خاصة من جانب الرجاء، الذي راهن على الكرات الطويلة في اتجاه مالانغو، وهي خطة أراحت دفاع الوداد، خاصة مالانغو الذي لم يكن مركزا في محاولاته، على غرار الكرة الرأسية التي أضاعها، وكذا عدم تحكمه في الكرات التي كان يتوصل بها، رحيمي تحرك جيدا، إلى جانب ناناح الذي تحرك بدوره وكان يعود للوسط، كما أن دخول متولي أعطى نفسا لهجوم الرجاء في الشوط الثاني، بخلاف أحداد.
هجوم الوداد لم يتوصل كثيرا بالكرات، أمام الحذر الذي ميزه، وكذا غياب الكرتي الذي كان مؤثرا، وعدم قيام تيغزوي بدوره، الكعبي تحرك جيدا خاصة في الشوط الأول إلى جانب الحداد، ولو أن هجوم الوداد تعذب على العموم في غياب الكرات الحاسمة.