كل العرب يتحلقون بعيونهم صوب الدار البيضاء وتيمم رؤوسهم صوب العاصمة الإقتصادية للمملكة لمتابعة قمة كبيرة لا تختلف عن مشاهد البومبونيرا والمونيمونتال الأرجنتينية بل تكاد تظاهيها وتتفوق عليها، بين الغريمين و القطبين الكرويين البارزين: الوداد والرجاء في ثمن نهائي كأس محمد السادس للأبطال.
 تعادل الذهاب الإيجابي لا يمنح لا لهذا الطرف ولا للثاني امتيازا مريحا ولا هو حاسم، لذلك تحمل مباراة السبت على جمر مشتعل وبطبيعة الحال الفائز في نهاية المطاف هي الكرة المغربية التي ستربح سفيرا فوق العادة عربيا.

- تعادل ملغوم
 من يقول أو يدعي أن التعادل خدم الوداد فهو لا يفهم في الكرة أولا و منطق الديربيات ثانيا شيئا٬ بل لا يعلم أسرار هذه المباريات المحلية و الإنقلاب الكبير الذي يمكن أن يحدث في أي لحظة من اللحظات.
تعادل صحيح يمنح الوداد هامشا من الإرتياح كونه سيلج مباراة السبت و لن يكون هو المبادر بطلب هدف أو السعي لمرمى منافسه٬ على عكس النسور الخضر ال مطالبون بالقصاص لهدف الحداد والتسجيل في مرمى التكناوتي لإرغام غريمهم على مبارحة القواعد والخروج للعب الكرة دون تضييق وتسييج للقواعدالخلفية. إلا أنه رغم هذا لا يمنح هذا التعادل إمتيازا صريحا بمفهومه الشائع حين نستحضر هدفا خارج الأرض لأن الناديان يلعبان في الأرضية التضاريس التي ألفاها منذ التأسيس وبالتالي يزول هنا امتياز الملعب ويتلاشى بالمرة.

- دكة منقحة
 الأمر يعني دكة الرجاء التي هبت عليها رياح التغيير بعودة إبني الدار جمال السلامي ويوسف سفري وكلاهما انتدب في ظرف دقيق فيما اعتبر قرارا حل على مخاطرة كبيرة من إدارة الزيات.
 هزيمة برشيد كانت كافية لتقلتع جذور كارطيرون وتمهد لعودة سفري والسلامي وهي الثنائية التي إشتغلت داخل الدفاع الجديدي وحققت نتائج مرضية وطيبة.
وعلى عكس هذه النسمات التي استحسنها واسبتشر بها خيرا أنصار الرجاء، الوداد محافظ  على نفس الربان مع تغيير طفيف هم تعديل الصحابي بموسى نداو نزولا عن رغبة المدرب التي امتثل لها على الفور الناصيري.

ADVERTISEMENTS

- محاربون يعودون
 بعد تخلفهم عن معركة الذهاب يعود بعض المحاربين القدامى الذين خبروا أجواء الديربي للظهور من جديد، والقصد هنا محمد نهيري لاعب الرواقي من جانب الوداد ومعه وليد الكرتي أيقونة وسط الفرسان الحمر.
3  أسماء تخلفت عن مباراة الذهاب و تجد لها موطئ قدم في مباراة العودة، مع مواصلة  السعيدي والحسوني غيابهما وهذه المرة جبران بسبب التوقيف. على أن عدوى الغيابات انتقلت لعرين ومعترك المنافس لتشمل الثنائي عمر بوطيب وعمر العرجون بنسبة ضئيلة وكلاهما أصيب خلال ودية أولمبيك آسفي الأخيرة.
هذه المستجدات ستفرض على الربانين التعامل مع من حضر وتوظيف الأسماء الجاهزة وفق ما هو متاح ومع متغيرات النزال.

- ماتش ماشي مخدوم
 لا يمكن ولأول مرة في تاريخ لقاءات الفريقين بغض النظر عن مواجهات كأس العرش التي كانت حاسمة، قبول منطق «الماتش مخدوم» الذي رفقت سيرته العديد من مواجهات الديربي.
التعادل مستحيل هذه المرة وحتى وأن حضر فلن يكون متفق عليه  أومبرمجا مسبقا، التعادل بالأصفار رهان  كله أضرار يخدم الوداد والتعادل الإيجابي هو الإعصار الذي قد يخدم مصالح الرجاء إن كان بأكثر من هدف.
 لذلك تشعل القمة العربية كونها لم تحضر في دور مجموعات بل في دور حاسم يفرض خروج المغلوب هذا الحوار الكروي الرائع،  لتقودنا لتوقع مباراة بسيناريوهات مجنونة ومثيرة قد تحملنا لمباراة فوق السحاب.

- العرب يتفرجون
 حتي لا أقول يراقبون أو يتابعون٬فنقل يتفرجون والفرجة هنا تختمل كل الأوجه والسياقات، العرب يتفرجون في المنتوج وفي الجمالية التي صنعتها وستصنعها المدرجات وسيتفرجون فيما ستنتجه أقدام اللاعبين داخل المساظيل الأخضر، وستفرجون خاصة على ردة فعل المنهزم ونشوة المنتصر وفي كل السياقات الواردة ينبغي أن نصدر للعالم كله قبل العرب، صورة راقية عن المغرب الرياضي قبل الديربي البيضاوي. لذلك هي مباراة للتاريخ ومباراة للتسويق الحسن ومباراة لمتعة العيون ومباراة لإعلان سفير للكرة المغربية في ربع النهائي، وكل الأمل أن يقدم لنا السلامي وزوران وصفات تكتيكية تبرز قيمة المنتوج وعراقة الناديين. وبدورنا لا يسعنا إلا أن نتمنى حظا موفقا لكليهما وأن تخرج الكرة المغربية أكبر فائز من هذا العناق التاريخي والأخوي والرياضي.

ADVERTISEMENTS

البرنامج
كأس محمد السادس للأندية الأبطال
إياب ثمن النهائي
الدار البيضاء: مركب محمد الخامس: س20: الوداد البيضاوي ـ الرجاء البيضاوي