سيكون ملعب "كامب نو" الأربعاء على موعد مع قمة حاسمة في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم تجمع برشلونة الإسباني بضيفه بوروسيا دورتموند الألماني في لقاء سيؤثر أيضا على مصير الكبير الآخر إنتر ميلان الإيطالي، فيما يحل نابولي الإيطالي ضيفا على ليفربول الإنكليزي حامل اللقب ومصير مدربه كارلو أنشيلوتي على المحك.

وتقام مباريات الأربعاء في المجموعات من الخامسة الى الثامنة وأي من فرقها لم تحسم حتى الآن التأهل الى ثمن النهائي قبل جولتين على ختام دور المجموعات، والصراع مفتوح على مصراعيه لاسيما في المجموعة الثامنة حيث يتساوى كل من أياكس الهولندي وتشلسي الإنكليزي وفالنسيا الإسباني بعدد النقاط (7) قبل الجولة الخامسة التي تجمع الأول بمضيفه ليل الفرنسي والثاني والثالث ببعضهما على ملعب "ميستايا".

في المجموعة السادسة، يدخل برشلونة ودورتموند الى مواجهتهما وهما يدركان بأن الفوز سيكون مفتاح أي منهما لحسم البطاقة الأولى، بما أن برشلونة يتصدر (8) بفارق نقطة عن منافسه الألماني، فيما يحتل إنتر المركز الثالث (4) قبل حلوله ضيفا على سلافيا براغ التشيكي (2).

وعلى برشلونة الظهور بمنظر مختلف عن الجولة الماضية التي تعادل فيها سلبا على أرضه مع سلافيا براغ، من أجل الحصول على فرصة الفوز على دورتموند الذي فرط ذهابا بالنقاط الثلاث واكتفى بالتعادل سلبا بعد أن أهدر ركلة جزاء عبر ماركو رويس.

ولا يبدو برشلونة هذا الموسم الفريق الذي كان عليه في الأعوام الأخيرة على الرغم من تعزيز هجومه بالفرنسي أنطوان غريزمان، إذ يعاني للخروج منتصرا على غرار ما حصل معه السبت في الدوري ضد ليغانيس حين أنهى الشوط الأول متخلفا صفر-1 قبل أن يقلب الأمور لصالحه في الثاني 2-1.

وعلق المدرب إرنستو فالفيردي على ما قدمه فريقه قائلا "لقد كان فوزا كبيرا لأن المباراة كانت صعبة جدا"، مضيفا "كان الملعب مروعا، وكانت هناك الكثير من الرياح وسجلوا في وقت مبكر".

وتابع "لا أريد أن يبدو الأمر كذريعة لكنه جعل الأمر صعبًا وما زلنا قادرين على الفوز. لم تكن مباراة رائعة ولكنها كانت بين المباريات التي يتعين علينا الفوز فيها من أجل الفوز باللقب".

وأكد عشية استضافة دورتموند "ستكون هناك شائعات دائما. سيكون الأمر كذلك دائمًا في هذا النادي، إذا لم يكن لهذا سبب ما، فسيكون لسبب آخر ... (...) يُطلب منا الفوز وإعطاء درس في كرة قدم في كل مباراة ... لكن في بعض الأحيان لا نستطيع ذلك".

وتابع "عندما يخسر الفريق، الانظار تتجه دائما إلى المدرب أولا. وأنا أتحمل مسؤولية ذلك".

وبعد استضافة دورتموند، يخوض برشلونة ثلاث رحلات محفوفة بالمخاطر أمام أتلتيكو مدريد في الدوري وإنتر في المسابقة القارية، ثم ريال سوسييداد في الدوري، قبل استضافة غريمه التقليدي ريال مدريد في الكلاسيكو المؤجل في 18 كانون الأول/ديسمبر المقبل.

ويعول برشلونة على سجله المميز في "كامب نو" حيث لم يذق طعم الهزيمة في 34 مباراة قارية في سلسلة بدأت في أيلول/سبتمبر 2013، وهي الأطول في تاريخ المسابقة (الرقم السابق كان لبايرن ميونيخ الألماني الذي لم يذق طعم الهزيمة لـ29 مباراة بين آذار/مارس 1998 ونيسان/أبريل 2002).

ولا تبدو حال السويسري لوسيان فافر مدرب دورتموند أفضل من فالفيردي، وهو تلقى تحذيرا الاحد من رئيس النادي هانز-يواكيم فاتسكه حيث طالبه بإعادة الأمور إلى نصابها بقوله "عزيزي لوسيان، لا تزال تحظى بثقتنا (...) ولكن في النهاية، كرة القدم هي رياضة نتائج. كلنا نرغب في أن تنجح أنت والفريق في تصحيح النتائج وتحقيق الانتصارات".

وقال فافر عشية مواجهة برشلونة "الضغط نعيشه دائما كيفما كانت المباراة وبغض النظر عن الخصم"، مشيرا بأنه لا يشعر بأن منصبه على المحك.

ويحل إنتر ضيفا على سلافيا براغ وهو مدرك بأن المواجهة المصيرية لن تكون سهلة على الإطلاق استنادا الى ما اختبره فريق المدرب أنتونيو كونتي ذهابا حين احتاج الى هدف في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع لادراك التعادل 1-1.

ويحتاج إنتر الى تجنب الهزيمة للابقاء على حظوظه لأن الخسارة ستقضي رسميا على أي آمال له بمواصلة المشوار في المسابقة.