وهي تبكي متأثرة، قالت الدنماركية كارولاين فوزنياكي "أنا لا أبكي عادة، أعذروني" بعد ختام مسيرة زاخرة، انتهت بخسارة أمام التونسية أنس جابر التي حققت أفضل نتيجة لها في المسابقات الكبرى ببلوغها الدور الرابع من دورة أستراليا لكرة المضرب.

في عز عطائها قررت المصنفة اولى عالميا سابقا، حاملة لقب أستراليا في 2018 ووصيفة فلاشينغ ميدوز في 2009 و2014، توديع الملاعب بعمر التاسعة والعشرين.

أمضت 14 سنة في ملاعب الكرة الصفراء، أحرزت فيها ثلاثين لقبا وتربعت 71 اسبوعا على صدارة اللاعبات المحترفات بدءا من 2010 حاصدة قرابة 35 مليون دولار اميركي كجوائز مالية.

لكن خلافا للاعبات تتمحور حياتهن داخل الملعب، عرفت فوزنياكي الكثير من المغامرات غير الرياضية خارجه.

ابنة مهاجرين بولنديين في الدنمارك، تريد التفرغ لحياتها التي شهدت منعطفا خطيرا في 2014. فبعدما وزعت بطاقات الدعوة لزفافها بنجم الغولف العالمي روري ماكلروي، جاءها اتصال مدو من الايرلندي الشمالي يبلغها بالانفصال.. دون ان يتحمل عناء لقائها.

أصيبت بالتهاب مفاصل أبقاها طويلة سجينة سريرها، ولم توفر الاصابات ركبتها، كاحليها، ظهرها وكتفيها، لكن ذلك لم يمنعها أن تكون سفيرة لمكافحة مرضها الصعب.

اللاعبة التي تتحدث ثماني لغات وبدأت ممارسة كرة المضرب بعمر السابعة، طوت الصفحة العاطفية وارتبطت بنجم كرة السلة الاميركي ديفيد لي الصيف الماضي.

لمعت في زفافها صورة اشبينتها الاميركية سيرينا وليامس، التي صادف الخميس ايضا خروجها من الدور الثالث في ملبورن امام الصينية وانغ كيانغ.

بكت سيرينا (38 عاما) أيضا وقالت "لا تسألوني عن كارولاين لأنني سأبكي. سأشتاق اليها كثيرا.. هي بين أفضل صديقاتي ونمضي وقتا كثيرا في حياتنا خارج الملاعب، لكني سافتقدها كثيرا في الملعب".

كانت الدموع عنوانا للصديقتين يوم الجمعة، فقالت اول دنماركية تعتلي صدارة تصنيف اللاعبات في العالم "ما حققته في الملاعب كان رائعا... الدعم الذي حظيت به من والدي خلال تدريبي طيلة هذه الأعوام... هذه ذكريات ستبقى معي الى الأبد. صحيح أني أبكي، لكني سعيدة جدا".

تابعت اللاعبة الشقراء "حلمت في طفولتي ان احرز لقبا في الدورات الكبرى وان اصبح المصنفة اولى عالميا. اعتقد الناس انه ضرب من الجنون، فأنا آتية من بلد صغير. لكني قمت بذلك! عملت بجهد كل يوم... أنا فخورة بما أنجزته".


في المقابل، ستبقى جابر (25 عاما) آخر لاعبة تغلبت على فوزنياكي (7-5 و3-6 و7-5) بحال عدم عودة الدنماركية عن الاعتزال.

كانت ابنة قصر هلال الساحلية التابعة لولاية المنستير، قد حققت افضل نتائجها في رولان غاروس 2017 وفلاشينغ ميدوز 2019 حيث بلغت الدور الثالث.

لكن في مدينة ملبورن العاشقة للرياضة، تخطت أنس البريطانية جوهانا كونتا بمجموعتين في الدور الاول، ثم الفرنسية كارولين غارسيا بثلاث مجموعات، قبل التفوق الكبير على فوزنياكي، لتضرب موعدا في الدور الرابع مع وانغ، فحرمت التونسية والصينية سيرينا وفوزنياكي من مواجهة عاطفية.. والكثير من الدموع.

باحترام للاعبات الكبيرات، قالت جابر المشاركة للمرة الثالثة عشرة في الدورات الكبرى بعد فوزها "اهنىء كارولاين على مسيرتها الرائعة. كان شرفا لي وكنت محظوظة ان اتشارك الملعب معك اليوم. روحك القتالية ألهمتني دوما واتمنى لك الافضل في الفصل المقبل من حياتك. سنفتقدك لكني واثقة من رؤيتك في الجوار".

تابعت قبل أن تتوجه لمعانقة الدنماركية "أنا سعيدة جدا لبلوغ الدور الرابع.. كنت عصبية قليلا (لمواجهة فوزنياكي في مباراتها الاخيرة). لن انتزع منها هذه اللحظة، واتمنى ان نلتقي مجددا لتوجه لي بعض النصائح".

وكانت جابر، المصنفة 78 عالميا راهنا، قدمت مستويات رائعة في دورة ايستبورن الانكليزية في يونيو الماضي عندما بلغت نصف النهائي قبل ان تنسحب بسبب الاصابة في كاحلها الايمن، كما بلغت نهائي دورة موسكو في اكتوبر 2018 حين حرمتها الروسية داريا كاستكينا من احراز لقبها الاحترافي الاول.

بدأت جابر ممارسة كرة المضرب بعمر الثالثة وتوجت بلقب رولان غاروس للشابات في 2011 بفوزها على البورتوريكة مونيكا بويغ، قبل أن تنقل الطفلة المشاغبة موهبتها الى ساحة المحترفات وتحقق في 2017 اول فوز على لاعبة بين العشر الاوليات بتخطيها السلوفاكية دومينيكا تشيبولكوفا.