تنتظر أولمبيك آسفي مباراة استثنائية، عندما يستقبل اتحاد جدة السعودي في إياب كأس محمد السادس للأندية الأبطال ويسعى الفريق المسفيوي استثمار نتيجة الذهاب التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله من أجل حجز بطاقة التأهل إلى دور النصف، حيث ترى فعاليات القرش المسفيوي أن إمكانه أن يحقق هذا الحلم، إن لعب بنفس الحماس والذكاء، وناقش المباراة بطريقة احترافية، خاصة مع استغلال كل الامتيازات التي سيحظى بها في المباراة.
مع كبار العرب
لا شك أن الكثير من المتتبعين لم يضعوا أولمبيك أسفي ضمن الأندية التي ستذهب بعيدا في المنافسة، وستحرج أندية عربية قوية، حيث منحوا الممثلين الآخرين للرجاء والوداد، قبل انطلاق المنافسة، دورا رياديا من أجل تمثيل الكرة المغربية أكبر تمثيل، عطفا على تجربتهما وخبرتهما على المستوى الخارجي، ولم يدخل القرش المسفيوي ضمن خانة هذه الأندية، لكن الفريق العبدي فاجأ الجميع واستطاع تكذيب كل التكهنات ووصل إلى هذه المرحلة عن جدارة واستحقاق وأزاح من طريقه أندية عربية عريقة أبرزها الترجي التونسي، الذي كانت كل المؤشرات، تؤكد أنه مشوار الأولمبيك سيتوقف مع هذا الفريق، دون استثناء إقصاؤه لفريق عربي كبير آخر هو الرفاع البحريني.
في أفضل حال
استطاع أولمبيك أسفي أن يستعيد توازنه، مقارنة بالفترة الصعبة التي مرَ منه في البطولة، وسجل خلالها نتائج متواضعة، جعلت الضغط يتسرب للفريق، بل أفرزت بعض المشاكل داخل البيت العبدي، غير أن الأمور عادت بشكل جيد، بدليل النتائج الإيجابية التي سجلها، كان آخرها التعادل الثمين أمام نهضة بركان العنيد داخل قواعده بهدف لمثله، وتلك نتيجة جاءت في وقتها المناسب، حيث سترفع من دون شك من معنويات اللاعبين وكذا طاقمه التقني، وستحفزه عند الإستعداد للمباراة أمام ممثل الكرة السعودية، رغم أن الفريق عانى في تلك المباراة من بعض الغيابات الوازنة.
إتحاد مرتبك
يعرف اتحاد جدة أن أحواله ليست على ما يرام وأنه يمر من فترة صعبة في البطولة السعودية، بدليل أنه خسر في آخر مباراة له، يوم الإثنين الأخير بهدفين لواحد أمام  ضمك بعقر داره، ويحتل ترتيبا لا يليق بقيمته أي 12 بـ 19 نقطة، ما جعل الفريق يتعرض لانتقادات كثيرة من جمهوره، الذي شكَك في قدرة فريقه للمنافسة هذا الموسم على الألقاب. 
ويبدو أن الضغط سيكون أكثر عن اتحاد جدة، المطالب باستعادة توازنه، رغم الأسطول من النجوم واللاعبين المجربين الذين يتوفر عليهم، والإمكانيات التي يوفرها مجلس الإدارة للفريق، لكن دون أن ينجح هذا الموسم، في تأكيد تخلصه من أعراض التواضع الذي ضربه.
ليس وقت الإنتقادات
ظاهرة غير محمودة عرفها أولمبيك أسفي هذا الموسم، تتجلى في الإنتقادات التي يتعرض لها الفريق، خاصة المدرب محمد الكيسر، فرغم النتائج الإيجابية التي يسجلها مع القرش المسفيوي، إلا أن فئة من الجمهور تأبى إلا أن تزرع الفتنة داخل الفريق، وتطارد الكيسر وتحاول التأثير عليه، في مشاهد عانى منها مدرب الأولمبيك، وعبر في العديد من المرات عن استيائه من تلك الحملة المجانبة للصواب.
جمهور أولمبيك أسفي مطالب أن يضع جانبا كل ما يمكنه أن يؤثر على الفريق، ويدعمه أكثر من أي وقت مضى، بحكم أن الفريق يخوض مباراة العمر، التي تتطلب تسخير كل مجهودات مكونات الفريق، من أجل تحقيق الهدف المنشود، ألا وهو حجز بطاقة التأهل للمربع الذهبي.
بأي أسلوب؟
تكون لمسة المدرب مهمة في مثل هذه المباريات الملغومة، خاصة أن كل المؤشرات تقول أن المواجهة تكون قوية بين محمد الكيسر مدرب أولمبيك أسفي والمدرب الجديد لاتحاد جدة، ويبدو أن الضغط سيكون على الطرفين، ذلك أن الأول يسعى استثمار نتيجة الذهاب، خاصة أن التعادل من دون أهداف يرفعه للنصف، فيما سيكون الثاني مطالبا بالتسجيل إن أراد التأهل، رغم أن أولمبيك أسفي وحسب المباريات السبق في المنافسة، فإنه يكون أفضل  وأقوى خارج قواعده، مقارنه بعقر داره، بدليل أنه حجز بطاقة التأهل بعيدا عن ملعبه في الدورين الماضيين، بعد فوزه بهدف على الرفاع البحريني، ثم تعادله مع الترجي برادس قبل أن يحجز بطاقة التأهل بضربات الترجيح.
وسيكون الكيسر تجاوز هذا المعطى وتغيير هذه الفكرة، باختيار أفضل اللاعبين ووضع الأسلوب الناجع، الذي سيوازي بين الدفاع من خلال تحصين المرمى من أي هدف للتأهل، أو الهجوم، حيث يدرك أن الاعتماد على أسوب دفاعي فيه نوع من المغامرة، وبالتالي لا بد من البحث عن التسجيل خاصة أنه يملك لاعبين بإمكانهم تحقيق الفارق في أي لحظة على غرار مورابيط وخابا والعائد كوفي بوا، بينما يبقى الوافدين الجديدين البدري وويلفريد بوني القوة الضاربة للفريق السعودي، على أن جزئيات بسيطة أخرى ستكون كفيلة أيضا حسم هذا الحوار الناري.
البرنامج
إياب ربع نهائي كأس محمد السادس
الزمن: السبت 15 فبراير 2020
المكان: ملعب المسيرة بآسفي (س19)
الحكم: عمار الجنيني (الإمارات)