مرة أخرى يعود الرجاء لمصر لمواجهة نادي الإسماعيلي في نصف نهائي كأس محمد السادس، وهي مواجهة تحيلنا على لقاء سابق في نسخة العام المنصرم بين الناديين في دور ثمن النهائي والتي سجلت تأهل النسور بضربات الترجيح بعد نهاية اللقاءين معا بالأصفار.
الرجاء يقف إذن وبعد عبوره القيصري الصعب والساق على أعتاب نهائي تاريخي وحالم سيجرى بالمغرب، ويدرك أن وضع قدم في المجمع الأميري بالرباط يمر عبر العودة بنتيجة إيجابية من عرين الدراويش.
حوار سابق
هو حوار النسخة السابقة في دور ثمن النهائي، وخلاله تعادل الفريقان من دون أهداف في المبارتين معا وليعبر الرجاء للمحطة الموالية بعد فاصل ضربات الترجيح في مواجهة يذكر الجميع أنها شهدت تألق الحارس محمد بوعميرة، هذا الحوار مكن كل طرف من معرفة الثاني سيما وأن كل فريق حافظ على نفس التركيبة والأسماء تقريبا.
هذا الحوار سيشكل واجهة ليعود إلها كل مدرب وإن الرجاء قد تقوى أكثر من خلال تعزيزات همت الكونغوليين مالونغو ونغوما ثم محسن متولي والذي لن يحضر مباراة الذهاب بمصر.
هذه النسخة الفريقان تقدما خطوة على درب الحلم، إذ ودع الرجاء في الموسم المنصرم من ربع النهائي مقابل إقصاء الإسماعيلي في الثمن وبطبيعة الحال كلما تقدمت الفرق في مسبقة ما، إلا وتكبر أحلامها وتستد ويزداد الطمع أكثر في ملامسة الذهب والملايير الموعود بها البطل.
ذكريات فرعونية
الرجاء سافر كثيرا لأرض الفراعنة، واجه كل الفرق الكبيرة والتقليدية هناك بمصر، من الأهلي للزمالك وفي الواجهات القارية والعربية واختلفت نتائجه هناك، إلا أن الذكرى الأجمل والأغلى تعود لنفس المسابقة العربية في شكلها القديم لما توج النسور الخضر باللقب سنة 2006 وأمام نادي إينبي وكانت الجائزة المالية يومها في حدود المليار سنتم وهو نفس الإسم الذي أطلقناه عليها.
ولئن كان اليوم الإسماعيلي لن يواجه الرجاء في مباراة نهائية، إلا أن ذكريات التتويج الوحيد للرجاء كانت في مصر تحديدا وهو ما يحيل الجيل الحالي على استحضار ما فعله جيل جريندو، العلودي مع أبو شروان المساعد الحالي والذي خاض العديد من المباريات بأرض الكنانة ويدرك تمام الإدراك حجم الصعوبات التي يطرحها المنافسون هناك وإن اختلفت قيمتهم  عن القطبين الأهلي  والزمالك.
تدبير العبور
وعلى عكس المواجهة السابقة فإن التنقل هذه المرة لملاقاة الدراويش وإن كانت صفوفهم تعرف العديد من الغيايات المتجلية في أسماء فإنها لن تكون سهلة على الإطلاق، إذ أن الفريق أطاح بمواطنه بورسعيد المصري ويعد الممثل الشرعي للكرة المصرية في هذه المسابقة العربية، كون الإتحاد المصري وعلى عكس الجامعة هنا تمنع مشاركة فريق ما في واجهتين مختلفتين.
الإسماعيلي وضعه محليا في البطولة المصرية ليس مثاليا ويحتل مرتبة متوسطة في الصف التاسع، كما أنه فقد كل أمل له في المنافسة على إحدى المراتب المتقدمة التي تخوله مشاركة قارية.
الإسماعيلي ينظر للقاء على أنه مواجهة العمر بالنسبة إليه وهو الموقن ما ينتظره في مركب محمد الخامس، وسعيه لحسم التأهل  لن يكون متاحا أمام نسور تعرف جيدا كيف تسافر خارج أوكارها وكيف تحلق بعيدا عنه ولها سوابق في هذا الموضوع ما على الإسماعيلي سوى أن يسأل عنها.
الكومندو المثالي
بغياب الملهم والهداف محسن متولي، يكون السلامي في أشد ورطة ممكن تصورها ليس لقيمة اللاعب وتأثيره داخل المجموعة بل لصداه خارج المستطيل الأخطر وتأطير اللاعبين والمجموعة.
بغياب متولي يفقد الرجاء عنصر ردع كبير وصانع ألعاب وحلول حقيقي، وهنا سنتطلع لعودة الحافيظي الغائب منذ 3 أسابيع تقريبا ونغوما ليتولى واحد منهما دوره ولو على صعوبته.
الرجاء مطالب بتكرار ما فعله في البليدة أمام امام مولودية الجزائر كي تسهل عليه مهمة مناقشة لقاء العودة بارتياح، بالفوز أو حتى بالتعادل الإيجابي، وهنا سيكون أيضا على رحيمي ومالونغو خاصة أحداد الذي يعرف الإسماعيلي بتواجده السابق مع الزمالك التسجيل و التطلع خطوة صوب نهائي الملايير.
البرنامج
ذهاب نصف نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال
الزمن: الأحد 16 فبراير 2020
المكان: ملعب الإسماعيلية بمصر (س17)