يقترب صندوق الاستثمارات العامة السعودي من الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد، ما قد يحو ل الفريق المتراجع منذ فترة طويلة، إلى قوة أساسية في البطولة الإنكليزية الممتاز لكرة القدم.

وتقدر قيمة الصفقة بنحو 300 مليون جنيه إسترليني (370 مليون دولار)، وسيحصل بموجبها الصندوق على نسبة 80 بالمئة من النادي، على ان تكون الحصة المتبقية لمستثمرين آخرين.

في ما يلي عرض لثلاثة عمليات استحواذ سابقة على أندية إنكليزية، حققت نجاحا لافتا بعد انتقال ملكيتها:

عندما أكملت مجموعة أبوظبي المتحدة للاستثمار والتنمية التي يقودها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان استحواذها على مانشستر سيتي مقابل 210 ملايين جنيه إسترليني في شتنبر 2008، كان مارك هيوز مدربا للفريق، والبرازيلي جواو ألفيش (المعروف بـ "جو") أبرز مهاجميه، والإيرلندي ستيفن أيرلند نجمه المستقبلي.

بقي سيتي لعقود عالقا في ظل جاره القوي مانشستر يونايتد. أنهى المباراة الأخيرة في موسم 2007-2008 الذي سبق صفقة الاستحواذ، مع هزيمة نكراء بنتيجة 1-8 أمام ميدلزبرو.

عانى النادي أيضا من ظروف صعبة، وصلت الى حد كشف البلجيكي فنسنت كومباني ان المرحاض في غرفة تبديل الملابس لملعب التدريب لم يكن مجهزا بباب.

لكن الكثير من الأمور تغيرت في 12 عاما. تحو ل سيتي من فريق مشارك لمجرد المشاركة، إلى "جار مزعج" يؤرق راحة المدرب السابق ليونايتد "السير" الاسكتلندي أليكس فيرغوسون.

بدأت مفاعيل الاستحواذ تظهر سريعا، اذ تم بعد ساعات قليلة منه، التعاقد مع النجم البرازيلي السابق روبينيو قادما من ريال مدريد الإسباني، ليصبح مفاجأة أولى في قائمة طويلة من التعاقدات الضخمة التي سر عت بانطلاقة سيتي.

فاز الفريق بكأس الاتحاد الإنكليزي في 2011. وبعد عام، انتزع الأرجنتيني سيرخيو أغويرو اللقب من الجار يونايتد بعد تسجيله هدف الفوز 3-2 في الوقت بدل الضائع على كوينز بارك رينجرز في المرحلة الأخيرة من الدوري، ليرفع كأس الدوري بفارق الأهداف بعد تعادلهما بالنقاط (89).

واصل الفريق ضم النجوم مثل البلجيكي كيفن دي بروين ورحيم ستيرلينغ، ما ضمن لسيتي الفوز بلقب آخر في البطولة الممتازة موسم 2013-2014.

نقطة تحول أخرى شهدتها الأعوام الماضية، تمثلت بالتعاقد مع المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا عام 2016، ما رفع مستوى الفريق بشكل لافت، ففاز معه بالدوري مرتين متتاليتين (2017-2018 و2018-2019)، وحقق ثلاثية محلية غير مسبوقة في الموسم الماضي بفوزه أيضا بكأسي انكلترا والعصبة.

صنع الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش تغييرا في البطولة الممتازة بثورته الروسية في ملعب ستامفورد بريدج، بعد استحواذه على تشلسي نظير 140 مليون جنيه إسترليني في عام 2003.

كان وقتها مانشستر يونايتد وأرسنال القوتين البارزتين في انكلترا، ولكن الواقع تغير بشكل دفع نائب رئيس "المدفعجية" ديفيد دين لاختصاره بالقول إن أبراموفيتش "ركن دباباته الروسية على عشبنا وأطلق الأوراق النقدية علينا".

أموال أبراموفيتش جلبت المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في 2004، ومولته لتكوين فريق فاز بالبطولة منذ الموسم الأول ولمرتين متتاليتين (2004-2005 و2005-2006)، منهيا بذلك انتظار الـ"بلوز" الذي دام 50 عاما.

وحقق تشلسي بعد ذلك لقب البطولة الإنكليزية الممتازة ثلاث مرات، مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي، موسم 2009-2010، و مع العائد مورينيو في 2014-2015، قبل أن يحرز الإيطالي أنطونيو كونتي اللقب الخامس في عهد أبراموفيتش في 2016-2017.

لم يكتف أبراموفيتش الذي وقع في حب كرة القدم أثناء مشاهدة مباراة في عصبة أبطال أوروبا بين مانشستر يونايتد وريال مدريد، بذلك، بل وضع نصب عينيه اللقب الأغلى، وحققه مع المدرب الإيطالي الموقت روبيرطو دي ماتيو، بالفوز على بايرن ميونيخ الألماني في ملعبه أليانز أرينا بنتيجة 4-3 (بعد التعادل 1-1) في نهائي المسابقة القارية الأم لموسم 2011-2012.


تحول حلم الطفولة إلى حقيقة، بعدما استثمر جاك ووكر في بداية عام 1991 في نادي بلاكبيرن الباحث عن استعادة أمجاد الماضي في البطولة الإنكليزية.

كان بلاكبيرن في المراكز المتأخرة في بطولة الدرجة الثانية، عندما أصبح ووكر مالك أغلبية أسهمه، وعاد مع حلم إحياء النادي الذي شجعه في شبابه.

لم يكن بلاكبيرن قد فاز بأي لقب كبير منذ كأس انكلترا عام 1928، لكن ووكر جذب كيني دالغليش للإدارة الفنية في عام 1991، وأعادا معا ملعب إيوود بارك إلى خريطة الكرة المحلية.

في عام 1992 صعد بلاكبيرن إلى الدرجة الممتازة، ليصنع منه ووكر قوة كبرى في البطولة، بعد استقدام العديد من اللاعبين البارزين وقتها، في مقدمهم الان شيرر من ساوثهامبتون بمبلغ قياسي آنذاك (3,6 ملايين جنيه إسترليني)، متفوقا على مانشستر يونايتد في السباق على الحصول على خدماته.

وساهمت أهداف شيرر في عام 1995، بفوز الفريق باللقب للمرة الأولى منذ 81 عاما، ليتوج بذلك حلم ووكر الطموح.

لكن الفريق لم يتمكن من مواصلة هذا النجاح وهبط للدرجة الأولى في عام 1999، أي قبل عام من وفاة مالكه.