جري اندية البطولة الانكليزية الممتازة لكرة القدم نقاشات الجمعة حول كيفية انهاء الموسم الحالي، في الوقت الذي اعلن فيه مهاجم مانشستر سيتي الارجنتيني سيرخيو اغويرو ان اللاعبين خائفون من استئناف اللعب بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

وتواجه اندية النخبة خسائر تقدر بحوالي مليار جنيه استرليني (25ر1 مليار دولار) في حال لم يستكمل الموسم بسبب تفشي وباء "كوفيد-19".

ومن شأن خوض المباريات ال92 المتبقية تقليص حجم الخسائر وبالتالي تحاشي اعادة مئات الملايين الى شركات النقل.

ويقف ليفربول بقيادة مدربه الالماني يورغن كلوب قاب قوسين او ادنى من انتزاع اللقب للمرة الاولى منذ 30 عاما، اضافة لمشاكل عدة يجب حلها بينها التأهل الى عصبة ابطال اوروبا ومسألة هبوط الاندية.

وتواجه البطولة الممتازة ايضا صعوبات لوجستية ضخمة في محاولته للعودة الى النشاط الذي توقف في 13 مارس بسبب تفشي وباء "كوفيد-19"، علما ان بريطانيا تعتبر من اكثر الدول من حيث عدد الاصابات.

وقال أغويرو في مقابلة مع شبكة "ال شيرينغيتو" الارجنتينية "بطبيعة الحال، اغلبية اللاعبين خائفين لان لديهم اطفال وعائلات".

واضاف "اذا عدنا، انا واثق من ان الجميع سيكونون مشدودي الاعصاب في اللجظة التي سيشعر فيها احد الاشخاص بأنه مريض وسيقول "ما الذي يجري هنا؟".

وسيواجه اللاعبون الغياب لاسابيع عدة عن عائلاتهم حيث سيخضعون للحجر الصحي في الفنادق وقال مهاجم برايطون المخضرم غلين موراي في هذا الصدد "آمل الا نصل الى هذا السيناريو. الامر صعب المنال، ان تمضي 8 اسابيع بعيدا عن عائلتك هو مهمة كبيرة".

كما وصف موراي فكرة ارتداء اللاعبين لكمامات اثناء المباريات بانها "مهزلة".

في المقابل اعرب عميد مانشستر يونايتد السابق غاري نيفيل الذي يعمل معلقا في شبكة "سكاي سبورتس" عن قلقه إزاء صحة لاعبي البطولة الانكليزية الممتازة في حال العودة السريعة الى المنافسات بعد رفع الاغلاق التام المفروض في بريطانيا بسبب فيروس كورونا المستجد.

ورأى ان العامل الاقتصادي يتغلب على العامل الانساني وقال في هذا الصدد "يقوم الناس الآن بتقييم المخاطر. كم شخصا يجب أن يموت وهو يلعب كرة القدم في البطولة الممتازة قبل أن يصبح الوضع مريرا؟ واحد؟ لاعب واحد؟ أو أن يذهب أحد الموظفين الى العناية المركزة؟ ما هي المخاطر التي يجب أن نتحملها؟ النقاش هو اقتصادي بحت والا لكنا توقفنا عن خوض المباريات لاشهر عدة".

ويشكل تأمين اجراء الفحوصات اللازمة للاعبين والجهاز التقني صداعا للسلطات السياسية.

وبحسب بعض التقارير، يتعين على اللاعبين وافراد الجهاز التقني الخضوع للفحوصات للكشف عن فيروس كورونا مرتين او ثلاث في الاسبوع الواحد.

وقالت طبيبة نادي تشلسي السابقة البرتغالية ايفا كارنيرو لشبكة "بي بي سي" "اذا عاودت كرة القدم نشاطها، فان اجراء الفحوصات سيكون في غاية الاهمية مع ضرورة اجراء جرعات اضافية من التدريبات".

وحذرت "يحتاج الامر الى (اكتشاف) حالة واحدة لكي يصبح كل شيء في مهب الريح".

وثمة من يعبر عن انزعاجه من خضوع اللاعبين الى فحوصات دورية في الوقت الذي لا يحصل افراد آخرون من المجتمع على ذلك.

وستحاول السلطات الكروية عدم ارتكاب المزيد من الاخطاء بعد قيام اندية ليفربول وطوطنهام وبورنموث بفرض بطالة جزئية على موظفيها قبل ان تتراجع عن هذه الخطوة بعد انتقادات طالتها.

كما ان ثمة تخوفا من ان انصار الفرق لن تحترم التعليمات المتعلقة بالتباعد الاجتماعي في حال استئناف منافسات البطولة الانكليزية حتى ولو اقيمت المباريات وراء ابواب موصدة.

وفي هذا الاطار، أعرب رئيس بلدية ليفربول جو أندرسون عن قلقه من التجمعات التي قد تحصل خارج ملعب "أنفيلد" التابع لفريق المدينة.

وقال في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" الخميس "حتى ولو أقيمت (المباريات) خلف أبواب مغلقة، سيتهافت الآلاف الى خارج ملعب أنفيلد. لن يلتزم العديد من الأشخاص بما نقوله ويبقون في منازلهم. سيذهب العديد منهم للاحتفال، ليست فكرة ناجحة".

لكن على الرغم من كل هذه المصاعب، فان السلطات الكروية في انكلترا مصممة على بذل قصارى جهدها لكي لا تحذو حذو بطولتي فرنسا وهولندا بانهاء الموسم مبكرا.

لكن حتى البطولة الاقوى في العالم قد تجد صعوبات جمة وبالتالي سيتعين عليها ربما ان تواجه الخسائر المادية الفادحة.