دأبت نيكولا بارتليت (44 عاما) على متابعة جميع المباريات البيتية لناديها بوروسيا دورتموند منذ عام 2008 باستثناء مباراتين، لكن عندما استؤنف الدوري الالماني نشاطه بعد عودة دام قرابة الشهرين، وجدت نفسها مضطرة الى متابعة مباريات فريقها على الشاشة الصغيرة بعيدا عن المدرجات.

بيد ان بارتليت لا تشكو من ان مباراة دربي اقليم الرور الصناعي بين دورتموند وجاره شالكه ستقام من دون جمهور وتقول لوكالة فرانس برس "من الافضل متابعة مباريات شبح من اجل تقليص تفشي الوباء من حدوث كارثة صحية".

واضافت وهي ترتدي قميص دورتموند باللون الاسود "على الرغم من كرهنا الشديد لشالكه، فان مرور موسم من دون مباراة دربي ليس له الطعم ذاته". وستتابع بارتليت مجريات المباراة من بيت منزل صديقة لها.

واكدت بارتليت التي كانت تشجع فريقها في المدرج الجنوبي الشهير والمعروف ب"الجدار الاصفر" الذي يتسع ل24 الف متفرج وقوفا، بانها ستهتف لتشجيع فريقها امام الشاشة الصغيرة.

والحال تنطبق على ماركو بيرتز (45 عاما) الذي سيشاهد المباراة امام الشاشة الصغيرة برفقة اصدقاء له علما بانه يتابع بوروسيا دورتموند منذ عام 1987.

ويقول بيرتز "من المحزن اقامة المباريات في ملاعب فارغة لكنه افضل من لا شيء، كلما احترمنا القوانين الصحية كلما أقتربت العودة الى الحياة الطبيعية".

واضاف بيرتز الذي ارتدى سترة تحمل عشرات الشعارات لدورتموند سيكون "سخيفا وخطيرا" عدم اكمال الموسم ليس فقط بالنسبة الى اللاعبين الذين سيتسنى لهم شراء لومبيرغيني اقل، لكن ايضا من اجل الاقتصاد كالتقنيين ومتاجر انصار الاندية. ففي يوم المباراة، بعض المحال ومن بينها التي تقدم مأكولات الوجبات السريعة تكسب ايرادات تساوي اسبوعا واحدا من العمل".

وسيطر الهدوء على ساحات المدينة الصناعية التي تعيش كل الموسم على وقع كرة القدم، خلافا لايام الدربي وقد ظهرت بعض قمصان الفريقين والمناديل في بعض الاحياء، لكن هذه الاجواء لا تمت بصلة الى اجواء المباريات السابقة بين الفريقين اللدودين.

وقبل انطلاق مباريات الدوري الالماني بعد الحصول على الضوء الاخضر من السلطات السياسية، قامت الشرطة في الايام الاخيرة بدعوات على حساب تويتر مناشدة انصار اللعبة بالاستمتاع باللعبة من منازلهم وعدم القدوم الى ارجاء الملاعب.

وانتشر رجال الشركة بكثافة اليوم حيث شوهد العديد من الباصات في الساحات العامة وخارج المحطات الرئيسية للقطارات من اجل منع الجماهير من الاحتشاد بمجموعات كبيرة ومن اجل المحافظة على الامن لا سيما حول امكانية حصول تظاهرات مناهضة لفرض القيود في الوقت ذاته.

وكانت الاجواء خارج الملعب هادئة مع مرور بعض الاشخاص على دراجاتهم الهوائية.

وكان عمدة دورتموند اولريخ سييرو ناشد الجماهير تحاشي الاحتشاد اكان في ارجاء الملعب او حتى مشاهدة المباراة باعداد كبيرة امام الشاشة الصغيرة وقال "يتعين علينا المحافظة على شباكنا عذراء ضد فيروس كورونا!".

كما وعدت جمعية تضم انصار المدرج الجنوبي في بيان رسمي لها بان الجماهير لن تتجمع امام الملعب.

وبالتالي وحدها زقزقة العصافير كانت مسموعة في ارجاء المجمع الرياضي الضخم لدورتموند الذي يضم ملعب سيغنال ايدونا بارك.

وفي وسط المدينة لم تمتلىء الحانات على اخرها كالمعتاد يوم المباراة وقال يورغ كيمبر صاحب احدى الحانات الخاصة بانصار "فينكرز" في وسط المدينة "لا نستطيع استقبال سوى 50 شخصا مقابل 500 عادة. على اي حال، فان الناس لا يحبذون التجمع في الاجواء الحالية".

وتابع "عادة هناك حماس منقطع النظير لهذه المواجهة، لكننا سنكتفي بالقليل". ففي اليوم المباراة، عادة ما يحصل على ايرادات اسبوع بالكامل.

في المقابل، لم يخف بعص انصار "التراس" شكوكهم حول استئناف النشاط في الدوري الالماني ويقول احد المساهمين في منتدى "شفارتس غيلب" (الاسود والاصفر) "كرة القدم لن تكون محور اهتمامنا" مشيرا الى انه سيقاطع المباراة.