مركز تكوين ليون الفرنسي هو الأفضل
في البرتغال يعرفون اليوم من يكون فهد موفي
أنتظر فقط إشارة وحيد!
أن ألعب ظهيرا أيسر أمر لا يزعجني..
واقعة «الشيشا» أصبحت من الماضي، إنها غلطة لن تتكرر 

 

بعد قضائه فترة إعارة أولى مع سودان الفرنسي ثم مواسم أولى معقدة مع طونديلا البرتغالي، صار اللاعب المغربي فهد موفي واحدا من أبرز اللاعبين على مستوى الظهير الأيمن في البطولة البرتغالية وصار إسمه متداولا بقوة في الصحف الرياضية المتخصصة هناك بعد أن راجت أخبار تفيد إمكانية إلتحاقه ببورطو البرتغالي.
في حوار مع موقع «ماروك فوت طالك»، يروي اللاعب المغربي ذو 24 ربيعا تفاصيل بداياته الصعبة مع طونديلا ثم يتحدث عن مستقبله الكروي وحقيقة العروض القوية، بالإضافة إلى سرد هفوات الأمس والتأكيد على أن هدفه الأسمى حاليا ورغبته الجامحة هي الإلتحاق بالمنتخب الوطني المغربي.

ــ كيف قضيت فترة الحجر الصحي في البرتغال؟
«لقد كانت فترة طويلة، لكنها مرت بسلام، تعودنا على الأمر لأننا فهمنا في النهاية أنه ليس أمامنا خيار آخر غير التكيف مع الوضع».

ــ عدت للتداريب مع فريقك طونديلا منذ أزيد من أسبوع، صف لنا الأجواء داخل الفريق..
«إنها مختلفة تماما، قدم لنا النادي مجموعة من الإرشادات والضوابط، بدأنا التداريب فرادى ثم تحولنا إلى مجموعات صغيرة، نحن الآن نتدرب بحضور نصف الفريق تقريبا، نحاول قدر الإمكان عدم الاقتراب من بعضنا البعض واحترام مسافة التباعد المنصوص عليها، نحن ملزمين كذلك بارتداء الكمامات عند الحضور إلى مركز التداريب، بالإضافة إلى غسل اليدين دائما، إجتزنا اختبارات كشف خاصة بالفيروس، حتما إذا مرت الأمور كما نرغب، فإننا سنكون على موعد حارق أمام بنفيكا التي يلعب له الدولي المغربي عادل تاعرابت».

ــ من وجهة نظرك كلاعب، أليست الوضعية معقدة نوعا ما؟
«نعم إن الأجواء مختلفة تماما عما عهدناه، لكن كما أسلفت الذكر يجب التكيف مع الوضع، ينتابنا إحساس غريب، لكننا لا نملك خيارات أخرى، شخصيا، لدي رغبة جامحة في العودة إلى الممارسة، أنا جائع، أشتاق كثيرا إلى كرة القدم».

ــ لقد نجحت في تأكيد علو كعبك خلال الموسم الثاني لك بقميص طونديلا؟
«نعم، أخيرا تحقق ذلك، حدث ذلك بعد تغيير المدرب والطاقم التقني ثم رئيس الفريق، لقد وقعت ضحية أكذوبة من المدرب السابق الذي وعدني قبل مجيئي إلى البرتغال بنيل فرصة اللعب كاملة، لو كنت على علم مسبق بالموضوع، لما ذهبت إلى طونديلا قط، صحيح - وأنا على اقتناع تام - أن مسألة الرسمية تدخل فيها أمور كثيرة، لكن دعني أؤكد لك أن المدير الرياضي كان مصرا على إشراكي، بل كل مكونات الفريق كانت مقتنعة بإمكانياتي، وحده المدرب فقط من كان يغرد خارج السرب، صحيح أنني تأثرت نفسيا بكل ما جرى، لكنني لم أستسلم قط».

ــ كيف تغيرت وضعيتك داخل الفريق بعد ذلك؟
«وصلت الإدارة الجديدة للفريق في يناير 2019، لقد كان اهتمامهم منصبا حول وضعيتي وأصروا كثيرا على تواجدي كأساسي مع الفريق من أجل تحقيق النتائج المنشودة، خصوصا أننا عانينا على مستوى النتائج خلال السنة الماضية ونجحنا في الحفاظ على مكانتنا خلال الدورة الأخيرة من البطولة، شاركت بعد ذلك في العديد من المباريات، لكنني ولسوء حظي تعرضت للإيقاف، ومباشرة بعد العودة تعرضت لإصابة، كانت سببا في عرقلة نسقي التصاعدي داخل الفريق».

ــ ألم تفكر في مغادرة طونديلا آنذاك؟
«نعم، كانت لدي نية المغادرة، لقد قمت بكل شيء من أجل الرحيل في الصيف الماضي، لكن رغبة النادي كانت مخالفة وأصروا على بقائي، وصلتني عروض من عدة فرق أوروبية خصوصا من بلجيكا وفرنسا، تحدثت معي المدرب طيلة فترة الإستعدادات الصيفية، طلب مني الوثوق به، كما أكد لي رغبته في الإعتماد على خدماتي مع الفريق، إقتنعت بأقواله لأتأكد فيما بعد أنني كنت على حق لأن هذا الأخير ساعدني كثيرا على المستوى الرياضي وكذا الشخصي، إنه شخص جيد جدا، رجل يلتزم بكلمته».

ــ نتذكر سويا بداياتك كانت متعثرة مع الفريق البرتغالي خصوصا بعد نيلك الورقة الحمراء 4 دقائق فقط بعد ظهورك أساسيا لأول مرة مع الفريق؟
«أكيد كانت بداية سيئة، لكن دعني أؤكد لك أن وضعيتي كانت أكثر تعقيدا لما كنت أغيب عن المباريات الرسمية، هناك أمور أشد قسوة من عدم لعب كرة القدم في الجوانب الحياتية للأفراد ككل، خلال بداياتي كان الوضع معقدا نوعا ما نظرا لعوامل عدة منها أنني أكتشف بلدا جديدا لأول مرة، ثم عامل السن كذلك، كنت على وشك البكاء أحيانا عند عودتي إلى المنزل، من حسن حظي أنني وجدت دعما كبيرا من العائلة والأصدقاء».

ــ كنت تبلغ 21 سنة عند وصولك لأول مرة إلى البرتغال، بعيدا عن ليون التي قضيت بها 4 سنوات تقريبا، كيف كان شعورك؟
«بمجرد وصولي، وعلمي أنني لن أشارك في المباريات مع الفريق، تأكدت أن الإختيار كان خاطئا وأنني لم أكن لأغادر ليون، في النهاية، أعتقد أنه يظل أحسن خيار قمت به طيلة مسيرتي، مغادرة ليون في تلك السن، كان ضرورة، كنت محاطا رغم غياب العائلة».

ــ ألم تكن مغادرة فرنسا في تلك السن بمثابة المغامرة؟
«نعم، لأسباب عدة منها اختلاف اللغة وكذلك ثقافة البلد، لم أسمع اللغة البرتغالية في حياتي، بل لم أتقن الحديث بالإنجليزية، كل هذه الأمور تعلمتها لاحقا، صرت أتكلم ثلاث لغات: الإنجليزية، البرتغالية والإسبانية كذلك بطلاقة، إنسجمت طبعا مع الأجواء، لم تكن الحياة وردية في البدايات، لكنني نجحت في التغلب على الصعاب، وهذا كله يتوافق حسب رأيي مع متطلبات الإحتراف والممارسة على أعلى المستويات، بدليل أن إسمي صار الآن معروفا ومتداولا بقوة داخل البطولة البرتغالية».

ــ تعتبر واحدا من خريجي مركز تكوين ليون، إحدى أعرق المدارس الكروية في فرنسا، كيف كانت تلك التجربة؟
«لقد وصلت متأخرا إلى ليون، كنت أبلغ من العمر 17 سنة، وجدت بونا شاسعا بيني وبين زملائي على مستوى التكوين، لقد ظل مدرسي يؤكد لي أن هناك مجالا شاسعا للتطور أمامي، وأنه بإمكاني تذويب تلك الفوارق، كنت مصمما على ذلك، عندما تلج مركز تكوين ليون لأول مرة فأنت بين السحاب، لا تصدق ذلك، تستمتع فقط بتلك اللحظات، ليس هنالك أفضل من مركز تكوين ليون، في نظرتنا للكرة وفلسفة اللعب.. كل هذا يتم تلقينه في ليون!»

ــ ألا تتحسر على عدم اللعب بقميص الفريق الأول لليون؟
«الندم؟ لا، لا يجب العيش مع الندم، أنا أعتبرها مهمة لم تكتمل، كنت صغيرا، قمت بهفوات عدة، لم أكن ناضجا بما يكفي، غادرت المكان في سن صغيرة بدون عائلة، كنت عصاميا، لم يرافقني أخ أكبر هناك في البرتغال من أجل تقديم الدعم والنصح، هذه الأشياء كان لها تأثير واضح عند البدايات داخل فريق كبير مثل هذا».

ــ هل يمكن إعتبار النجم الحالي لبيتيس والسابق لليون نبيل فقير بمثابة الأخ الأكبر؟ 
«إنه شخص عزيز لدي كثيرا، لكنه لم يكن الوحيد الذي ساندني خلال فترة مقامي داخل ليون، لقد ساعدني كذلك كل من رشيد غزال، ياسين بنزيا وفارس بهلولي، أنا ممتن لهم جميعا».

ــ كيف كانت ردة فعلك حين علمت أنك خارج حسابات المدرب برونو جينيزيو؟
«لقد كنت يائسا في البداية خصوصا وأن المدرب جينيزيو أكد لي في فترة سابقة نيته الإعتماد على خدماتي بعد معاينته لأدائي خلال فترة الإعارة داخل فريق سودان، عند عودتي، أكدت لي إدارة الفريق إقتناعها بخدماتي ثم طلبوا مني إجتيازي فترة إعارة ثانية من أجل تطوير مستواي، كنت قريبا من الإلتحاق بفريق باستيا لكن وضعية هذا الفريق أجهضت صفقة الإعارة، قررت بعد ذلك، الرحيل عن ليون من أجل خوض تجربة جديدة». 

ــ يقترب عقدك من النهاية مع طونديلا، هناك حديث رائج عن اهتمام من بورطو البرتغالي، ما حقيقة مثل هذه العروض؟

«أنا أفضل الرحيل، ذلك هو هدفي، ليست أولويتي البقاء في البرتغال لكن من يدري قد تتغير كل الأمور مستقبلا، لا أغلق الباب أمام أحد، لقد وصلتني بعض العروض مؤخرا، سوف أتريث قبل الحسم فيها، أريد اختيار العرض المناسب من أجل تطوير مستواي،  سأحاول إشراك أفراد الأسرة كذلك في مسألة الإختيار، هناك عروض فرنسية، لم أجب عنها، أتوفر الآن على تجربة أولى في الخارج، لست خائفا من خوض تجربة جديدة، ليس الهدف الأسمى هو العودة إلى فرنسا، وربما قد أغير رأيي في حال توصلي بعرض جدي من فريق يملك مشروعا رياضيا حقيقيا!»

ــ هل تهدف من وراء تطوير مستواك طرق أبواب المنتخب المغربي الأول؟
«هذا صحيح، أنا نشأت في فرنسا لكنني إخترت دائما المغرب، حتى لما كنت في ليون، تعرضت للضغوط من أجل تمثيل المنتخبات السنية لفرنسا، كنت أرفض دائما، أنا أريد اللعب فقط مع المغرب، وأنا أسعى جاهدا الآن وراء ذلك، إذا استدعاني السيد وحيد هذا جيد وفي حال حصل العكس، سوف أجتهد أكثر، لقد قدمت سنة جيدة مع طونديلا، لكن هذا لا يعني تلقائيا الحصول على دعوة من المنتخب الوطني، هناك العشرات من اللاعبين ينتظرون فرصة التواجد مع الأسود».

ــ كنت محط اهتمام هيرفي رونار ومصطفى حجي في فترة سابقة، هل تغير الحال مع وحيد خاليلودزيتش؟
«لقد كانت هناك اتصالات أولية من جانب المنتخب المغربي، لكن ذلك لم يحدث بطريقة مباشرة مع السيد وحيد خاليلودزيتش، قبل وصوله، كنت على تواصل فقط مع أفراد من الطاقم التقني للأسود».

ــ بدايتك مع المنتخب المغربي لم تكن مثالية وهنا نذكر حادث النرجيلة (تم طرد فهد موفي من منتخب الأمل بعد نشره لمقطع فيديو في مواقع التواصل الإجتماعي وهو يدخن «الشيشا»، هل استفدت من تلك الواقعة؟
«إرتكبت خطأ جسيما وأنا أتحمل تبعاته، بإمكان الأشخاص الذين يرغبون في الحديث عن هذا الموضوع، مواصلة ذلك، فلن يمنعني ذلك من النوم مرتاح البال، أنا أعلم أن الواقعة لن تتكرر مرة أخرى، لو كنت أود خلق مشاكل إضافية ذلك اليوم لفعلتها، لقد وافقت وتحملت تبعات ذلك الحادث لوحدي ولم أبح بشيء، كان بإمكاني كشف الحقيقة، لكنني لم أكن أنانيا وفكرت بزملائي، هذا ليس موضوعا محظورا لكنني قررت ترك الماضي خلفي، أرى أنه من المحزن أن يتم إلصاق صورة بي لا تمثلني، أنا في الحقيقة بعيد عن مثل هذه التجاوزات، تمت معاقبتي وحين عدت، شاركت أساسيا مع المنتخب في دورة أذربيجان».

ــ أنت مدافع أيمن كلاسيكي، لكنك تشارك أحيانا في الجهة اليسرى، هذا مثير للإهتمام في ظل النقص المهول الذي يعاني منه المنتخب الوطني المغربي في هذا المركز؟
«أنا ظهير أيمن، لكن المدرب أحيانا يقرر تغيير توظيفي وإشراكي في الجهة اليسرى من أجل سد المساحات أمام الخصم، في حال إصابة المدافع الأيسر أو عند تغيير الرسم التكتيكي مثلا، أنا أشغل هذا الرواق، أجيد المشاركة في الهجمات المضادة، هذا يعجب المدرب، رغم أن مركزي الأصلي هو الجهة اليمنى، لن أحتج على المدرب، شغل مركز المدافع الأيسر ليس عائقا أمامي».

ــ يحدث هذا كذلك مع لاعب بوروسيا دورتموند أشرف حكيمي خلال مباريات المنتخب المغربي، حيث يتم توظيفه كظهير أيسر، هل  يصعب التعود على الأمر بالنسبة للظهير الأيمن الكلاسيكي؟
«نعم الأمر صعب صراحة بالنسبة للظهير الأيمن، يتطلب التوظيف الجديد أسلوب لعب مختلف تماما.
تتوفر لديك زاوية نظر جيدة للعب في اليسار، هناك حلول كثيرة متاحة أمامك، بإمكانك مثلا الانسلال من العمق أو البحث عن سبل أخرى للمناورة. كما يجب على اللاعب كذلك التوفر على قدم يسرى جيدة خصوصا في وضعية الدفاع أمام الخصم، هذا يختلف تماما عن وضعية الدفاع المعتادة في الجهة اليمنى، حيث يتوجب عليك فقط تغطية الرواق بالكامل وبشكل جيد.