كان الطرفان في حاجة لجلسة مكاشفة وتفاصل وليكن بعدها ما يكون، المهم أن يبرز كل طرف منهما موقفه ولتتضح الصورة أمام الجمهور الودادي ليحكم بنفسه.
بطبيعة الحال لم نكن حاضرين في هذه الجلسة، لكن مصادر "المنتخب" الخاصة التي نحتفظ بها لحينها ونتحفظ عليها وهم من دائرة القرار بطبيعة الحال داخل الفريق، أكدت أنها ذهلت لمطالب محمد نهيري ليصفها ذات المصدر ب «المستحيلة والتعجيزية».
وكي نتعرف على خصوصية التعجيز في هذه القصة كان لابد من توضيحات.
فاللاعب واستنادا لنفس الرواية قدم نفسه على أنه يضع الوداد ضمن خانة الأولويات وسيتفاوض معه قبل أن يراجع باقي العروض المتاحة لديه وأمامه.
إلا أنه تقدم بمقترحات تضمنت شروطا مالية لم يسبق للاعب محلي وأن تحصل عليها في موسم كروي واحد، وتنطلق من حصوله  خلال 3 مواسم التي اقترحها عليه الوداد شرطا للتمديد على مليار و700 مليون سنتيم، تبدأ بـ 500 مليون سنتيم في الموسم الأول ثم 600 مليون في الثاني، ف 700 مليون سنتيم في الثالث.
مسؤولو الوداد حاولوا التأكد من الأرقام التي يقترحها اللاعب وما إن كان فيها لبس أو خطأ ما، إلا أن نهيري قال أنه بهذه المبالغ فإنه يقدم تنازلات مالية كونه يحتكم على عروض توازي إن لم تكن تفوق ما يطالب به.
وأمام إصرار اللاعب على هذه المقترحات رد عليه مسؤولو الوداد كون هذه المطالب مستحيل تلبيتها للاعب في سنه أولا، وثانيا معايير منح التوقيع في البطولة الإحترافية وسقفها لم يصل بعد لهذه القيم المالية، خاصة بعد جائحة كورونا وما تسببت فيه من عسر مالي واقتصادي لكافة فرق العالم وليس الفرق الوطنية فحسب.
وبطبيعة الحال ينضاف لهذا أن فتح الباب والمجال أمام عقود بهذه القيمة المرتفعة من شأنه أن يهز أركان الفريق الذي يتوفر على نجوم الصف الأول الذين يتوصلون بنصف ما طلبه اللاعب سنويا، بل وأقل من النصف لبعضهم.
جولة تفاوضية أولى فشلت، إلا أن المعطى الأهم لم يقف عند حدود الإختلاف في الشق المالي، بل تجاوزته للشق التعاقدي أمام إصرار اللاعب الذي يقول أنه راجع محاميه وهو حر طليق بنهاية يونيو المنصرم، واحتماء الوداد بالجامعة و"الفيفا" للرد على هذا الإجتهاد كونه تحت تصرف الفريق وليس حرا كما يدعي، بل أن غيابه بهذه الذريعة عن معسكر أكادير سيسجل ضمن خانة التمرد والعصيان الذي يستوجب فرض غرامات ثقيلة ما لم يتراجع عن عناده ويلتحق بالفريق، وداخل النادي يمكنه مواصلة التفاوض لغاية آخر مباراة شهر شتنبر إن شاء الله في عصبة الأبطال الإفريقية.