دورة تلو أخرى ونسبة المتفائلين من محبي رجاء بني ملال تنخفض كما هو الحال بعد الخسارة الأخيرة بأكادير، في الوقت الذي لا تزال فيه فئة قليلة جدا متشبثة بأمل بقاء فريقهم ضمن أندية البطولة الإحترافية الأولى، وتربط تفاؤلها وتخميناتها بما يمكن أن يحصل عليها فريقها في قادم الدورات على حساب فرق متمرسة، غير أن الواقع شيء والعاطفة شيء آخر في موسم اعتبر كارثيا وغير مسبوق في تاريخ رجاء بني ملال. 

• ضاعت الفرصة الأخيرة
بعد هزيمة رجاء بني ملال بأكادير ضد الحسنية برسم مؤجل الدورة 19  قبل بضعة أيام، أجمع كل محبي  فارس عين أسردون أن ما تبقى له من آمال البقاء في البقاء ضمن أندية قسمه الحالي قد تبددت سيما وأن الهزيمة جاءت أمام فريق يحتل الرتبة 14 وهي الأقرب إلى المرتبتين المؤديتين للقسم الوطني الثاني. بالمقابل أنعشت هذه النتيجة حظوظ الفريق السوسي الذي تعذب كثيرا قبل أن يسجل هدف الخلاص.وفي نهاية المباراة كشف محمد مديحي مديحي المدرب الثالث لرجاء بني ملال أن انطلاقة فريقه خلال موسم عودته لقسم الأضواء كانت خاطئة، وما عليه إلا أن يتمم البطولة بما يتوفر عليه حاليا من إمكانيات مادية وبشرية، مضيفا أنه جرب تقريبا جميع اللاعبين وأعطى لجلهم فرصا متعددة لإبراز مؤهلاتهم البدنية والتقنية، وبما أن ما تبقى من المنافسات الكروية لن يعرف فترة انتقالات جديدة، فأوضح أن فريقه لن يرفع يديه ولن يستسلم، وأي فريق سيواجهه لن يحصل على النقاط الثلاثة بسهولة. واختتم تصريحه التلفزي بعد الهزيمة أمام الحسنية، أن فريقه قدم أفضل العروض في جل المباريات السابقة التي أشرف فيها على تدريبه، غير أن النتائج لا تعكس بتاتا المجهودات المبدولة والعروض التي يقدمها. 

• القادم أصعب
في قراءة أولية لما ينتظر الفارس الملالي من مباريات قبل إنهاء فصول البطولة الجارية، يتأكد أنها ستكون صعبة للغاية، ولن تخدم بتاتا مصالحه مادام جل منافسيه يسعون جادين لاحتلال مراتب متقدمة في سبورة الترتيب العام بغية الفوز بلقب البطولة من جهة، أو انتزاع إحدى البطاقات المؤهلة للمشاركة في إحدى المنافسات الإفريقية أو العربية من جهة ثانية، الأمر يتعلق بكل من الوداد البيضاوي واتحاد الفتح الرباطي والمولودية الوجدية والنهضة البركانية، ولن تكون المباريات الأخرى التي تنتظره أيضا سهلة حيث سيواجه كلا من الجيش الملكي ونهضة الزمامرة ويوسفية برشيد والدفاع الجديدي وأولمبيك خريبكة. ومما يصعب من مهمته القادمة كونه سيلعب جميع المباريات خارج قواعده في ضيافة خصومه أو على أرضية الملعب البلدي لوادي زم التي اعتاد أن يستضيف فيها ضيوفه، بالإضافة إلى الظروف الصعبة التي تجرى فيه تداريبه في ظل الحرارة المرتفعة التي تعرفها المنطقة الداخلية من المملكة. ومن خلال جرد الواقع الذي يعيشه الفريق الملالي، يتأكد أنه من الصعب جدا ضمان مقعد بقسمه الحالي، بل أصبح من سابع المستحلات، ولو أن كل العمليات الحسابية تفند ذلك. وبما أنه خسر العديد من النزالات التي أجراها بسداجة أو بعد ارتكاب أخطاء لا تغتفر، فمن المنتظر أن يخسر أيضا القادم منها بنفس الطريقة مادام لاعبوه يلعبون بدون طموح. صحيح أنهم معفيون من كل الضغوطات ولن يخسروا في آخر المطاف أي شيء، غير أن عامل الضغط لن يكون كافيا لهزم الفرق المسلحة بثقافة الإنتصار. 

• التحضير للموسم القادم
بالنظر لفارق النقاط الذي أصبح يفصل الفريق الملالي صاحب المركز الأخير عن ثاني فريق أقرب إليه يحتل المرتبة 14،وكونه لم يحصل خلال ثلثي البطولة إلا ثمان نقاط فقط من أصل 40 نقطة كان بإمكان جنيها في 20 مباراة سابقة لو فاز فيها جميعا، يتضح أن فارس عين أسردون المثقل بالمشاكل الكثيرة عائد من حيث صعد قبل موسم واحد.فهو الفريق الوحيد ضمن أندية قسمه الذي غير كل شيء ذون أن تتغير نتائجه السلبية على مدى الشهور السابقة، الشيء الذي يفرض عليه الاعتماد على أكثر في المباريات القادمة على اللاعبين الذين جددوا أو سيجددون عقودهم مع الفريق، بالإضافة إلى العناصر المحلية، والحال أن المدرب محمد مديحي باق على رأس الإدارة التقنية لموسوم رياضي آخر. وليعتبر الفريق الملالي ما تبقى له من المباريات بمثابة التحضير للموسم الرياضي القادم 2020 – 2021.  

• هل يصح الحائط القصير؟
كل الفرق التي ستواجه رجاء بني ملال في الثلث الأخير من البطولة الجارية تخطط لمستقبلها القريب من خلال المواجهات التي تنتظرها سواء بميدانها أو خارجه، وكي تحقق أحلامها فقد رسمت لنفسها استراتيجية عملها وتجري بين الفينة وأخرى كل العماليات الحسابية الممكنة مادام هدفها يتجلى في تجميع أكبر عدد من النقاط الممكنة في الدورات المتبقية.وبما أن جل الفرق التي لعبت ضد رجاء بني ملال قد انتزعت نقاط الفوز بعد مواجهته، فلا غرابة أن تضمن الفرق الأخرى التي ستواجهه النقاط الثلاث في جيوبها قبل ملاقاته على أرضية الميدان، والتأكيد سينكشف بعد المباراة القادمة التي ستجرى بالرباط بين اتحاد الفتح الرباطي ورجاء بني ملال.