انتقلت الخصومة من ملاعب كرة المضرب الى خارجها، بعد أن تجاهل الصربي نوفاك ديوكوفيتش الدعوة التي وجهها غريماه الإسباني رافايل نادال والسويسري روجي فيدرر الى "الوحدة"، باعلانه رسميا عن انشاء رابطة للاعبين موازية لرابطة المحترفين "أي تي بي" المنظمة للدورات الاحترافية.

وعلى غرار عصبة اللاعبين المحترفين التي شددت السبت على أهمية "الوحدة" في هذه الأوقات المعقدة التي فرضها فيروس كورونا المستجد، دعا نادال وفيدرر الى "الوحدة عوضا عن الانقسام" بعدما علما بأن غريمهما ديوكوفيتش المصنف أول عالميا ولاعبين آخرين سيعلنون عن إنشاء عصبة موازية ومستقلة.

وفتح الكندي فاسيك بوسبيسيل، العضو الفعال في مجلس لاعبي العصبة، وهو هيئة مدمجة في الأخيرة، الباب أمام إنشاء نقابة للاعبين الجمعة بإعلان استقالته. وقال المصنف 92 عالميا "لقد أصبح من الواضح أنه كعضو في مجلس اللاعبين ضمن الهيكل الحالي لرابطة اللاعبين المحترفين، من الصعب جدا، إن لم يكن من المستحيل، أن يكون لديك أي تأثير على الإطلاق على أي قرار رئيسي".

وبعد تتويجه السبت بلقب دورة سينسيناتي الألف نقطة للماسترز التي نقلت الى نيويورك بسبب "كوفيد-19" وأقيمت بغياب نادال تخوفا من الفيروس وفيدرر بسبب الإصابة، أعلن ديوكوفيتش رسميا عن إنشاء هذه العصبة المستقلة إثر اجتماع مع اللاعبين.

وأكد ديوكوفيتش في حسابه على انستاغرام بأن العصبة هي "نقابة" للاعبين ولا هيئة "موازية" لتنظيم دورات المحترفين، مضيفا مع صورة لعشرات اللاعبين مجتمعين في ملعب بفلاشينغ ميدوز حيث تنطلق الإثنين دورة الولايات المتحدة المفتوحة، "بعد الاجتماع المثمر اليوم (السبت)، يسعدنا أن نعلن عن إنشاء عصبة لاعبي كرة المضرب المحترفين (+بي تي بي أي+)".

وقبل أن يعلن رسميا عن إنشاء "أول عصبة للاعبي كرة المضرب منذ 1972"، أي العام الذي أسس فيه لاعبون رابطة اللاعبين المحترفين "أي تي بي" التي تنظم وحيدة دورات الرجال منذ عام 1990، قال ديوكوفيتش بأن المشروع قيد الإعداد.

وأوضح "ليست لدينا حاليا الأجوبة على كافة الأسئلة، نحاول ببساطة أن نعرف ما هو عدد اللاعبين الذين يرغبون حقا الانضمام الى هذه المبادرة. ثم سننطلق بعدها من هناك".

وشدد "لن نحدد العدد الأدنى أو الأقصى" للاعبين المنتسبين من أجل منح المشروع الصفة القانونية، أملا في الوقت ذاته أن يضم المشروع "غالبية" اللاعبين الـ500 الأوائل في الفردي والـ200 الأوائل في الزوجي.

ورأى ديوكوفيتش الذي وجد عددا كافيا من الأعضاء للمضي قدما في المشروع، أن عصبة "بي تي بي أي" الذي يرفض اعتبارها اتحادا للاعبين، وعصبة اللاعبين المحترفين "يمكن وينبغي أن تتعايشان في البداية".

لكن لا يبدو أن عصبة "أي تي بي" توافقه الرأي، إذ نشرت السبت بيانا انتقدت فيه هذه المبادرة، مضيفة "نعترف بالصعوبات التي يواجهها أعضاؤنا في الظروف الحالية، لكننا نعتقد اعتقادا راسخا أن الوقت قد حان لإظهار الوحدة وليس الانقسامات الداخلية".

ودعم نادال، المصنف ثانيا عالميا وعضو مجلس اللاعبين، العصبة معلنا معارضته إنشاء العصبة الجديدة للاعبين.

وقال الماطادور الاسباني في تغريدة على حسابه في تويتر "أعتقد أننا نعيش في وقت يتعين علينا فيه التزام الهدوء والعمل معا في نفس الاتجاه. حان وقت الوحدة وليس الانقسام".

وأضاف صاحب 19 لقبا في الغراند سلام "يتعين علينا جميعا، لاعبون، دورات ومسؤولون أن نعمل معا".

وسرعان ما أكد فيدرر، صاحب الرقم القياسي في عدد الالقاب الكبرى (20)، دعمه لنادال. وكتب السويسري على تويتر "أوافق رافاييل نادال"، مضيفا "هذه أوقات غير مؤكدة وصعبة، لكنني أعتقد أنه من الأهمية بمكان بالنسبة لنا أن نقف متحدين كلاعبين وكرياضة، لتمهيد أفضل الطرق للمضي قدما".

وركز بوسبيسيل في الأشهر الأخيرة نضاله بشكل خاص على مداخيل اللاعبين، حيث اعتبرها غير كافية باستثناء اللاعبين الأفضل في العالم. وتسبب تفاقم الوضع بسبب وباء فيروس كورونا في حرمان اللاعبين من مصدر دخلهم لمدة 6 أشهر.

وأكدت العصبة "نظل ثابتين في التزامنا بإبقاء لاعبينا سعداء في جميع مجالات أنشطتنا، وضمان حصولهم على أقصى استفادة من سنواتهم في الدورات والبطولات وأن تكون أصواتهم مسموعة".

وعلى رغم تفهمه لموقف نادال وفيدرر، كان ديوكوفيتش مصرا على إطلاق المشروع، موضحا "أتفهم حقا أن بعضهم لديهم آراء مختلفة ولا يعتقدون أن الوقت مناسب. أعتقد أن الوقت مناسب. من الناحية القانونية، لدينا كل الحق في تشكيل عصبة لاعبين. هذه ليست نقابة. نحن لا ندعو للمقاطعة. نحن لا نخلق هيئة ناظمة موازية لتنظيم الدورات".