بعد 15 عاما من لقبه الأول في الدورات الكبرى في دورة فرنسا المفتوحة لكرة المضرب في العام 2005، كر ر الاسباني رفايل نادال هذا الانجاز 12 مرة ليحقق الاحد لقبه الثالث عشر على ملاعب غاروس الترابية دخل من خلاله التاريخ من بابه الواسع معادلا الرقم القياسي لعدد الالقاب في الدورات الكبرى عبر التاريخ المسجلة باسم غريمه الازلي وصديقه السويسري روجي فيدرر (20).

أكد نادال مجددا أنه "ملك" الملاعب الترابية عندما اكتسح الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف اول عالميا بنتيجة هائلة 6-صفر، 6-2 و7-5، لينهي البطولة من دون خسارة أي مجموعة.

وأحرز نادال المصنف ثانيا لقبه الرابع تواليا وفوزه المئة على ملاعب رولان غاروس مقابل هزيمتين فقط منذ بداياته في العام 2005، ليحرم ديوكوفيتش من تحقيق لقبه الثامن عشر في البطولات الكبرى والثاني في باريس بعد عام 2016.

وقال نادال (34 عاما) الذي أصبح أكبر لاعب يحقق اللقب في باريس منذ مواطنه أندريس خيمينو في العام 1972 "كانت سنة صعبة جدا، الفوز هنا يعني كل شيء لي، صراحة أنا لا أفكر حقا أنني عادلت رقم فيدرر بلقبي العشرين، بالنسبة لي اليوم هو فوز في رولان غاروس".

وتابع "رولان غاروس تعني كل شيء بالنسبة لي، أمضيت هنا غالبية أهم لحظات في مسيرتي في كرة المضرب".

وسارع فيدرر الى تهنئة نادال حيث نشر عبر حسابه على تويتر منشورا مرفقا بصورة تجمعه مع الاسباني جاء فيه "لطالما كان لدي احترام هائل لصديقي رافا كشخص وكبطل. بصفته غريمي الاكبر على مر السنوات، أعتقد أننا دفعنا بعضنا البعض لنصبح لاعبين افضل".

وتابع السويسري الغائب عن المنافسات حتى عام 2021 لتعافيه من جراحة في الركبة "لذلك، إنه لشرف حقيقي لي أن أهنأه على لقبه العشرين في الغراند سلام. من الرائع انه فاز بـ13 لقبا في رولان غاروس وهو أحد أعظم الانجازات في الرياضة".

وختم فيدرر (39 عاما) "آمل ان يكون الرقم 20 خطوة أخرى لنواصل كلانا المشوار. أحسنت رافا، تستحق ذلك".

وحقق نادال القابه العشرين بفضل 13 لقبا في باريس حيث فاز بجميع المباريات النهائية التي خاضها، اربعة في فلاشينع ميدوز الاميركية، اثنتان في ويمبلدون الانكليزية وواحد في استراليا.

وجدد الماطادور تفوقه على الصربي في نهائي رولان غاروس بعد عامي 2012 و2014، في حين كان الاخير يمني النفس في تكرار نتيجة آخر لقاء جمعهما في البطولة عندما تفوق على منافسه في ربع نهائي العام 2015، في حين كانت الهزيمة الوحيدة الاخرى لرافا في الدور الرابع من العام 2009 امام السويدي روبن سودرلينغ.

وكانت هذه المرة التاسعة التي يلتقي فيها اللاعبان في نهائي الغراند سلام حيث بات نادال يتفوق بخمسة انتصارات مقابل اربعة لديوكوفيتش، حيث تفوق الاخير في آخر نهائي غراند سلام جمعهما في استراليا العام الفائت 6-3، 6-2 و6-3.

وكان ديوكوفيتش يمني النفس في ان يحقق لقبه الثاني في رولان غاروس ليصبح ثالث لاعب فقط في التاريخ يتوج مرتين على الاقل بالالقاب الاربعة الكبرى بعد الاستراليين رود لايفر (بين 1962 و1969) وروي ايمرسون (بين 1961 و1967).

وقال الصربي (33 عاما) بعد المباراة "ما تفعله على هذا الملعب لا يصد ق، ليس فقط على هذا الملعب بل في كل مسيرتك كنت بطلا عظيما. اليوم أظهرت لماذا أنت ملك التراب، لقد اختبرت ذلك بنفسي".

وتابع "كانت مباراة صعبة جدا لي اليوم، لست راضيا عن الطريقة التي لعبت بها ولكن من الواضح ان اللاعب الافضل تفوق علي اليوم".

وتعرض ديوكوفيتش للهزيمة الثانية فقط هذا العام من اصل 39 مباراة، في حين كانت الخسارة الاولى بقرار تحكيمي بعد استبعاده من الدور الرابع لدورة فلاشينغ ميدوز الاميركية نتيجة توجيهه كرة قوية باتجاه إحدى حكمات الخط، حيث ساهمت انتصاراته هذا العام بتحقيقه لقب استراليا المفتوحة، دورة دبي، ودورتي سينسيناتي وروما في الماسترز اضافة الى كأس عصبة المحترفين حين تفوق على نادال بمجموعتبن.

أما نادال فحقق لقبه الثاني هذا العام بعد أكابولكو المكسيكية.

وكان الصربي تفوق على الاسباني في 14 من المواجهات الـ18 الاخيرة التي جمعتهما حيث كانت الانتصارات الاربعة لنادال جميعها على الملاعب الترابية.

وبات في رصيد نادال 27 انتصارا على الصربي مقابل 29 للاخير في تاريخ مواجهاتهما، كما حقق انتصاره السابع على حساب "نولي" في رولان غاروس مقابل فوز وحيد للصربي.

ون قلت البطولة من موعدها التقليدي في أيار/ماي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث تم السماح بتواجد الف مشجع كحد أقصى في اليوم الواحد.

وقال نادال في هذا الصدد امام الجماهير الحاضرة في الملعب الرئيسي "فيليب شاترييه" "أريد أن أبعث برسالة للجميع في كل أنحاء العالم. نحن نواجه أحد أسوأ الاوقات التي نتذكرها في هذا العالم بمواجهة ومحاربة هذا الفيروس. اصمدوا وابقوا ايجابيين. سنتخطى ربما معا هذه المحنة ونتغلب على الفيروس قريبا".


ورغم ان الصربي رأى قبل المواجهة انه يتمتع هذا العام بأفضلية بسبب نقل البطولة من الربيع الى الخريف لأن الطقس اكثر برودة ما يجعل الكرة اثقل وأصعب على نادال، الذي تذمر من الاجواء المناخية خلال البطولة، الا ان كل تلك الاعتبارات سقطت مع انطلاق المواجهة.

وبدأ نادال المباراة بطريقة مثالية لم يتوقعها اكبر المتفائلين بفوزه، وفاز بالمجموعة الاولى بنتيجة مدوية 6-صفر كاسرا ارسال الصربي في ثلاث مناسبات.

وكانت هذه المرة الثانية فقط في المواجهات الـ56 التي جمعت اللاعبين التي يفوز فيها "رافا" بمجموعة بنتيجة 6-صفر على ديوكوفيتش، والمرة الاولى في نهائي غراند سلام التي يخسر الصربي مجموعة من دون الفوز بأي شوط.

ولم يكن الاخير موفقا على ارساله الاول، إذ فاز بنسبة 27 في المئة من النقاط مقابل 63 في المئة للاسباني على ارساله الاول، ورغم ان الصربي تفوق بعدد الضربات الرابحة (11-10) الا انه ارتكب 13 خطأ مباشرا مقابل اثنين فقط لنادال.

ونجح الصربي اخيرا في الفوز بأول أشواطه في المباراة في افتتاح المجموعة الثانية، الا ان الاسباني الذي بدا في أفضل مستوياته حمل معه الزخم من المجموعة الاولى وفاز بخمسة اشواط متتالية كاسرا ارسال "نولي" العاجز عن ايجاد الحلول مرتين ليتقدم 5-1 قبل ان يحسم المجموعة 6-2.

وبعد أن تقدم نادال 3-2 في المجموعة الثالثة كاسرا ارسال نوفاك في الشوط الخامس، نجح الاخير في كسر ارسال الاسباني للمرة الاولى في المباراة في الشوط السادس.

حافظ بعدها كل لاعب على ارساله قبل ان يكسر الاسباني ارسال منافسه في الشوط الحادي عشر قبل ان يحسم اللقب على ارساله.

وأنهى نادال المباراة بـ14 خطأ مباشرا فقط مقابل 52 للصربي.