تأجل الجمع العام للكوكب المراكشي الذي انعقد يوم الثلاثاء 10 نونبر الجاري إلى غاية 26 من الشهر نفسه، بداعي عدم اكتمال النصاب، بعد أن حضر مجموعة من المنخرطين الذين سرعان ما غادروا قاعة المؤتمر في أسوء سيناريو يحصل لفريق قام بتأجيل جمعه العام سبع مرات. 
وكان رئيس لجنة تصريف أعمال الكوكب المراكشي قد أكد على أنه تم تكليف رضوان حنيش بتدبير الفريق على اعتبار أنه وكيل اللائحة الوحيدة التي تم تقديمها لرئاسة الفريق، إلى حين عقد الجمع العام بمن حضر من المنخرطين. 

من يدرب الكوكب المراكشي؟
كلف رئيس لجنة تصريف تصريف أعمال الكوكب المراكشي جواد أحميتو، إلى جانب عبد اللطيف بوموكاي ومدرب حراس المرمى أحمد فونكة بالإشراف على تدريب فارس النخيل إلى غايىة انعقاد الجمع العام القادم، وانتخاب رئيس جديد يتولى التعاقد مع مدرب يشرف على العارضة التقنية خلال الموسم المقبل. 
وربط أحميتو الإتصال بجميع لاعبي الفريق المراكشي الذين ما زالوا يرتبطون بعقود مع الكوكب لمباشرة التداريب، غير أن مجموعة من منخرطي النادي سبق أن التمسوا في وقت سابق من المدرب رشيد غفلاوي وخالد جنكاري تولى إعداد الفريق في الوقت الحالي، إلى حين عقد جمع عام يوم 26 نونبر الجاري وخوض منافسات كأس العرش فبعد يوم من ذلك، حيث انطلقت الحصة التدريبية الأولى الإثنين الماضي والتي غاب عنها مجموعة من اللاعبين الذين مازالت عقودهم سارية كرضا الزمراني والمهدي البركاوي لتواجدهما مع الفريق الوطني لأقل من 20 سنة، فضلا عن اللاعبين يوسف مهري وأيمن بلعايدي اللذان حضرا للملعب دون المشاركة في التداريب، مع تسجيل استدعاء عدد من لاعبي فريق الأمل. 
وتجدر الإشارة أن المفاوضات التي بين مرشح الرئاسة رضوان حنيش المدرب امحمد الكيسر قد باءت بالفشل بسبب الإختلاف الحاصل في بنود العقد والقيمة المالية، مما جعل أسماء عديدة مطروحة على طاولة إدارة النادي، في انتظار القيام بانتداب لاعبين جددا بعد انتهاء أشغال الجمع العام المقبل. 

ADVERTISEMENTS

لا للتغطية الإعلامية
لم يجد رئيس لجنة تصريف أمور الكوكب بدا من إعطاء تعليماته لعناصر الأمن الخاص لمنع حضور رجال الإعلام لتغطية أشغال الجمع العام، حيث ظل الصحافيون ينتظرون أمام باب الملعب الكبير دون جدوى، في الوقت الذي برر رئيس الفريق أن ما حصل راجع لصغر حجم القاعة، رغم حضور 36 منخرطا من أصل 84. 
تجدر الإشارة أن علاقة الكوكب في المواسم الأخيرة إتسمت بالصراع والبرود في التعامل مع رجال الإعلام، بحيث كثيرا ما اتهموا بالتشويش على النادي، والحال أنه بعد أن ساد التحكم واختطاف الفريق وتهريبه بات قريبا من نزوله إلى الهواة، إذ عرف صراعا قويا على المسك بسلطة القرار مما كان له تداعيات واقعه، في الوقت الذي اتهم فيه كان رئيس لجنة تصريف الأعمال للكوكب المراكشي مجموعة من المنسبين للحقل الإعلامي بالإسترزاق، بحيث إن العديد منهم كانوا ممن يقومون له بالدعاية قبل أن يتوجهوا صوب مرشح الرئاسة رضوان حنيش، مما أغضب هذه الفئة التي تأكل في كل الموائد. 

 الجمهور الكوكبي غاضب
مازال الجمهور المراكشي يطرح أسئلة حول مصير المنح التي صرفتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فضلا عن عائدات بيع عقود مجموعة من اللاعبين، مبديا غضبه من وجود منخرطين يؤدي أعضاء المكاتب المسيرة واجبات إنخراطهم بغاية التصويت على التقارير الأدبية والمالية والتحكم في قمرة القيادة بالنادي، مما أنهك الكوكب وأضعف مؤسسة المنخرط إلى درجة ـأن فارس النخيل ما عاد فريقا مرجعيا حصل على العديد من الألقاب وأنتج مجموعة من اللاعبين الذين بصموا تاريخ كرة القدم الوطنية. 

أنوار كوكب مراكش تنطفئ
التاريخ أعاد نفسه بالنسبة للكوكب المراكشي، واقع فارس التخيل بدون ذوات فاعلة حيث أن معاناته هي نتاج لبنيات وأنساق لواقع الفريق كأفعال وممارسات وعلاقات. فحال الكوكب شبيه بالدورة التاريخية التي هي حركة مراوحة في المكان تتأسس على الهزائم والخيبات والخسارات والنكسات، فيما يكون الربح محكوما بالقدرية والمصادفات وهو ما يجعل حال الكوكب قارا  وستاتيكيا ومأزوما بفعل فاعل، لا ينفصل عن مسير فاسد ومنخرط منتفع ومحيط متعفن. 
مازال الكوكب المراكشي يعيش قطيع بين جمهوره ومسؤوليه بحيث إن أزمة نتائج الكوكب خلال هذا الموسم هي امتداد لما عاشه الفريق خلال الموسم الماضي، وظهرت من خلال تفاعلات الجماهير الكوكبية بمواقع التواصل الإجتماعي التي امتدت إلى كتابات حائطية عرفتها أسوار المدينة الحمراء، طالبت برحيل رئيس لجنة تصريف الأعمال، ومسؤولين سابقين يوظفون منخرطين بغرض التحكم في مؤسسة النادي وكبح كل تغيير، بيد أن مستقبله خلال الموسم الجاري شبيه بحال المواسم السابقة التي تعذب خلالها فارس النخيل كما حصل العام الماضي قبل أن يؤمّن مكانته بالقسم الثاني بصعوبة كبيرة، العارفون بخبايا تسيير الفريق  المراكشي يرجعون أزمات الكوكب إلى أن الأخير صار طريقا للطموحات الشخصية حيث لم يتخلص الكوكب بعد ل من لعنة التدبير الهاوي، والذي يجسده غياب الوضوح في تعامل المكتب المسير مع حال الفريق أمام أنصاره بخصوص التدبير المالي والإداري والبشري، وهو ما ظهر بعد أن اقترح مصطفى حجي تحويل الكوكب إلى شركة مفتوحة للإستثمار أمام منعشين رياضيين ليجنّ جنون مسيرين حوّلوا فارس النخيل إلى علامة تجارية لهم. 

ADVERTISEMENTS

تدبير فاشل ورحيل وشيك
يؤكد رئيس لجنة تصريف الأعمال أن مكتبه قدم الدرس في تدبير مسيرته وأوراشه بعد أن تسلح بشجاعته وتولى قيادة الكوكب في الوقت الذي رفض الجميع تحمل  المسؤولية فكان الفريق قريبا من تقديم اعتذار عام، والحال أنها لغة خشب لا تمت لحال الفريق بصلة بدليل أن الفريق لم يقم بشيء يطور موارده المالية بجلب محتضنين ومستشهرين بعد أن صرح الرئيس نفسه أن جلب موارد قارة أولوياته ولعل حكاية التوقيع لمحتضن كبير يتمثل في شركة طيران عالمية سرعان سرعان ما صار عبارة عن خيط دخان. 
لقد عجز مسؤولو الفريق المراكشي عن استمالة واستقطاب ممولين جدد حيث الإنتظار والإتكالية وانتظار «عطف» المجالس المنتخبة ونهج سياسة الترقيع، إذ لا يمكن الحديث عن طموحات كبيرة في ظل إكراهات إدارية ومالية، غير أن أنصار الكوكب الذين قاموا بوقفات احتجاجية أمام إدارة النادي ومركز التكوين بباب دكالة وقبل ذلك أمام ولاية مراكش احتجاجا على التسيير الفاشل الذي أنتج مشاكل عديدة، بلغوا من اليأس والألأم حدا لا يطاق مطالبين مسؤولين بعينهم بالرحيل بعد أن تم «احتلال» فارس النخيل عقدين من الزمن دون ترجمة تاريخ الفريق إلى  تأسيس مجد جديد بعد أن طالت مرحلة الفراغ وتم تفريغ الكوكب من روحه وهويته وجوهره وماهيته.