كتب الرجاء البيضاوي واحدة من أجمل ملامحه الكروية، وهو يسجل فوزا تاريخيا على الإسماعيلي بثلاثية نظيفة ليتمكن من التأهل لنهائي كأس محمد السادس للأندية الابطال.

• شوط بفرص نادرة وباستحواذ سلبي
في التشكيل الذي اختاره الطاقم التقني لبء المباراة، ما كان يقول بأن الإعتماد سيكون على هجوم متحرك وقائم على التناوب وعلى المداورة في الأدوار، أي أنه لن يكون هناك مهاجم صريح، فقد جرى الإعتماد على الزنيتي حارسا للمرمى، وعلى مذكور، اجبيرة، الورفلي، وهدهودي لتأمين المنطقة الدفاعية وعلى رباعي في الوسط مشكل من العرجون، الوردي، ازريدة،ومتولي، على أن المناورة الهجومية تكفل بها سفيان رحيمي ونوح السعداوي.
ومقابل هذا التشكيل المؤسس على المناورة والبحث عن الحلول، كان الإسماعيلي قد اختار دفاع المنطقة وعدم المجازفة باللعب في المناطق المتقدمة، وقد أجاد في ذلك لأبعد الحدود، إذ تمكن من إفراغ لاعبي الرجاء من شحناتهم الهجومية.
وستتميز الجولة الأولى باستحواذ سلبي للاعبي الرجاء، الذين لم يصنعوا فرصا سانحة للتسجيل طوال 45 دقيقة، إلا من محاولة وحيدة حملت بصمة سفيان رحيمي، الذي موه وسدد ولكن حارس الإسماعيلي صبحي يتدخل بنجاح..
تنتهي الجولة الأولى من دون أن يتقدم الرجاء خطوة واحدة في المباراة برغم أنه كان الأكثر امتلاكا للفرص، وبماذا ينفع الإستحواذ إذا لم ينتج فرصا هادرة ومربكة للمنافس.

• شوط أخضر من نار
كان جفاف الشوط الأول يفرض تغييرا بشريا يغير المنظومة وشكل الأداء، وهو ما كان إذ سينقل دخول محمود بنحليب بديلا للوردي الشاكلة من 4-4-2 إلى 4-3-3 بهدف تجويد وتخصيب لأداء الهجومي، وسيتمكن الرجاء من تكثيف الجانب الهجومي، ولاحت الفرصة الأولى في الدقيقة 53، خطأ جانبي للرجاء، متولي يرفع كرته بالمقاس، ورحيمي يغمز الكرة برأسه إلا أن كرته تعلو قليلا القائم.
ولم يتأخر الرجاء في ترجمة ضغطه الجارف، إذ أن رحيمي سيدفع الظهير الأيمن للإسماعيلي بيومي للخطأ عندما أسقطه داخل المنطقة، ليعلن الحكم العراقي عن ضربة جزاء مشروعة، منها يسجل متولي الهدف الأول في الدقيقة 61، ليعيد المباراة لنقطة الصفر.

• الوحش يظهر أخيرا
سيتزامن توقيع الرجاء لهدفه الأولى مع دخول الوحش بين مالانغو، الذي لم تسعفه لياقته البدنية ليبدأ المباراة بفعل إصابته بكورونا، وبمرور دقيقتين فقط على دخوله بعد هدف متولي، عبد الإله مذكور من رواقه الأيمن، يرفع الكرة ومالانغو يرتفع كالهيليكوبتر ليقنبل برأسيته مرمى الإسماعيلي موقعا الهدف الثاني للرجاء، وهو ما فرض على الإسماعيلي للخروج من منطقته ومن قوقعته الدفاعية بحثا عن هدف التقليص وهدف التأهل، إلا أن الرجاء أحكم قبضته وواصل المد الهجومي لكبح جماح الدراويش.

• بنحليب يغرد كالعندليب
كان الرجاء بحاجة لأن يقتل المباراة، فعبأ البطارية الهجومية، وواصل الضغط، ليتمكن من التوقيع على تأهله المستحق للنهائي، الدقيقة 86، مالانغو يمرر صوب اجبيرة الذي يضع الكرة على السريع أمام رحيمي الذي يهدي لحنا جميلا لبنحليب الذي عزفه كالعندليب وهو يضع الكرة في مرمى الإسماعيلي معلنا عن الثلاثية الخضراء التي صعدت بالرجاء إلى الدور النهائي لكأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال..
يا لها من ليلة رائعة!!