وفيما عاد أتلتيكو مدريد بنقطة ثمينة من أرض برشلونة السبت، قد تعبّد طريقه نحو لقبه الأول في الليغا منذ 2014، شهدت مباراة ريال مدريد وضيفه اشبيلية الرابع (2-2) الأحد جدلاً كبيراً حول طريقة تدخل حكم الفيديو المساعد "في ايه آر" الذي أغضب مدرب الأول الفرنسي زين الدين زيدان.
وبقي أتلتيكو مدريد متصدرا (77 نقطة) قبل ثلاث مراحل على ختام البطولة، بفارق نقطتين عن كل من ريال مدريد وبرشلونة، فيما تبدو آمال إشبيلية الرابع صعبة، في ظل ابتعاده 6 نقاط عن المتصدر.
وشهدت مباراة ريال وإشبيلية التي اقتنص فيها الأول هدف التعادل في الدقيقة الرابعة من الوقت البدل عن ضائع أحداثا جدلية، عندما احتسب الحكم ضربة جزاء لريال مدريد، لكنه عاد وألغاها محتسباً ضربة جزاء لاشبيلية بعد لمسة يد على مدافعه البرازيلي إيدر ميليتاو في الدقيقة 74، برغم أن اللقطات أظهرت لمسة على يد على أحد لاعبي الفريق الاندلسي.

- حتى زيدان يغضب -
ويبدو أن حماوة نهاية البطولة، قد أثرت على الطباع الهادئة لمدرب ريال زيدان، فانتقد أداء الحكم بعد نهاية مواجهة إشبيلية "لا أفهم. هناك لمسة يد على ميليتاو، لكنها هناك لمسة على إشبيلية أيضاً. لم يقنعني الحكم بما قاله لي. لا اتحدث في العادة عن هذه الأمور، لكن اليوم أنا غاضب... رأيت لمسة يد على إشبيلية،ولمسة يد على ريال، لكنهم صفّروا ضدنا".
وعن نهاية البطولة، قال المدرب الذي منح ريال مدريد ثلاثة ألقاب متتالية في عصبة أبطال أوروبا والبطولة المحلية الموسم الماضي "لم تعد الأمور بين أيدينا، لكننا سنقاتل حتى النهاية".
في المقابل، رأى لاعب وسط اشبيلية الكرواتي إيفان راكيتيتش الذي ترجم ضربة الجزاء "بالنسبة لي كانت ضربة جزاء واضحة. يمكننا الحديث كيف يراها كل شخص. لكن إذا غيّرت اللمسة اتجاه الكرة، فهي ركلة جزاء".
وعنونت صحيفة "ماركا" على صورة عملاقة للمسة المشتركة "اللعبة التي غيّرت الليغا. ألغى في ايه آر ضربة جزاء لريال ومنح أخرى لاشبيلية"، فيما كتبت "آس": "ريال مدريد يخسر اليد".
وكان ريال الذي غاب عنه عميده سيرخيو راموس والمدافع الفرنسي رافايل فاران ومواطنه فيرلان مندي ودانيال كارفاخال ولوكاس فاسكيس، في طريقه لتلقي خسارة موجعة على أرضه، ستنهي منطقيا أمله بالاحتفاظ بلقبه، قبل أن ترتد تسديدة الألماني توني كروس بالصدفة من قدم مهاجمه البلجيكي إدين هازار في شباك الحارس المغربي ياسين بونو في الوقت القاتل.
وبعد خروجه من نصف نهائي عصبة أبطال أوروبا أمام تشلسي الإنكليزي، يحلّ ريال مدريد الخميس ضيفا على غرناطة العاشر في مباراة محفوفة بالمخاطر ضد فريق طامح بالتأهل إلى المسابقات الأوروبية والحق خسارة صادمة ببرشلونة في عقر داره قبل أسبوعين، فيما تبدو مواجهة برشلونة أسهل على أرض ليفانطي الرابع عشر الثلاثاء.
لكن الأنظار ستتركز على أتلتيكو مدريد الذي يستقبل ريال سوسييداد الخامس الأربعاء، في امتحان جديد لرجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني الذين يقتربون أكثر فأكثر من لقب الدوري، بعد الخروج سالمين من موقعة برشلونة الأخيرة.

 سيميوني يزحف ببطء 
وفي ظل فشل الأندية الكبرى بالحفاظ على مستوى ثابت، بحسب مدافع برشلونة جيرار بيكيي، يصطدم أتلتيكو بالفريق الباسكي سوسييداد، على أن يلتقي بعدها أوساسونا وبلد الوليد.
قال سيموني بعد تعادله الأخير في ملعب "كامب نو": "نحن في بطولة رائعة مع أربعة أندية منافسة على اللقب"، مشيرا إلى عدم رغبته بمشاهدة مباراة ريال مدريد وإشبيلية "سأتناول العشاء مع العائلة".
وبعيدا عن العاصمة، يدرك برشلونة انه أهدر فرصة بالغة الأهمية باستعادة اللقب من ريال مدريد، عندما ترك أتلتيكو يخطف نقطة التعادل من عقر داره، حيث أهدر الفرنسي عثمان دمبيلي رأسية في نهاية المباراة كادت تمنح الصدارة للكاتالوني.
وكتبت صحيفة ماركا المدريدية ان برشلونة "بحاجة لمعجزة" كي يحرز اللقب "كان فريق المدرب رونالد كومان قادرا على تعويض الخسارة ضد غرناطة، لكنه فشل أيضا بالتغلب على أتلتيكو في كامب نو. فارق المواجهات المباشرة مع أتلتيكو وريال لا يصب في مصلحته أبدا".
في المقابل، قال مدرب برشلونة الهولندي كومان "النتيجة ضد أتلتيكو كانت عادلة. كل الأمور لا زالت ممكنة".
ويبقى لبرشلونة، حامل اللقب أربع مرات في آخر ستة مواسم، مواجهة ليفانتي، سلتا فيغو وإيبار في المباريات الثلاث المتبقية. وبرغم احرازه لقب الكأس المحلية، إلا أن برشلونة يعيش موسماً صعباً، فيما أشارت تقارير إلى أن الرئيس العائد جوان لابورطا لا يضع المدرب كومان في حساباته الموسم المقبل.