تظاهر العشرات من أنصار كرة القدم الكولومبية الثلاثاء في بوغوطا أمام مقر الجامعة المحلية للعبة مطالبين بتأجيل كأس أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) التي تنظمها بلادهم مع الأرجنتين اعتبارا من 13 حزيران/يونيو المقبل، في وقت تجتاح البلاد أعمال عنف على خلفية زيادة ضريبة القيمة المضافة وتوسيع قاعدة الضريبة على الدخل. وقال جوردان سانتياغو قائد مجموعة من أنصار كرة القدم وتدعى "الحمى الصفراء" في تصريح لوكالة فرانس برس "كرة القدم لا يمكن أن تحجب السياسة ولا أحداث العنف لتي نشهدها في الوقت الحالي". واضاف "نحن أنصار كرة القدم متعبون. سننضم الى الشعب من أجل المطالبة بإلغاء كوبا أميركا". وتجمهر حوله أنصار أندية أميركا، ميليوناريوس وفرق أخرى من البلاد محتجين على الوضع على إيقاع قرع الطبول مرتدين ألوان المنتخب الوطني. وتنظم كولومبيا كوبا أميركا للمرة الثانية في تاريخها، وهي النسخة الأولى في تاريخ هذه المسابقة العريقة التي تشهد تنظيما ثنائيا. وعلى الرغم من سحب مشروع قانون الإصلاح الضريبي، إلا أن السخط استمر وتحو ل إلى احتجاج أوسع مناهض للحكومة، في بلد يعاني من عنف مستمر وصعوبات اقتصادية فاقمها تفشي فيروس كورونا. وشهدت مدن بوغوطا، ميديين وكالي التي تستضيف مباريات في كوبا أميركا جولات عنف، ادت الى نقل مباريات في مسابقتي سود أميريكانا وكوبا ليبرطادوريس الموازية لعصبة أبطال أوروبا، الى مدن اخرى أو حتى إلى الباراغواي. في حين توقفت مباريات أخرى بعد القاء رجال الشرطة قنابل مسيلة للدموع بعد مواجهات مع متظاهرين على مشارف الملعب في بارانكيا (شمال) حيث ستقام المباراة النهائية لكأس ليبرطادوريس في 10 تموز/يوليوز المقبل. وعلق الممرض جوردان سانتياغو (25 عاما) على هذا الأمر بقوله "كيف يمكن لهم تنظيم مباراة في هذه الظروف"؟. في المقابل، أكد الرئيس الأرجنتيني ألبرطو فرنانديز بأن بلاده قادرة على استضافة المسابقة بمفردها وقال في هذا الصدد لإحدى الإذاعات المحلية "نستطيع تنظيم بطولة كوبا أميركا بالكامل شرط ان يحترم الجميع الشروط الصارمة والبروطوكول". وستعقد كونفدرالية أميركا الجنوبية (كونميبول) اجتماعا افتراضيا الخميس في مقره في العاصمة الباراغويانية أسونسيون سيكون مخصصا فقط لبحث المسابقة القارية. وتنطلق النهائيات في 13 حزيران/يونيو مع لقاء يجمع بين الأرجنتين وتشيلي على ملعب مونومنطال في العاصمة الارجنتينية. على أن تقام المباراة النهائية في 10 تموز/يوليوز على ملعب ميتروبوليطانو دي بارانكيا في كولومبيا. يذكر أنه في العام 2001، استضافت كولومبيا النهائيات على رغم صراعات دامية لعقود مع الميليشيات اليسارية. آنذاك، انسحبت الأرجنتين وكندا صاحبة بطاقة دعوة، فحلت بدلا منهما كوستاريكا وهندوراس، فيما أرسلت البرازيل والأوروغواي تشكيلتين احتياطيتين لتقام النهائيات دون مشكلات وتحرز كولومبيا لقبها الأول.