بعد بلوغه نصف النهائي مرتين في مسابقتين على رأس منتخب إنكلترا، يأمل غاريث ساوثغيت أن تكون الثالثة ثابتة كي يقود الأسود الثلاثة إلى لقب كبير في كأس أوروبا لكرة القدم.

رفع نجاح ساوثغيت في قيادة منتخب إنكلترا إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم في روسيا 2018، إلى مصاف الأبطال.

صنع المدرب الذي تولى مهمته في 2016 تغييرا جذريا في تركيبة المنتخب الإنكليزي، بمنحه الثقة للاعبين الشبان والدفع بهم بشكل أساسي. قام بمهمته بشكل لافت ومنح الجميع الإيمان بأن إنكلترا قادرة على المنافسة على الساحة العالمية.

اعتمد المدرب خطة طموحة أبعد بموجبها أسماء مخضرمة مثل حارس المرمى جو هارت والمهاجم واين روني، لصالح الشباب. وكان معدل أعمار لاعبيه في المونديال نحو 26 عاما، وحمل شارة قيادة المنتخب مهاجم طوطنهام هاري كاين الذي أتم بعد النهائيات عامه الـ25.

يشد د ساوثغيت أنه لا يتردد في اختيار لاعبين شبان لتمثيل المنتخب "لا تعرف أبدا مع اللاعبين الشباب ما يمكنهم فعله حتى تتاح لهم الفرصة".

المدرب الأنيق ذو الابتسامة العريضة وربطة العنق، لم يكن من المفترض ان يكون في روسيا حتى.

في أواخر عام 2016، عين ساوثغيت على رأس الجهاز التقني لمنتخب "الأسود الثلاثة" نتيجة فضيحة أطاحت بسام ألاردايس بعد 67 يوما من توليه مهامه، نتيجة تصويره من قبل صحافيين متخفين وهم يقدم نصائح حول سبل التحايل على القوانين.

آنذاك، ساد الاعتقاد أن ساوثغيت (50 عاما) سيكون بديلا موقتا .

لكن المدافع ولاعب الارتكاز السابق أعاد بلاده الى المربع الذهبي لكأس العالم للمرة الأولى منذ العام 1990.

يلفت ساوثغيت الأنظار بأناقته في أرض الملعب، من اللحية المشذبة بعناية، إلى قميص أنيق وربطة عنق، وصولا إلى "علامته المسجلة": سترة من دون كمين ضيقة عند الخصر.

كان ساوثغيت خلال مسيرته، لاعبا معروفا وجيدا، إلا أنه لم ي صن ف في خانة النجوم البارزين للكرة الإنكليزية.

اقتصرت مسيرته على أندية كريسطال بالاس، أستون فيلا وميدلزبره، ولم يدافع عن ألوان الأندية الكبيرة من قبيل مانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال.

في بداياته التدريبية، كانت تجربته أكثر تواضعا، واقتصرت على ميدلزبره ومنتخب انكلترا ما دون 21 عاما.

غالبية المشجعين يذكرون أنه كان اللاعب الذي أضاع ضربة ترجيح حاسمة في نصف نهائي كأس أوروبا 1996 أمام ألمانيا التي توجت باللقب. وظهر بعد ذلك في إعلان ساخر للبيتزا، مستوحى من إضاعته للضربة.

وعما إذا كان الفشل في بلوغ المربع الاخير سيعد خيبة أمل، قال ساوثغيت الذي قاد بلاده إلى المركز الثالث في عصبة الأمم الأوروبية 2019 "نعم، أعتقد ذلك".

تابع "أعتقد أننا واقعيون حول هذا الامر، يجب أن نعيش مع التوقعات. هل نحن جاهزون للفوز؟ بلغنا نصف النهائي مرتين، لذا الخطوة التالية تكمن بالذهاب أبعد".