تفتح الرياضة المغربية صفحة جديدة من سجل مشاركاتها في الدورات الأولمبية منذ روما 1960، بخوضها غمار الدورة ال32 للألعاب بطوكيو (23 يوليوز- 8 غشت)، وهي تتطلع إلى تحقيق أفضل مما حققته سابقا، بطموح مشروع، لكن يكتنفه أيضا هاجس التمثيل المشرف، لتظل المفآجآت واردة. 

ويشارك المغرب في الألعاب الأولمبية اليابانية بوفد قوامه 48 رياضيا ورياضية، سيتبارون في 18 نوعا رياضيا، وهي ألعاب القوى والملاكمة والجيدو والتايكواندو والدراجات ورفع الأثقال والكراطي وقوارب الكاياك والتجديف وركوب الموج والمصارعة والمسايفة والرماية بسلاح القنص والفروسية والترياثلون والكرة الطائرة الشاطئية والغولف والسباحة. 

وخلال 14 دورة للألعاب الأولمبية شاركت فيها الرياضة الوطنية منذ 1960 في روما، فإن الحصيلة لم ترق إلى مستوى التطلعات حيث أن نوعين فقط تمكنا من الصعود إلى منصة التتويج، وهما ألعاب القوى والملاكمة.

فهاتان الرياضتان انتزعتا 23 ميدالية 19 كانت من نصيب ألعاب القوى، منها ست ذهبيات وخمس فضيات وثماني برونزيات، فيما نالت الملاكمة أربع برونزيات.

ومنح 20 رياضيا المملكة، الميداليات ال23، خمسة منهم فقط توجوا بالمعدن النفيس، وهم نوال المتوكل (400م حواجز- لوس أنجليس 1984 ) وسعيد عويطة (5000م- لوس أنجليس 1984) وإبراهيم بوطيب (10آلاف م-سيول 1988) وخالد السكاح (10آلاف م- برشلونة 1992) وهشام الكروج صاحب الثنائية التاريخية في أولمبياد (1500م و5000م- أثينا 2004 ).

وشاركت المملكة في دورة روما بوفد قوامه 54 رياضيا ورياضية تباروا في مسابقات ألعاب القوى وسباق الدراجات والمسايفة ورفع الأثقال والزوارق الشراعية والمصارعة والجمباز والرماية بأسلحة القنص والملاكمة والألعاب السباعية العصرية.

بيد أن هذه المشاركة تقلصت في دورة طوكيو 1964 إلى 26 رياضيا شاركوا في ثلاث أنواع فقط هي ألعاب القوى وكرة القدم ورفع الأثقال. 

وتلت طوكيو، دورة مكسيكو 1968 بأربع رياضيات وهي ألعاب القوى والملاكمة والمصارعة وكرة السلة، فيما قاطع المنتخب الوطني لكرة القدم الدورة بعدما وضعته القرعة في نفس المجموعة مع منتخب إسرائيل.

وسجل المغرب تواجده في دورة ميونيخ 1972، التي شهدت أول حضور للمرأة المغربية من خلال العداءتين فاطمة الفقير ومليكة حدقي، بخمسة أنواع رياضية وهي ألعاب القوى والملاكمة والمصارعة والجيدو وكرة القدم. 

وبعد مرور أربع وعشرين سنة على فضية عبد السلام الراضي تنتشي الرياضة الوطنية بنكهة التتويج بتطويق عدائيها نوال المتوكل وسعيد عويطة عنقيهما بالذهب في دورة لوس أنجليس 1984، الأولى في سباق 400م حواجز، والثانية في سباق 5000 م، والذي ظل يحتفظ برقمه القياسي للألعاب حتى دورة بكين 2008، حيث حطمه الإثيوبي كنينيسا بيكيلي .

وشارك المغرب في دورة لوس أنجليس بأربعة أنواع هي ألعاب القوى (عويطة ونوال واللهبي) والملاكمة (فضلي ولحمر والتبازي) وسباق الدراجات (النجاري وأفندي وبنبويلة والرحايلي) وكرة القدم.

ومنذ دورة 1984 لم يغب المغرب عن منصة التتويج ففي دورة سيول 1988 شارك المغرب بأربعة أنواع رياضية وهي ألعاب القوى والجيدو والمصارعة والملاكمة. وحالت الإصابة دون تحقيق العداء الأسطورة سعيد عويطة لحلمه في التتويج باللقب الأولمبي في مسافتي 800م و1500م واكتفى بنحاسية سباق 800م. 

إلا أن إبراهيم بوطيب عوض الخسارة وانتزع عن جدارة ذهبية 10 آلاف متر بل كاد أن يسجل رقما قياسيا عالميا جديدا للمسافة، علما بأنه مازال يعد أصغر بطل أولمبي في هذا السباق إذ أن عمره وقتها كان 21 عاما و42 يوما . 

وعزز أيقونة القفاز المغربي ،عبد الحق عشيق (54 كلغ)، صاحب القبضة الحديدية الرصيد بميدالية نحاسية.

وحافظ خالد السكاح على اللقب الأولمبي المغربي في سباق 10 آلاف متر في أولمبياد برشلونة 1992، فيما أحرز رشيد البصير فضية 1500م ومحمد عشيق ميدالية نحاسية في الملاكمة، علما بأن المغرب شارك بخمسة أنواع وهي ألعاب القوى والمصارعة وكرة المضرب وكرة الطاولة وكرة القدم. (يتبع)