لم ينزل العداء الإيطالي مارسيل جاكوبس تحت حاجز الثواني العشر في هذه المسافة للمرة الأولى سوى في أيار/ماي الماضي. لكن ذلك لم يمنعه من أن يصبح أسرع عداء في العالم بعد تتويجه بشكل مفاجئ بسباق 100 م الأشهر في أم الالعاب ضمن أولمبياد طوكيو الاحد، ليصبح أول عداء من بلاده يتوج في هذا السباق أو حتى يعتلي منصة التتويج على الصعيد الأولمبي.

فلسفته في الحياة هي "إذا أصر يت على شيء وقاومت، ستصل إلى مبتغاك وتنتصر". حتى جاكوبس نفسه لم يكن يتوقع تطويق عنقه بالمعدن الأصفر في هذا السباق الذي كان حكرا على الاميركيين والجامايكيين في السنوات الاخيرة بقوله "إنه حلم، أمر رائع. لطالما كان حلمي عندما كنت صغير ا أن أفوز في الألعاب الأولمبية، وبطبيعة الحال، الحلم قد يتحول الى حقيقة في بعض الاحيان، لكن خوض النهائي والتتويج هو حلم تحقق".

و لد جاكوبس في إل باسو في ولاية طكساس الأميركية في 26 أيلول/شتنبر عام 1994 من أب أميركي وأم إيطالية وهو يمتاز بعضلاته المفتونة والأوشام التي تغطي جسده. لم يكن قد بلغ أي سباق نهائي في بطولة أوروبية أو عالمية في الهواء الطلق قبل السباق الأولمبي.

أفضل نتيجة حققها كانت تتويجه بطلا لسباق 60 م في بطولة أوروبا داخل قاعة في تورون البولندية خلال العام الحالي، علم ا أنه كان بلغ نصف نهائي مونديال الدوحة عام 2019، والدور ذاته في بطولة أوروبا في برلين عام 2018.

برز على اعلى مستوى خلال العام الحالي عندما سجل رقما قياسيا في إيطاليا في سباق 100 م مسجلا 9.95 في أيار/ماي الماضي في أول مرة ينزل فيها تحت حاجز الـ10 ثوان في مسيرته.

والده كان عسكريا أميركيا مقره في فيتشنزا الإيطالية حيث تعرف على زوجته. سرعان ما انتقل جاكوبس للعيش في إيطاليا بعمر السنتين في كنف والدته وتحديدا في منطقة ديسينزانو دل غاردا بين مدينتي فيرونا وبريشيا على صفاف بحيرة دي غارديا. يعترف بأنه يواجه صعوبة في التحدث باللغة الانكليزية.

يشرف على تدريبه رياضي الوثبة الثلاثية سابقا باولو كاموسي (47 عاما) بطل العالم في اختصاصه عام 2001 داخل قاعة. خلال فترة تفشي جائحة كوفيد-19، أجبر المدرب على متابعة تدريبات تلميذه عبر أشرطة فيديو قام بتصويرها أشقاء جاكوبس الذي كان يتدرب على مضمار بالقرب من منزله.

ويعمل جاكوبس أيضا مع معدة ذهنية هي نيكوليتا روماناتسي ويقول في هذا الصدد للصحافة الإيطالية "معها، وافقت على مواجهة مخاوفي وكوابيسي. الأمر لم يكن سهلا، ثمة أشياء خاصة لا نريد حتى الاعتراف بها لأنفسنا".

تغطي الأوشام الجزء العلوي من جسد جاكوبس، البعض يعتبر في ذلك دلالة على والده الذي عانى من علاقة صعبة معه في بادئ الامر قبل أن تهدأ الأمور الآن بينهما.

وقال جاكوبس "الطاقة التي تجتاحك عندما تحاول هدم جدار ما مدهشة. لقد كرهته (والده) لابتعاده عني، لكني قمت بتغيير انطباعي تجاهه: لقد أعطاني الحياة، عضلات قوية والسرعة. كنت أحكم عليه من دون أن أراه".

وترمز الاوشام أيضا الى أولاده الثلاثة "بالنسبة الى جيريمي الذي ولد عندما كنت في التاسعة عشرة من عمري، لم أكن الوالد المثالي: لم أكن ناضجا بما فيه الكفاية حينها، اختلفت كثيرا مع والدتي (ثم أنجب ولدين آخرين مع زوجة ثانية)، كل هذه الامور أبعدتني، لكني أحاول أن أستعيد الوقت الضائع".