تصدرت الولايات المتحدة ترتيب الميداليات لدورة الالعاب الاولمبية 2020 في طوكيو، وذلك بطريقة دراماتيكية في اليوم الاخير من المنافسات، منتزعة المركز الاول الذي احتفظت به الصين في الأيام الاخيرة.

ن لقي نظرة في هذه المحص لة على أبرز ما قدمته الدول في دورة طوكيو والتي تسلم الشعلة للعاصمة الفرنسية باريس التي تستضيف الالعاب المقبلة عام 2024.

بقي الصراع على صدارة ترتيب دورة طوكيو حتى اليوم الاخير من المنافسات. وتمكنت الولايات المتحدة من حسم المركز الاول عقب إحرازها ميداليتين ذهبيتين الأحد، ليصبح في رصيدها 39 ميدالية ذهبية، 41 فضي ة و33 برونزية. وتفو قت الولايات المتحدة على الصين التي أنهت المنافسات بـ 38 ذهبية، 32 فضي ة و18 برونزية.

ويعود الفضل في فوز الأميركيين المتأخر الى فريقي السلة والطائرة. في حين لم تستطع الصين كسر إحتكار الولايات المتحدة للمركز الاول والتي تشاركته مع الإتحاد السوفياتي منذ العام 1912، بإستثناء دورة واحدة نجحت الصين في التصدر وذلك على أرضها في 2008.

نجحت القارة الآسيوية في فرض نفسها بين الكبار خلال دورة 2020، حيث تمكنت اليابان وعلى الرغم من غياب الجمهور بسبب جائحة كورونا،أن تنهي المنافسات برصيد لافت بلغ 58 ميدالية ومن ضمنها 27 ذهبية، 14 فضي ة و17 برونزية. وأنهت اليابان المنافسات بالمركز الثالث، وهي النتيجة نفسها التي حققتها في دورة طوكيو 1964.

على الرغم من الغياب الرسمي لروسيا بسبب فضيحة المنشطات، إلا انه ظاهريا شارك الرياضيون والرياضيات الروس تحت مسمى "فريق اللجنة الاولمبية الروسية" وبالفعل لم يخيبوا الآمال وأنهوا المنافسات برصيد بلغ 71 ميدالية من ضمنها 20 ذهبية، ليحتلوا المركز الخامس في الترتيب النهائي والثالث من ناحية عدد الميداليات بشكل عام.

على الرغم من غياب قاطرتها الاساسية، أوسين بولت، لم يتراجع حصاد جامايكا في الألعاب وتمكنت من تحقيق تسع ميداليات في المحصلة العامة.

نجح البلد الكاريبي في تحقيق نتائج أفضل في الدورات السابقة كعشر ميداليات في دورة بكين، 12 في لندن و11 في ريو دي جانيرو.

ورغم أن العدد انخفض، لكن جامايكا تركت تأثيرا إيجابيا أن ها تملك ما تقدمه، وتحديدا عبر لاعباتها. فالسرعة الجامايكية المعتادة أصبحت عند السيدات، من خلال إيلاين تومسون-هيراه التي حق قت ثلاث ميداليات ذهبية في سباق التتابع 4 مرات 100 م، وسباقي الـ 100 و200م، لترفع رصيدها الى 5 ميداليات ذهبية اولمبية في مسيرتها.

وهذه أول مرة منذ الأميركية الراحلة فلورنس غريفيث جوينر في 1988، تحقق رياضية هذه الثلاثية المرموقة.

لم تستفد البرازيل كثيرا من تأثير إستضافة الدورة السابقة، لكنها لم تخرج خالية الوفاض، إذ تمكنت من الخروج برصيد قياسي من الميداليات في تاريخ مشاركتها، حيث حق قت 21 ميدالية.

تأتي ذهبية مسابقة كرة القدم للرجال لتضفي نكهة إضافية الى المشاركة البرازيلية، بعد ان قاد المدافع المخضرم داني ألفيش بلاده الى المركز الاول.

وتمي زت مشاركة البرازيل التي يبلغ عدد سكانها 212 مليون نسمة، ببروز رياضيين متنوعين آمثال لاعبة الجمباز ريبيكا أندرادي، والسباحة المثلية الجنس آنا مارسيلا كونيا، ومارتين غرايل في رياضة الشراع وكاينا كونزي.

بدورها، لم تق دم فرنسا أفضل مشاركاتها قبل إستضافتها لنسخة عام 2024، فتراجع رصيدها من 42 ميدالية في ريو الى 33 في طوكيو. رغم أن أحد الاسباب قد يكون رغبة الفرنسيين بالتحضير للالعاب المقبلة، إذ حافظوا على عدد الميداليات الذهبية نفسها على غرار دورة ريو مع 10.

اما بريطانيا، التي استضافت في لندن دورة 2012، فحافظت على ثباتها بشكل لافت: أحرزت 65 ميدالية في طوكيو بينها 22 ذهبية، وذلك بعد أن فازت بـ 65 ميدالية على أرضها، مقابل 51 في بكين قبلها بأربعة أعوام من ضمنها 19 ذهبية، ومن ثم 67 ميدالية في ريو.

سجل ت 93 دولة اسمها في الترتيب النهائي للميداليات، وهو رقم قياسي في العصر الحديث للألعاب.

شهدت دورة طوكيو بدايات رمزية، فتمكنت الهند من تحقيق ميداليتها الذهبية الاولى في رياضة ألعاب القوى، بفضل الرامي جافيلوت نيراج شوبرا.

قد تكون هذه النتيجة بداية حقبة جديدة للبلد الثاني من حيث عدد السكان في العالم، حيث تولي الهند إهتماما متزايدا بالرياضة.

ليس منصفا في الكثير من الأحيان مقارنة إنجازات الدول من حيث عدد سكانها، لكن قد تعطي واقعا رقميا ي نصف الدول الصغيرة. فعلى سبيل المثال، حق قت سان مارينو 3 ميداليات على كل 33.860 شخصا ، لتكون أكبر دولة رياضية في العالم، بـ 88.6 ميداليات لكل مليون شخص.

وتقدمت سان مارينو بشكل ملحوظ على دول كبيرة كالولايات المتحدة (0.3) أو الصين (0.06).

وفي حال طبقنا هذه الحسبة على الدول التي احتلت المراكز العشرين الاولى في ترتيب الميداليات، تصبح نيوزيلندا الرابح الاكبر (4.07)، امام هولندا (2.08) وأستراليا (1.81). تملك فرنسا بالنسبة لحجمها السكاني نسبة منطقية مع 0.49.