• أنا ذاهب للعين والرجاء مكانها القلب
• تخليت عن مستحقاتي عربون محبة للغالية
• أنا من اختار العين وأنا من أصر على خوض النهائي
• اللعب بالإمارات لن يخرجني من الأسود وسأكون حاضرا بدورة قطر 
• مالانغو صار منافسا لي وسأهزمه في صراع الهداف هذه المرة

لا يوجد من هو أحق منه بهذا الحوار، لا يوجد من هو أكثر نجومية منه خلال هذا النهائي ولا يوجد من هو أكثر استقطابا للأضواء في هذه المباراة التي قال سفيان رحيمي أنها ستكون وداعية ولا يرغب أن تكون ذكراها مرة وسوداء في مسيرته.
عن مباراة اتحاد جدة، عن إصراره خوضها قبل التنقل مباشرة بعدها صوب الإمارات وما تحمله في سبيل إقناع العين الإماراتي بجدوى حضورها ووعوده لأنصار الرجاء، سفيان رحيمي يأخذكم في هذا الحوار الإنفرادي والحصري ليعود بشريط الذكريات والأحداث للبدايات وكيف تحول حلمه بالإحتراف لحقيقة ساطعة وبأقوى صفقة ممكنة..

• المنتخب: مباراة كبيرة تختتم بها مشوارك رفقة الرجاء، نهائي تاريخي عربي يحمل إسما غاليا على كل المغاربة، ما الذي تمثله لك هذه المحطة قبل الإقلاع والمغادرة؟
سفيان رحيمي: يقولون الخاتمة السعيدة هي من علامات المؤمن، وشخصيا ما تمنيت مباراة ولا محطة أكثر من هذه كي أغادر وأخرج من الباب الكبير من الرجاء.
لا أعتقد أنه توجد مباراة أهم من هذه، نهائي كأس محمد السادس والذي انتظرناه نحو عامين وجائزة مالية كبيرة، ولو أن ما يهمنا وهذا موقفي الشخصي هو التتويج والظفر بهذه الكأس التي تحمل إسم ملكنا أكثر من تفكيري في العائد المالي الذي يهم إدارة النادي بدرجة أولى، لذلك أتمنى صادقا من الله سبحانه وتعالى أن لا يخيب ظني وأن يكون الختام مسكا..

• المنتخب: من فرض خوض هذه المباراة، هل أنت أم نادي الرجاء كما راج خلال عملية التفاوض؟
سفيان رحيمي: بطبيعة الحال هناك تقاطع للرغبتين، إلا أن موقفي كان حاسما بعد مغادرة بين مالانغو، لم يكن ممكن أن أقبل تحت أي إغراء مالي أو عرض كيفما كان نوعه أن أترك الفريق دون رأسي حربتيه.
لذلك وبما أن تواصلي كان مباشرا مع مسؤولي نادي العين ومع وكيل أعمالي، فقد نقلت رغبتي هذه بأن ألعب نهائي كأس محمد السادس مهما كلفني ذلك من أمر، بل ووضعته شرطا أساسيا عند كل تفاوض، ولله الحمد تفهم مسؤولو العين هذا الأمر وهو ما أسعد أيضا مكتب الرجاء وجماهير الفريق..

• المنتخب: موازاة مع عرض العين، كان هناك عرض من فريق أهلي دبي، كان أكبر من الناحية المالية وبتسهيلات كبيرة منها حضورك هذا النهائي، حدثنا عنه وعن صحة هذا الأمر؟
سفيان رحيمي: ما قلته صحيح، لقد كان عرضا متفوقا من الناحية المالية على عرض نادي العين وفيه كل التسهيلات التي تحدثت عنها ومنها إغرائي بأن ألعب وأشارك في نهائي كأس محمد السادس، لكن موقفي كان واضحا وحاسما وهو عرض العين أولا وأخيرا.
السبب واضح وهو أن هذا الفريق كان أول من فاوضني، وثانيا لم يكن ممكنا أن أخذل وكيل أعمالي الذي جلب لي هذا العرض وأستبدله بآخر رغم كل الفوارق المالية، وثالثا الفرق الذي يعني الرجاء من الناحية المالية تكلفت به بطريقتي الخاصة وأبلغتهم أنني لن أنتقل لأي ناد آخر غير العين..

• المنتخب: وضح كلامك أكثر؟
سفيان رحيمي: من حق الرجاء كما هو من حق كل الفرق أن تتفاوض على العرض الأفضل من الناحية المالية، لذلك أبلغتهم أن الفرق بين عرض أهلي دبي وعرض العين أنا من سيتكفل به.
لقد تخليت بكامل إرادتي عن مستحقاتي التي أدين بها للنادي والمنح ومكافأة التوقيع وغيرها من المستحقات الأخرى، كي أضبط توازن الرجاء في هذه الصفقة وألا يشعر النادي أنه تعرض لأي نوع من الخسائر المالية بالموافقة على عرض العين، وهو عرض جد محترم من الناحية المالية..

• المنتخب: هل كنت ملزما على تقديم هذه التضحيات، أنت لم تكلف الفريق شيئا لأنك منتوج خالص للنادي وجلبت له كل هذه السيولة المالية؟
سفيان رحيمي: لا أحد أرغمني على تقديم هذه التضحيات ولا أحد أفتاها علي، كانت تلك رغبتي بتشاور مع محيطي ووالدي وأسرتي، لقد تربينا داخل بيت رجاوي وتربينا على القناعة والإخلاص والوفاء، وقد آثرنا أن أبقى أنا حاملا لمشعل والدي بحبه للرجاء لأكثر من نصف قرن حتى آخر لحظة، لذلك كان ذلك أقل شيء يمكن أن أقدمه للغالية الرجاء ولست نادما ولا محبطا على شيء والخير فيما اختاره الله وما أنا عليه اليوم، وقد تحقق هذا الحلم هو بفضل هذا الكيان بعد توفيق الله سبحانه وتعالى بطبيعة الحال..

• المنتخب: لاعبون آخرون لم يقدموا للرجاء مثلما قدمت، وكلفوه ملايين من السنتيمات كان موقفهم مغايرا عند احترافهم، هل بهذا الموقف تكون قد أعلنت أنك حالة استثنائية داخل النادي؟
سفيان رحيمي: التضحيات التي قدمت هي من صميم التربية والأخلاق والمبادئ، ولم أبحث من خلالها عن «البوز ولا الشووو»، بل عن قناعة، ولا أفضل أن أدخل من خلالها في مقارنة مع أي كان، لأن التاريخ هو من سيحاسب مواقف الجميع في نهاية المطاف.
الحمد لله العرض الذي توصلت به يضمن لي كرامة كاملة، والخير موجود، وبالتالي كان لزاما أن أبرز موقفي بمساعدة فريقي الذي يجتاز وضعية مالية صعبة بطريقتي الخاصة.
صحيح أنا مجرد رقم الصفقة وهو أمر يرضيني بأن أكون جزءا من حل الأزمة، لكن طالما شعرت أنه بإمكاني تقديم المزيد من المساعدات فلم أتأخر وأبلغتهم رسميا بتنازلي عن كافة المستحقات..

• المنتخب: نعود للشق الرياضي، نبدأ بمباراة اتحاد جدة، هل أنت على استعداد لتترك بصمتك عربيا هذه المرة بعد بصمتك في نهايتين للكونفدرالية؟
سفيان رحيمي: هذا ما أتمناه، وهذا هو أساس بقائي للعب هذا النهائي، لقد تعذبنا كثيرا في طريقنا للتواجد في هذه المحطة، لقد استغرق الأمر عامين تقريبا عن الديربي العربي وكل ذلك بسبب كورونا والإكراهات التي فرضتها التنقلات والبرمجة، لذلك أنا جد متحفز ومتحمس للعب هذه المباراة وأن أساهم مثلما ساهمت أمام فيطا كلوب وشبيبة القبائل ولا أرى مجالا كي تغادر هذه الكأس المغرب، هذا هو الإنطباع المسيطر والحاضر داخل المجموعة ككل..

• المنتخب: لكن مباراة روما خلخلت قليلا من الثقة لدى الأنصار، هل تجاوز إحباط تلك الودية؟
سفيان رحيمي: شخصيا لست متفقا مع الطرح ومع الهالة الإعلامية التي أعقبت تلك المباراة لأنها ودية وتأتي بعد فترة توقف، وكانت أول مباراة لنا أمام منافس أنهى فترة التحضير بالكامل.
صحيح لا أنا ولا  غيري نقبل أن ينهزم الرجاء بخماسية بغض النظر عن كل الظروف وقيمة المنافس، لكن بعد العودة مباشرة أغلقنا محضر تلك المباراة، بل حتى قبل السفر حذرنا من تداعيات الهزيمة من الناحية المعنوية وأن ننهي الحديث عنها بالعاصمة الإيطالية، لذلك مباراة اتحاد جدة هي نسخة وصورة مغايرة تماما لمباراة روما لا في السياق ولا من حيث القيمة والأهمية ولن نكون بنفس الصورة هذا أكيد..

• المنتخب: فقدت نصفك الثاني وهو مالانغو، الأمر ظهر جليا في مباراة روما، والدليل أنك لم تصل لمرمى المنافس ولم تعثر على من يستقبل رسائلك التي كان الوحش الكونغولي أكثر من يجيد إلتقاطها، ما رأيك؟
سفيان رحيمي: إن أنا قللت من قيمة وتأثير انتقال مالانغو لفريق الشارقة فسأكون كاذبا بالفعل، أرقام هذا اللاعب وتناغمه معي كان واضحا، لكن لا يمكن أن نتوقف عند محطة البكاء على رحيله طويلا.
قبل حضور مالانغو توجنا بلقب الكونفدرالية والسوبر وكأس العرش، لذلك رحيله وإن كان فعلا واضح الأثر إلا أن هذه المباراة تحديدا تربح ولا تلعب، ولن تتوقف منظومتنا الهجومية على لاعب واحد..

• المنتخب: لو سجلت في هذا النهائي ستلج التاريخ وتصبح أول لاعب رجاوي من يفعلها، ما رأيك؟
سفيان رحيمي: أريد أن ألج التاريخ بحمل الكأس وبالطواف بها في أرجاء الملعب وإلتقاط صور معها كآخر عهد لي رفقة النادي أكثر مما أنا مهووس بالتسجيل في نهائي عربي مثلما سجلت في نهايتين بالكونفدرالية.
ومع ذلك أعد الجماهير الرجاوية على أنني سأبذل كل قطرة عرق أو دم مني في هذه المباراة، وأبدا لن أسمح لا أنا ولا بقية اللاعبين بأن يتوج الفريق السعودي هنا على أرضنا، هذه كأسنا ونحتاجها كثيرا في خزانتنا..

• المنتخب: ظهرت بداية مباراة روما بمظهر متميز وبعدها بدا عليك الإرهاق، هل صرت جاهزا بعد التعافي المطلق من كورونا؟
سفيان رحيمي: ما قلته صحيح، لأنني قبل مباراة روما إكتفيت بحصتين تدريبيتين فقط، لقد أصبت بكورونا أسأل الله أن يرفعها عن  بلادنا وسائر بلاد المسلمين، لقد استفزني بروطوكول العلاج وهذه النسخة المتحورة تداعياتها البدنية و النفسية أكبر وأكثر وقعا هذا مؤكد.
لذلك أنا حاليا في فورمة أفضل ولله الحمد، أستعيد نقاهتي بالتدريج ومقوماتي بشكل أفضل وسأكون إن شاء الله يوم مباراة اتحاد جدة في تمام الجاهزية، لا توجد خيارات أمامي سأقدم جهدا مضاعفا بثلات مرات عن الطبيعي..

• المنتخب: ما الذي تعرفه عن المنافس أنت وبقية زملاؤك؟
سفيان رحيمي: اتحاد جدة فريق خطير ومنافس قوي، يضم لاعبين كباراة، خاصة في الهجوم ومدافع دولي مصري، لكن في مثل هذا النوع من المباريات، يكون تركيزنا أكبر على وضعنا أكثر من تركيزنا على خصوصيات المنافس..
 المنتخب: من الذين تشاور معهم سفيان قبل خوض تجربة العين الإماراتي؟
سفيان رحيمي: عدد من لاعبي الرجاء الذين مروا من هذه البطولة ومثلوا هذا النادي من سعيد الخرازي لغاية أستاذي مستودع،  جميعهم حفزوني على خوض التجربة داخل فريق له مكانته ليس بالإمارات فحسب بل أسيويا، وشخصيا أنا واثق من أنها مجرد محطة وانطلاقة لأنني لن أتوقف عندها..

• المنتخب: ألا تخشى أن تكون محطة العين نهاية حضورك رفقة المنتخبين المحلي والأسود؟
سفيان رحيمي: إطلاقا لا، وأنا واثق ودون عندك هذا الرهان والوعد، ما أنجزته داخل الرجاء سأكرره داخل العين بمشيئة الله تعالى،  وما حمل السيد وحيد على أن يضع ثقته في قدراتي سيتكرر وأنا مع العين، بل على العكس حافز التألق هناك قائم وموجود ولن أسمح بأن أعود لنقطة الصفر في رحلة حلمي مع الأسود، بالنسبة للمنتخب الرديف أعتقد أن السيد عموتا منفتح على محترفي الخليج وباقي البطولات العربية وسأكون داعما لمنتخب بلادي إن شاء الله في دورة قطر الدولية، لأنني سأكون قد تشبعت بثقافة اللعب في ظروف مناخية مثل التي ستكون في قطر..

• المنتخب: ستلعب رفقة لابا كودجو ومنافسا لبين مالانغو، حدثنا عن هذه المعادلة؟
سفيان رحيمي: مالانغو صار منافسا لي لأنه سيكون بفريق غريم، وبالتالي سيكون حضوره معي في نفس البطولة محفزا لنتنافس على لقب الهداف، بالنسبة للابا كودجو أوغيره، أنا رهن إشارة المدرب هناك في أي قالب ومع أي لاعب سيختاره لي، ورهاني كبير أن أواصل بنفس الفعالية التهديفية هناك..

• المنتخب: رسالة مفتوحك لك؟
سفيان رحيمي: كل الشكر لم ولكم داخل هذا المنبر، واكبتم بداياتي وكنتم مؤمنون باحترافية ومهنية وصدق كثيرا بقصتي ونجاحي وتحقيقي حلمي ولله الحمد قد أنجز بأفضل كيفية ممكنة ودون مشاكل مع أحد، أطلب السماح من الرجاويين إن لمسوا تقصيرا مني،  أعدهم بأنني سأكون نعم السفير لهم وأعدهم بالتتويج العربي، فليثقوا بنا..