كان مانشستر يونايتد أكبر الخاسرين في هذه الأمسية من البطولة الإنكليزية لكرة القدم ليس بسبب سقوطه الدراماتيكي أمام ضيفه ليستر 2-4 وحسب، بل لأن منافسيه الأساسيين على اللقب خرجوا منتصرين من المرحلة الثامنة حيث بقيت الصدارة لصالح تشلسي أمام ليفربول الاستعراضي بقيادة المصري محمد صلاح والبرازيلي فيرمينيو ومانشستر سيتي حامل اللقب تواليا .

وافتتح ليفربول مباريات السبت حيث ضرب بقوة واكتسح بجوهرة نجمه صلاح وثلاثية فيرمينو مضيفه واتفورد 5-صفر على ملعب "أنفيلد".

ورفع ليفربول، الوحيد الذي لم يخسر بعد هذا الموسم، رصيده إلى 18 نقطة في المركز الثاني بفارق نقطة خلف تشلسي الفائز بواقعيته على مفاجأة الموسم برنتفورد 1-صفر على ملعب الأخير، ومثلها أمام مانشستر سيتي حامل اللقب الفائز على بيرنلي 2-صفر.

وكان كلوب راضيا بطبيعة الحال عما قدمه فريقه، قائلا لقناة "بي تي" الرياضية أن ما شاهده السبت "كان جيدا ! لا يمكن قول عكس ذلك. من الصعب جدا أن تجد الوتيرة بعد عطلة المباريات الدولية (لمدة أسبوعين) بعدما لعبت بأساليب مختلفة (مع المنتخبات)، لكن الشبان كانوا جيدين رغم أنهم أجروا حصة تدريبية واحدة قبل اليوم".

وسيطر ليفربول على مجريات الشوط الأول باستحواذ قارب 80%، مقابل ارتخاء دفاعي من تشكيلة المدرب الإيطالي الجديد المخضرم كلاوديو رانييري الذي حل بدلا من الإسباني خيسكو مونيوس مطلع فترة التوقف الدولية.

تفو ق صلاح بذكاء على الظهير داني روز في منتصف الملعب، ولعب تمريرة بعيدة على المسطرة تابعها مانيه منفردا في الشباك (9).

وقتل ليفربول المباراة منطقيا قبل الاستراحة، بانطلاقة من مانيه يسارا وتمريرة إلى جيمس ميلنر عكسها عرضية على طبق من فضة إلى فيرمينو تابعها في المرمى الخالي (37).

وفي بداية الشوط الثاني، سج ل ليفربول الثالث عندما حاول المدافع الإيرلندي الشمالي كريغ كاثكارت تشتيت تمريرة للاسكتلندي أندي روبرتسون، أبعدها الحارس لتجد فيرمينو يتابعها في المرمى الخالي (52).

وعلى غرار تألقه الصارخ في المباريات الأخيرة، تلاعب صلاح بدفاع واتفورد وغربله بدهاء مطلقا تسديدة من داخل المنطقة في الزاوية اليمنى البعيدة لمرمى فوستر (54).

وأشاد كلوب بصلاح الذي "قدم أداء هائلا اليوم. التمريرة في الهدف الأول كانت رائعة والهدف الثاني كان مميزا . أنه ممتاز ونحن جميعا نرى ذلك؟"، متسائلا "من أفضل منه؟ ليس علينا التحدث عما قدمه (الأرجنتيني ليونيل) ميسي و(البرتغالي كريستيانو) رونالدو لعالم كرة القدم وهيمنتهما. لكن في الوقت الحالي، إنه (صلاح) الأفضل".

وفيما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، سج ل فيرمينو الذي خاض مباراته الثانية أساسيا هذا الموسم، هدفه الثالث والخامس لفريقه متابعا كرة متقنة من البديل الويلزي نيكو وليامس (90+1)، ليحقق البرازيلي أول ثلاثية منذ العام 2018.

على ملعب "كينغ باور"، استعاد ليستر شيئا من ذكريات الأمسيات التي قادته الى اللقب عام 2016، وذلك بتحقيقه فوزه الثالث تواليا (أولها في ربع نهائي الكأس) على ضيفه يونايتد في مباراة تقدم خلالها الأخير، ثم كان متعادلا 2-2 في الدقيقة 82 قبل أن تهتز شباكه بعدها بهدفين، ما أدى الى انتهاء مسلسل مبارياته المتتالية من دون هزيمة خارج ملعبه عند 29.

ومن المؤكد أن الضغط سيزداد على المدرب النروجي ليونايتد أولي غونار سولشاير لاسيما أن "الشياطين الحمر" لم يفوزوا للمباراة الرابعة تواليا محليا ، بينها الخروج من الدور الثالث لكأس العصبة على يد ضيفه وست هام (صفر-1)، ليتجمد رصيدهم عند 14 نقطة ما أدى لتراجعهم من المركز الرابع الى الخامس لصالح برايتون المتعادل مع نوريتش صفر-صفر، مع إمكانية تراجعهم حتى المركز التاسع في نهاية المرحلة.

وتقدم يونايتد بهدف رائع من تسديدة يسارية صاروخية من خارج المنطقة لمايسون غرينوود (19)، إلا أن رد ليستر جاء بهدف بنفس الروعة للبلجيكي يوري تيليمانس الذي أفاد من خطأ فادح للمدافع هاري ماغواير الذي خسر الكرة أمام النيجيري كيليتشي إيهيانانشو بعدما وصلته من الحارس الإسباني دافيد دي خيا، فمررها الى البلجيكي الذي سددها "ساقطة" من مشارف المنطقة (31).

ورغم بعض المحاولات، أبرزها تسديدة صاروخية بعيدة أطلقها الصربي نيمانيا ماتيتش من خارج المنطقة وعلت العارضة بقليل (55)، عجز يونايتد عن الوصول الى شباك الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل وسط انعدام خطورة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

ووجد يونايتد نفسه متخلفا في الدقيقة 78 بهدف للتركي شاغلار شورينجو بعدما وصلته الكرة من الإسباني أيوسي بيريس إثر ضربة زاوية.

واعتقد رجال سولشاير أنهم سيعودون بنقطة حين نجح البديل ماركوس راشفورد في تسجيل التعادل بعد كسره مصيدة التسلل إثر تمريرة من السويدي فيكتور لينديلوف (82)، إلا أن ليستر رد بعد 54 ثانية فقط واستعاد التقدم عبر جايمي فاردي إثر عرضية من أيوسي بيريس، قبل أن يوجه الزامبي باتسون داكا الضربة القاضية للضيوف ويؤكد الفوز الثالث لفريقه في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع إثر ضربة حرة.

وعلى ملعب "برنتفورد كوميونيتي ستاديوم"، كان الهدف الذي سجله بن تشيلويل ضد الجار برنتفورد من تسديدة "على الطاير" في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول إثر عرضية كانت موجهة أصلا للبلجيكي روميلو لوكاكو قبل أن يعترضها الدفاع، كافيا لتشلسي ومدربه الواقعي الألماني توماس توخل لكي يتمسك بالصدارة ويحقق فوزه السادس للموسم.

وألحق تشلسي ببرنتفورد، الوافد الى دوري الأضواء للمرة الأولى منذ موسم 1946-1947، هزيمته الثانية فقط مقابل ثلاثة انتصارات ومثلها تعادلات (12 نقطة)، وذلك بعد لقاء كان فيه المضيف ندا شرسا وحصل على فرص عدة خطيرة للخروج متعادلا على أقل تقدير.

وعلى ستاد الاتحاد، حقق مانشستر سيتي فوزه التاسع تواليا على ضيفه بيرنلي في كافة المسابقات، مسجلا في هذه السلسلة 32 هدفا مقابل هدف وحيد في شباكه، بعدما تغلب عليه عن جدارة بهدفين نظيفين للبرتغالي برناردو سيلفا (12) والبلجيكي كيفن دي بروين (70).