• قوة وندية في الكأس العربية
• منتخبات جامحة وأخرى طامحة في مسابقة صادحة
تنطلق اليوم الثلاثاء منافسات كأس العرب بمشاركة 16 منتخبا من أنحاء العالم العربي، وهي مناسبة مثالية مثلما تشكل فرصة ذهبية للإرتقاء بعمل اللجنة المنظمة لمونديال 2022، واختبار جاهزية المرافق الخاصة بنهائيات كأس العالم «قطر 2022» قبل نحو عام على بدء المنافسات، مثلما تشكل فرصة للمنتخبات العربية لاختبار مدى قدرتها على خوض البطولات الكبيرى، وقياس مدى إستعداد لاعبيها لمواجهة كبرى التحديات.
وتشهد كأس العرب، التي تقام للمرة الأولى تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، 32 مباراة على مدى 19 يوماً من 30 نونبر الجاري إلى 18 دجنبر المقبل، وتستضيف منافساتها ستة من ملاعب مونديال قطر 2022.
ويقام النهائي في 18 دجنبر، أي قبل عام بالضبط من المباراة النهائية لمونديال 2022، تزامناً مع اليوم الوطني لدولة قطر.
ويتنافس خلال هذه النسخة أفضل المنتخبات العربية من قارتي آسيا وأفريقيا للفوز بللقب، والتي تنطلق منافساتها بدور المجموعات الذي ستتواصل مبارياته ما بين 30 نونببر إلى 7 دجنبر.
• مواجهات مثيرة
وستعرف المسابقة التي تضم 4 مجموعات قوية، مواجهات غاية في الإثارة حيث ستقام لأول مرة في شكلها الجديد.
وتوزّعت المنتخبات المشاركة على أربع مجموعات بواقع أربعة منتخبات لكل منها، وتضم المجموعة الأولى منتخبات قطر والعراق وعمان والبحرين.
وتتنافس في المجموعة الثانية منتخبات تونس والإمارات وسوريا وموريتانيا، وفي الثالثة منتخبات المغرب والسعودية والأردن وفلسطين، وفي المجموعة الرابعة يأتي منتخبا شمال إفريقيا الجزائر ومصر، إلى جانب منتخبي لبنان والسودان.
وسيتأهل متصدرا كل مجموعة إلى ربع النهائي الذي تقام منافساته يومي 10 و11 دجنبر، ثم مباراتي نصف النهائي في 15 دجنبر، والمباراة النهائية يوم 18 دجنبر، وقبلها في اليوم ذاته مباراة تحديد الفائز بالمركز الثالث.
• مسابقة إستثنائية
ويتوقع العالم العربي أن يشهد مسابقة قوية لكأس العرب في النسخة القادمة، بعد النسخ السابقة التي ترنحت بين الظهور المتوالي تارة والغياب الطويل تارة أخرة، وأيضا بعد الظهور الجاد أحيانا والظهور المحتشم أحيانا أخرى.
وستكون النسخة الحالية مغايرة لكل النسخ السابقة، وقوية بشكل غير مسبوق مستمدة قوتها أولا من الشرعية التي اكتسبتها بعد اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم بها كمسابقة دولية، وثانيا من عدد المنتخبات التي تشارك فيها وهي 23 منتخبا، أي منتخبات كل الدول العربية، وهو حدث لم يسبق له مثيل في المشهد الكروي العربي.
كما ستحظى المسابقة باهتمام عربي وعالمي كبيرين، كونها المرة الأولى التي تقام بمشاركة كل الدول العربية دون استثناء، فضلا عن أنها بروفة جيدة ومميزة لمونديال قطر 2022.
وانطلقت مسابقة كأس العرب عام 1963 في لبنان، وتوقفت بعد النسخة التاسعة في السعودية عام 2012، وتوج العراق باللقب 4 مرات مقابل لقبين للسعودية ولقب لكل من مصر وتونس والمغرب.
• الميلاد في لبنان
وكانت البداية حماسية خصوصا أن العديد من المنتخبات العربية بدأت الترحيب بالفكرة وخرجت المسابقة إلى النور في لبنان التي استضافت النسخة الأولى عام 1963 بمشاركة 5 منتخبات، هي تونس وسوريا ولبنان والكويت والأردن، وتوج المنتخب التونسي باللقب وقتها بعدما حقق 3 انتصارات وتعادل مرة وحيدة.
ولاقت استحسان المنتخبات العربية وتم تنظيم النسخة الثانية مباشرة في العام التالي ولكن هذه المرة في الكويت وشهدت مشاركة العراق وليبيا لأول مرة بجانب الكويت ولبنان والأردن وحصل المنتخب العراقي على اللقب.
ومع نجاح الفكرة في الستينيات أقيمت نسخة ثالثة عام 1966 بمشاركة 10منتخبات وهو ضعف العدد الذي شارك في أول نسختين وأقيمت بنظام المجموعتين في العراق وشهدت ظهور البحرين وعمان واليمن وفلسطين لأول مرة وحقق المنتخب العراقي اللقب .
وفيما أقيمت أول نسختين بنظام المجموعة الواحدة على أن يحصد اللقب الفريق الأكثر جمعًا للنقاط، أقيمت البطولات اللاحقة بنظام مجموعتين أو أكثر ومن ثم الدخول لمرحلة المباريات الإقصائية.
• فتور وتوقف
مع بداية مرحلة السبعينيات من القرن الماضي توقفت المسابقة بشكل إجباري بسبب المشاكل السياسية والحروب في المنطقة التي أدت لاختفاء فكرة إقامة مسابقة عربية من الأساس.
وجاءت العودة في الثمانينيات وبعد غياب دام 19 عاما كاملة، بعدما استضافتها المملكة العربية السعودية وشهدت مشاركة 6 منتخبات وحصل أيضا المنتخب العراقي على اللقب.
وعرفت بعد ذلك مشاكل متلاحقة أثرت بالفعل على استمرارها، أولها عدم انتظام مواعيد البطولة من الأساس، فقد شهدت سنوات الثمانينيات نسختين فقط عامي 1985 و1988.
وتوقع الكثيرون أن تعيش المسابقة أزهى عصورها في التسعينيات مع تطور الكرة حول العالم وتضخم حقوق البث التلفزيوني، إلا أن البطولة أقيمت مرتين لا غير الأولى سنة 1992 والثانية عام 1998.
وأقيمت نسخة 2002 ثم غابت 10 أعوام كاملة وأقيمت 2012 قبل التوقف.
وكان اعتذار المنتخبات أحد أهم أسباب عدم استكمالها وانتظامها في النسخ الماضية، خصوصا أنه لا توجد بنود منظمة وملزمة لمشاركة المنتخبات العربية بالصف الأول ولو لمرة واحدة كل 4 أعوام على غرار نهائيات كأس العالم.
كما أن عدم اعتراف الفيفا بالمسابقة في السابق كان بمثابة ضربة قاصمة لها، خصوصا أن المواعيد التي يتم تحديدها تكون خارج إطار الأجندة الدولية تارة أو بدون دعم حقيقي على المستوى العالمي.
