تحدث تشافي هيرنانديز مدرب برشلونة، بعد السقوط أمام بايرن ميونخ بثلاثية نظيفة، بشكل واضح عقب المباراة وكرر أكثر من مرة أنه كانت هناك ضرورة لكي يصل الفريق للقاع بتوديعه لدوري أبطال أوروبا من دور المجموعات، ليبدأ من الآن فصاعدا حقبة جديدة، وهي "حجة" لطالما استخدمها مدربو الفريق خلال السنوات الست الأخيرة في كل مرة يودع فيها البلاوجرانا الكأس ذات الأذنين بشكل مخز منذ تتويجه الأخير بها في عام 2015.

وقال تشافي بعد السقوط في أليانز أرينا "ما حدث يجب أن يكون نقطة تحول. اليوم يجب أن تبدأ مرحلة جديدة، لا يمكننا الاستسلام لأن برشلونة لا يستحق أن يكون حيث نحن الآن. أشعر بهذا النادي، وأنا أحب هذا النادي وسنعمل بجد".

ولم يكن تشافي حاضرا في أي من هذه الهزائم المتتالية للبارسا في البطولة القارية، لأنه ترك الفريق الكتالوني تحديدا بعد التتويج معه كلاعب بآخر لقب للتشامبيونزليج، لكن لايزال هناك عدد من اللاعبين القدامى يواصلون اللعب كأساسيين في الفريق، أمثال جيرارد بيكيه، سرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا، والذين لم ينجحوا في انتشال البارسا من عثرته.

كوارث متتالية

وتذكر نهاية الحقبة للبارسا في ميونخ بالأمس بشكل فوري بما حدث له أمام يوفنتوس في تورينو عام 2017 وأمام روما في 2018 وليفربول في 2019 وأمام بايرن نفسه في 2020 (عندما مني برشلونة بأكبر خسارة له في تاريخه بالتشامبيونزليج 2-8) وأمام باريس سان جيرمان في النسخة الماضية.

ووقتها كان الحديث يدور حول ضرورة التعلم من أخطاء الماضي وتجديد الفريق المنهك على مدار أعوام، لكن لم يشهد الفريق أي ثورة بأي حال من الأحوال، فقط تبعثرت الأبقار المقدسة للفريق برحيل البرازيلي نيمار ثم الأوروجوائي لويس سواريز وأخيرا الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي.

وكانت الصفقات الضخمة التي أبرمتها الإدارة السابقة بقيادة جوسيب ماريا بارتوميو مثل التعاقد مع عثمان ديمبلي وفيليب كوتينيو وغيرهما، مخيبة للآمال الواحدة تلو الأخرى.

ووصل الأمر بالفريق إلى الوضع الحالي الذي وجده تشافي، العديد من اللاعبين الشباب الواعدين الذين بحاجة لمزيد من الوقت من أجل اكتساب الخبرات اللازمة في الفريق الأول من أجل قيادته لتحقيق الألقاب، ولاعبين من متوسطي العمر الذين خفتت أضوائهم مع الوقت (يمثلهم تير شتيجن وفرينكي دي يونج)، ولاعبين كبار في السن لازالوا يعاندون فكرة قبول انتهاء حقبتهم مع برشلونة بعد الإهانات العديدة التي يتعرضون لها.

وبالطبع هناك اختلاف بين الإقصاءات السابقة للبارسا، التي كانت جميعها في فصل الربيع، وفي بعضها كان الفريق قريبا من بلوغ النهائي مثلما حدث في أنفيلد عام 2019 وقبلها في روما، لكنها وصلت حقيقة للقاع هذه المرة بعدما ودع برشلونة دور المجموعات للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين وتحديدا منذ موسم 2000-2001، ليواصل مشواره في البطولة القارية الثانية، الدوري الأوروبي.

مشوار ضعيف

فقد استهل برشلونة النسخة الحالية بالسقوط بنفس النتيجة على أرضه أمام بايرن 0-3، وخسر مجددا بثلاثية دون رد في ملعب بنفيكا، قبل أن يستفيق أمام دينامو كييف ويفوز عليه بصعوبة بهدف نظيف ذهابا وإيابا، ثم تعادل أمام بنفيكا في كامب نو سلبيا قبل أن يودع المسابقة بثلاثية للمرة الثالثة أمام بايرن.

كما أن الفريق الكتالوني لم تعد لديه الآليات المتاحة لتغيير هذا الوضع على المدى القصير، خاصة وأن سوق الانتقالات الشتوية القادم لن يقدم له الكثير في وسط الأزمة المالية التي تغرق هذا الكيان، والصعوبات الهائلة المتمثلة في الامتثال للعب المالي النظيف، وكذلك المشكلات التي تواجهها الإدارة في البحث عن وجهة أخرى للاعبين الحاليين من أصحاب الرواتب المرتفعة.

ويضاف إلى هذا أن البارسا يودع الكأس ذات الأذنين التي لطالما أسعد بها جماهيره في بداية الألفية، بتسجيله لهدفين وحيدين طوال الست مباريات التي خاضها بدوري الأبطال، وهو نفس رصيد شاختار دونيتسك الأوكراني، ليتفوق فقط على دينامو كييف ومالمو اللذين سجلا هدفا وحيدا.

لكن هذا التراجع المخيف في تسجيل الأهداف لا يعاني منه برشلونة فقط في دوري الأبطال، ففي المباريات العشر الأخيرة للفريق، بين الليجا والتشامبيونزليج، لم ينجح الفريق في التسجيل في الشوط الأول سوى في مباراة واحدة فقط، ما ينذر باستمرار فشله حتى في الدوري الأوروبي.