على بعد يومين من انطلاق العرس الكروي الإفريقي بالكاميرون، ممثلا في النسخة 33 لكأس إفريقيا للأمم، وعوض أن يتصف بالديبلوماسية ويرحب بضيوف الكاميرون، خرج النجم الدولي السابق للمنتخب الكاميروني روجي ميلا بتصريح أقل ما يقال عنه أنه هراء وافتراء وافتعال لأزمة لا وجود لها بين دول شمال إفريقيا ووسطها وجنوبها، إن لم يكن العكس هو ما يحدث تماما، كحال المغرب الذي أبدع من خلال جلالة الملك محمد السادس مقاربة رائعة في تحيين سياسة جنوب جنوب والعمل بسياسة "رابح رابح" في بناء العلاقات الإقتصادية مع دول جنوب الصحراء وسياسة اليد الممدودة لكل الأشقاء الإفريقي.

روجي ميلا الذي حل ضيفا على قناة TV5 monde الفرنسية، قصف دول شمال إفريقيا وبخاصة المغرب ومصر بشكل بديء، في توقيت سيء للغاية.

 كل شيء بدأ عندما قالت الصحفية التي كانت تحاور روجي ميلا: "كل الدول الإفريقية عارضت محاولة جياني إينفانتينو تأجيل نهائيات الكان"، هنا سينتفض النجم الكاميروني السابق ليوجه تهما قوية لدول الشمال، بل الأكثر من ذلك دعاهم لأن يلعبوا مع أوروبا وأسيا، يقول ميلا:

"بطبيعة الحال أنا أتحدث هنا عن دول شمال إفريقيا، إنهم يثيرون دائما الفوضى والعبث. أنا آسف.

سأقول كأخ لهم، سواء كان المغرب أو مصر أو بلد آخر، أن هذا غير معقول. إذا لم يكونوا أفارقة، فليذهبوا للعب بأوروبا أو بأسيا أو أي مكان آخر.

لقد تواجدوا دائما بالقارة الإفريقية، لقد قبلناهم، لذلك لا أرى سببا لأن يستمروا لغاية اليوم في التحدث بشكل سيء عن الدول الأخرى وعن إفريقيا، هذا غير معقول".

وأراد روجي ميلا بطريقة ليست فيها أي لباقة ولا احترام للآخر، ولا تقدير للعواقب الوخيمة لتصريحات غير مرحب بها تماما، أن يتفاعل مع ما انتشر بفعل فاعل من إشاعات قالت أن أعضاء فرنكوفونيين داخل المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، يتقدمهم فوزي لقجع والمصري هاني أبوريدة، ساندوا مقترح جياني إينفانتينو رئيس الفيفا، لتأجيل كأس إفريقيا للأمم عن موعدها بسبب التفشي الخطير لمتحور أوميكرون.

وكان فوزي لقجع في حوار له مع "إذاعة فرنسا الدولية"، قد نفى قطعيا أن يكون المكتب التنفيذي للكاف قد فكر في تأجيل الكان،، صحيح أنه منشغل بتطور الوضعية الوبائية ويحرص على أن تجرى المسابقة بصورة آمنة، إلا أنه بإجماع أعضاء المكتب التنفيذي، لم تكن هناك أدنى نية لتأجيل المونديال الإفريقي.

ومن شأن هذا الذي تفوه به روجي ميلا بشأن المغرب، أن تكون له تداعيات خطيرة، بخاصة وأن المغرب كان من أوائل الدول التي ساندت الكاميرون في سعيها لتنظيم كأس إفريقيا للأمم، بل إن المغرب اقترح كل أشكال المساعدة الممكنة، بل وكان عمليا في ذلك، وهو ما يجهله للأسف روجي ميلا أو لم يدركه عقله القاصر..