يتبارز مهاجما نادي ليفربول، النجمان المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني، على لقب كأس أمم إفريقيا لكرة القدم الأحد في العاصمة الكاميرونية ياوندي، بعد مسيرة مظفرة مع النادي الإنكليزي في السنوات الأخيرة.

لم يكن صلاح بحاجة لتسديد ضربته الترجيحية في نصف النهائي ضد الكامرون، بعد فشل لاعبي الأخيرة في ترجمة ثلاث ركلات بمساهمة الحارس المصري محمد أبو جبل، ما سمح للفراعنة بالتفو ق 3-1 بعد تعادل سلبي دام 120 دقيقة مرهقة.

قبلها بـ24 ساعة، كانت سنغال ماني تبلغ النهائي على حساب بوركينا فاسو 3-1، حيث سجل أفضل لاعب في القارة لعام 2019 هدفا وتمريرة حاسمة.

وصحيح أن مدربهما الألماني في ليفربول يورغن كلوب، كان يفضل ربما إقصاء مبكرا للطرفين في إفريقيا لتوفير جهودهما في روزنامة مزدحمة، إلا انه عبر عن سعادته بإنجاز صلاح ومانيه على الأراضي الكاميرونية.

قال في مؤتمر صحافي قبل مواجهته مع كارديف الأحد في كأس إنكلترا "بلوغ النهائي إنجاز كبير للاعب ين".

تابع كلوب "حتى الآن خاض الشابان مسابقة ناجحة جدا . لكن الآن أحدهما سيخرج سعيدا والآخر حزينا ، وسيستطيع الفائز أن يحقق الإنجاز".

وسيكون الظهور الثاني لصلاح في نهائي المسابقة القارية، أحد أفراد منتخب مصر الذي خسر نهائي 2017 أمام الكامرون في ليبرفيل.

كشف ابن التاسعة والعشرين عن تصميمه بمنح بلاده اللقب القاري وتعزيز رقمها القياسي الحالي البالغ سبعة ألقاب، علما بأنه استهل مشواره الدولي عام 2011، أي بعد سنة من احراز مصر لقبها الأخير عام 2010 إثر ثلاثية تاريخية بقيادة المدرب حسن شحاتة.

قال صلاح الذي قاد ليفربول في السنوات الماضية إلى إحراز لقبي عصبة أبطال أوروبا والدوري الإنكليزي بعد طول انتظار، إثر قدومه من تجارب أوروبية متنوعة مع بازل السويسري، تشلسي الإنكليزي وفيورنتينا وروما الإيطاليين "سيكون هذا اللقب مختلفا بالنسبة لي. سيكون الأقرب لقلبي".

من جهته، عانى ماني (29 عاما ) خيبة مشابهة في المسابقة القارية، إذ كان لاعب متز الفرنسي وريد بول سالزبورغ النمساوي وساوثمبتون الإنكليزي السابق، في عداد التشكيلة الخاسرة لنهائي مصر 2019 أمام المنتخب الجزائري.

ويعد "أسود الطرانغا" المنتخب الأعلى تصنيفا راهنا في إفريقيا، لكنهم لم يحرزوا في تاريخهم اللقب القاري (خسر النهائي في 2002 و2019)، مقابل هيمنة مصرية امتدت سبعة ألقاب.

برز اللاعبان حتى الآن في الكأس القارية المقامة في الكامرون على مدى نحو شهر، فسجل مانيه ثلاث مرات للسنغال وصنع الأهداف في مواجهتي ربع النهائي ضد غينيا الاستوائية (3-1) ونصف النهائي.

أما صلاح، فقد سجل هدفين وترجم ضربة ترجيح حاسمة ضد كرت ديفوار العاج في دور الـ16.

وصحيح أن الدفاع الكامروني أغلق عليه المساحات في نصف النهائي وأهدر فرصة منفردا بحارس المرمى، إلا انه يبقى الورقة الرابحة لتشكيلة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش الغائب بدوره بسبب الإيقاف.

قال ضياء السيد مساعد كيروش بعد نصف النهائي "صلاح ليس أفضل لاعب في مصر فحسب، بل هو لاعب عالمي وحضوره يمنح زملاءه الثقة".

تابع عن أفضل لاعب إفريقي لعام 2017 و2018 "هو قائدنا ومرشدنا. تواجده بالغ الأهمية بالنسبة لنا. جاء إلى هنا لتحقيق الفوز ونأمل أن ينجح".

وقد غر د النادي الأحمر بعد بلوغ لاعبيه النهائي "ساديو ضد مو في نهائي أمم إفريقيا. فخور بكما".

وستكون المرة الأولى التي يتواجهان فيها على الصعيد الدولي منذ أصبحا زميلين في ليفربول، لكنها لن تكون الأخيرة هذه السنة.

فقد أوقعتهما قرعة الدور الثالث الحاسم من التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2022، في مواجهتين ناريتين في آذار/مارس المقبل.

لطالما نفى صلاح وماني أن يكونا على خلاف داخل أروقة ليفربول، في ظل المنافسة "الإيجابية" بينهما على التسجيل، لكن مواجهة ملعب "أوليمبي" ستكون المسرح المناسب بينهما لخروج أحدهما منتصرا ومتوجا باللقب القاري المرموق.