الانهيار في غضون دقائق قليلة، لم يعد أمرًا غريبا بالنسبة لبيب جوارديولا، المدرب الذي اعتاد الخروج في السنوات الأخيرة من الأدوار الإقصائية لعصبة أبطال أوروبا، في لحظات من الجنون.

ورغم فوز مانشستر سيتي 4-3 على ريال مدريد في ذهاب نصف نهائي عصبة أبطال أوروبا، لكنه ودع البطولة بعد الخسارة إيابًا خارج الديار 1-3.

ودائمًا ما يقف التوفيق أمامه في تلك اللحظات. نعم، فالمدرب الأكثر منهجية في عالم كرة القدم، دائمًا ما يفشل في لحظات لا معنى لها من التقلبات التي تخلقها كرة القدم.

وصرح المدرب الإسباني عقب المباراة "كرة القدم لعبة لا يمكن توقع أي شيء فيها، علينا تقبل الأمر"، وهو في لحظات من الذهول.

وفي البرنابيو، حافظ سيتي على شباكه نظيفة وكذلك على تفوقه ذهابًا في ملعب الاتحاد 4-3، قبل أن يوقع نجمه رياض محرز على الهدف الأول، ليظن الجميع أن السماوي حسم التأهل خاصة مع زيادة ضغطهم من أجل تسجيل هدف التعزيز.

لكن الحال انقلب رأسًا على عقب في دقيقتين، حينما نجح البديل البرازيلي رودريغو في تسجيل هدفين للريال في الدقيقتين 90 و(90+1).

وذهب الفريقان للوقت الإضافي، ونجح خلاله كريم بنزيما في تسجيل الهدف الثالث، وقاد الملكي للنهائي .

وتكرر الأمر كثيرًا في مسيرة "الفيلسوف" منذ رحيله عن برشلونة في 2013 بعد الفوز معه بعصبة الأبطال مرتين.

وفي عام 2020، الذي شهد إقامة الأدوار الإقصائية في بطولة مصغرة بالبرتغال، تواجه سيتي في ربع النهائي مع ليون، في قرعة أثارت سعادة الفريق الإنجليزي.

وساد التعادل 1-1، اللقاء حتى خطف موسى ديمبلي هدفين في الدقائق العشر الأخيرة للفريق الفرنسي ليقوده إلى نصف النهائي.

وفي الموسم السابق له، وقبل انتشار كورونا، انهار سيتي في ربع النهائي أمام توتنهام في 3 دقائق، احتاجها هيونج مين سون ليحقق الانتفاضة في لقاء الإياب ويقلب الطاولة بعد تقدم سترلينج بهدف.


ولاحت الإمكانية للسماوي للريمونطادا، لكن هدف فيرناندو يورنتي، الذي يتذكره دائمًا غوارديولا، بأنه جاء من لمسة يد، أطاح بالسيتي خارج المسابقة.

وشهد الذهاب والعودة، إثارة كبيرة، حيث أهدر أجويرو ركلة جزاء للسيتي في ملعب توتنهام، ليخسر بهدف دون رد لهيونغ مين سون، الذي قلب تأخر فريقه في ملعب الاتحاد وتقدم بهدفين 2-1، قبل أن يستفيق السيتي مجددا ويسجل 3 أهداف ليتفوق 4-2.

لكن هدف يورنطي القاتل في الربع ساعة الأخيرة، حسم الأمور وقتها للسبيرز الذين خسروا النهائي أمام ليفربول.

وبالعودة للخلف أكثر وفي نسخة 2018، ودع سيتي المسابقة من ربع النهائي، على يد ليفربول، الذي حسم مسألة تأهله بسيل من الأهداف في أول نصف ساعة من لقاء الذهاب عبر صلاح وتشامبرلين وماني، ليفوز ذهابا بثلاثية دون رد.

وفشل السيتي إيابًا في الاستفادة من هدف جيزوس المبكر، ونجح صلاح في معادلة الكفة ثم سجل فيرمينو هدف الفوز مجددا لأبناء المدرب كلوب.


وفي أول مواسم غوارديولا مع سيتي في 2017، ودع فريقه البطولة من دور الستة عشر على يد موناكو الذي كان يضم فيه صفوفه فالكاو ومبابي، لكن السيتي كان المرشح الأوفر للفوز، وهو ما فشل في تحقيقه.

ورغم الفوز الكبير للمان سيتي ذهابا في ملعب الاتحاد 5-3 في لقاء تألق فيه فالكاو وسجل هدفين وأضاف مبابي الهدف الثالث، إلا أن الفريق خسر في معقل موناكو، 1-3 بأهداف لمبابي وفابينيو وباكايوكو، ليودع المسابقة.

وكذلك في حقبة غوارديولا مع بايرن ميونخ، كان الفريق قريبا من بلوغ النهائي في أكثر من مناسبة، لكنه اصطدم ببرشلونة في نصف نهائي 2015، وودع البطولة بفضل تألق الثلاثي ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار.

وجاءت خسارة البافاري في 14 دقيقة كارثية، حيث افتتح ميسي التسجيل، وأعقبه هدفا ثانيا بعدها بـ 3 دقائق، قبل أن يختتم نيمار الثلاثية في لقاء الذهاب في الوقت بدل الضائع، ليفشل بايرن في قلب الطاولة ببرلين ويفوز 3-2 لكن دون جدوى.

وتعد هذه ثاني مناسبة يودع فيها بايرن، المسابقة من نصف النهائي بعد نسخة 2014 التي تبقى فيها هزيمة مخزية على ملعبه أمام ريال مدريد 0-4 في الإياب، بفضل هدفين لكل من راموس وكريستيانو رونالدو، بعد خسارته أيضًا لمواجهة الذهاب في مدريد بهدف دون رد.

وبعدها أيضًا ودع بايرن المسابقة تحت قيادة غوارديولا في نصف النهائي بموسم 2015-2016، حينما سقط أمام أتلتيكو مدريد بهدف نظيف ذهابا، وعانى إيابا ليفوز 2-1 لكنه ودع البطولة.