أصبح ريال مدريد الإسباني مطالبا بطي صفحة "الصفعة المدوية" المتمثلة في تجديد الدولي الفرنسي كيليان مبابي لعقده مع فريقه باريس سان جرمان، والتركيز على استحقاقاته المستقبلية أولها المباراة النهائية لمسابقة عصبة أبطال أوروبا في كرة القدم وسوق الانتقالات الصيفية.

استيقظت كرة القدم الإسبانية على صدمة مدوية صباح الأحد وشعرت بالاشمئزاز من عدم انتقال اللاعب الفرنسي الى صفوف النادي الملكي.

وانتقدت "ماركا"، الصحيفة الأكثر مبيع ا في إسبانيا، المهاجم الدولي الفرنسي بقولها "أنت بحاجة إلى الكثير من الصفات للعب في ريال مدريد"، مؤكدة أن اللاعب "خان النادي الأبيض لتمديد عقده مع باريس سان جرمان".

وأعربت صحيفة "آس" الرياضية اليومية عن أسفها كون "مبابي فضل أموال باريس سان جرمان على أسطورة الريال"، معتبرة أن "الخاسر، هو (مبابي)".

لم تكن قوة جذب الريال، صاحب الرقم القياسي في ألقاب عصبة أبطال أوروبا (13)، كافية لضم بطل العالم البالغ من العمر 23 عام ا. إنها نكسة غير مسبوقة للعملاق الإسباني في ضوء "ضرباته" السابقة في سوق الانتقالات: حقبة نجوم العقد الأول من القرن الحالي مع (البرازيلي) رونالدو و(الإنكليزي) ديفيد بيكام و(الفرنسي) زين الدين زيدان وحتى (البرتغالي) لويس فيغو المنشق عن منافسه برشلونة، التعاقد مع (البرتغالي) كريستيانو رونالدو في صيف 2009، في سن الرابعة والعشرين وقتها، مقابل مبلغ قياسي دفعه لمانشستر يونايتد الإنكليزي.

إذا وصلت الأخبار السيئة بشأن الانتقال المجهض لمبابي من مدينة الأنوار السبت، يأمل ريال مدريد أن يعيش ليلة أسعد بعد ستة أيام في ملعب فرنسا في المباراة النهائية لعصبة أبطال أوروبا أمام ليفربول الإنكليزي، في محاولة للتتويج باللقب الرابع عشر في تاريخه وتعزيز رقمه القياسي في المسابقة.

مساء الجمعة، في المباراة الأخيرة من الموسم على ملعب "سانتياغو برنابيو" ضد ريال بيتيس (صفر-صفر)، ربما كانت الجماهير تقول وداع ا لنجوم النادي مثل (البرازيلي) مارسيلو أو (الويلزي) غاريث بيل أو إيسكو. يومها تردد صدى الأغاني "نعم، نعم، نعم، نحن ذاهبون إلى باريس!"، طوال المباراة.

لكن لم يكن هناك احتفال بالدموع: عقب صفارة النهاية وبعد توجيه الشكر الى الجمهور من الدائرة المركزية للملعب، عاد اللاعبون إلى مستودع الملابس، مما يثبت أن كل أذهانهم قد تحولت الآن نحو المباراة النهائية لمسابقة عصبة أبطال أوروبا.

نشر العديد من اللاعبين رسائل على شبكات التواصل الاجتماعي يمكن تفسيرها على أنها إشارات إلى ملف مبابي. الأكثر إثارة للاهتمام جاء من مواطنه كريم بنزيمة الذي يشاركه هجوم المنتخب الفرنسي.

نشر عميد الملكي وقلب هجومه صورة لمغني الراب الراحل توباك شاكور، أحد فنانيه المفضلين، والذي ق تل عام 1996 بعد أن تعرض للخيانة من قبل أصدقائه. ويظهر خلف الفنان رجل يشتبه في علاقته بقتله حسب الصحافة الإسبانية التي اعتبرت هذه الصورة رسالة مباشرة إلى مبابي.

ونشر المهاجم البرازيلي رودريغو صورة له على تويتر بزي الملكي أبيض، وهو يقبل شعار ريال مدريد. ونشر مواطنه فينيسيوس جونيور صورة له وسط جمهور سانتياغو برنابيو على إنستغرام، مرفقة بالرسالة التالية: "+مدريديتس+ (جماهير ريال مدريد) شكرا جزيلا لكم على دعمكم طوال الموسم. الفوز بهذا القميص شيء لا يمكن تفسيره".

كتب لاعب الوسط الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي على نفس الشبكة: "التواجد في مدريد هو امتياز لا يمكن لأي شخص الحصول عليه".

ستكون سوق الانتقالات الصيفية الورشة الأخرى لمسؤولي النادي الملكي. لن يأتي مبابي، لكن مركز مهاجم يكاد يكون هو المركز الذي يحتاج فيه ريال إلى أقل التعزيزات، مع (الفرنسي) كريم بنزيمة صاحب الموسم الاستثنائي (49 هدف ا في 52 مباراة) والثنائي رودريغو وفينيسيوس جونيور.

لكن الصيف يبشر بالنشاط في "البيت الأبيض" بعدما تأكد رحيل بيل وإيسكو، ودون شك مارسيلو.

وحسب وسائل الإعلام، نجح ريال مدريد في التعاقد مع مدافع تشلسي الإنكليزي الدولي الألماني أنطونيو روديغر في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع النادي اللندني. سيشكل روديغر بخبرته دعما لدفاع الميرينغي إلى جانب الثنائي البرازيلي إيدر ميليتاو والنمساوي دافيد ألابا اللذين تألقا بشكل لافت هذا الموسم.

سيكون التركيز في التعاقدات على الجهة اليمنى بسبب عدم إقناع الثنائي داني كارفاخال ولوكاس فاسكيز دائم ا في مركز الظهير الأيمن والتناوب على مركز الجناح الأيمن بين رودريغو وماركو أسنسيو الذي لم يظهر بمستواه الحقيقي هذا الموسم.

وجسب "ماركا" فإن أولوية ريال مدريد الجديدة بعد رفض مبابي الانضمام إلى صفوفه، هي النجم الفرنسي الواعد الآخر أوريليان تشواميني.

كان "البيت الأبيض" قد فرمل هذا الملف في الأسابيع الأخيرة، لكن الأموال التي كانت مخصصة للتعاقد مع مبابي يمكن أن تسرع المفاوضات مع فريقه موناكو.

بين بيع القمصان وتذاكر المباريات ومداخيل متحفه، كان وصول مبابي مرادفا لازدهار تسويقي لنادي ريال مدريد الذي يعد بالفعل من بين الفرق الرياضية الأكثر قيمة في العالم.

بينما كانت أعمال التحديث على قدم وساق في ملعب "سانتياغو برنابيو"، كان قادة الميرينغي يمنون النفس بالاحتفال بملعبهم الجديد مع مبابي مرتديا ألوان الملكي، وتضاعف اهتمام الرعاة الذين يترددون في الاستثمار في النادي.

لكن هذه الصفقة المجهضة، حتى لو أنها وجهت ضربة قاسية لفخر ريال مدريد وتمثل خسارة كبيرة في الأرباح، يجب ألا تضر بـ"أفضل ناد نجح في إدارة أعماله خلال وباء كوفيد-19"، حسب رئيس العصبة الإسبانية خافيير طيباس.

كما وقع ريال مدريد الخميس اتفاقية بقيمة 360 مليون أورو مع شركة "ليجندز" الأمريكية لتطوير ملعب سانتياغو برنابيو الجديد والذي من المفترض أن يكون جاهزا بعد كأس العالم.