• ظلم الكاف واغتيال حلم العمر أحزناه

كان حريصا على بلوغ هذا الحلم وبعدها لو أريد لهذه الصافرة أن تجد لها مكانا معلقا في ركن من بيته أو حتى في بروازه، فليكن كذلك لا إشكال لديه، يقول رضوان جيد في مداخلة سابقة معه مقدما تعريفا أو تقييما لماهية المونديال بالنسبة له: «المونديال أكثر من مجرد حلم، المونديال هو سدرة منتهى الصافرة بالنسبة لي، حرمت من نهايات قارية ومن الأولمبياد وكل ذلك إما بسبب تواجد فريق مغربي وهذا أقبله وأحيانا بتبريرات لا سند صحيح لها، كوني من منطقة نفس النادي أو المنتخب الحاضر في النهائي، وهذا مردود عليه وليس صحيحا، لأن غيري قاد هذا النوع من المباريات، لذلك المونديال هو الترياق وإكسير الحياة وهو المكافأة وهو مبعث الفخر لي بين بناتي وقد عاشوا معي هذا الحلم».
فما الذي تتوقعون أنه سيحدث حين يخبر جيد يوم الجمعة المنصرم أنه سيحضر المونديال لكن من غرفة «الڤار» وليس فوق العشب؟ هل سيسعد أم ماذا؟ إليكم الرواية كما قدرناها من جهة وكما تناهت إلى علمنا من محيط مقرب جدا منه..

• رضوان في حالة توهان
كان الخبر صادما لرضون حيد يا سادة، فالمونديال بالنسبة له بتوصيف أو تخصص الڤار لا يمثل شيئا، بل قد يزهد فيه ولكم أن لا تصدقوا هذا إن شئتم..
مصادرنا ذات الصلة والإطلاع ومن أراد أن يكذب أو ينفي نحن جاهزون للرد، بل وقد حاولنا أن نصل للسيد يحيى حدقة إلا أن  هاتفه ظل يرن دون رد في محاولة لاستفساره بشأن التعيينات، أكدت لنا هذه الحقيقة.
فمن كان لغاية الشهر المنصرم مصنفا ضمن أول 3 حكام قاريا مع غوميز وغربال، وبعد هذا التقييم ماذا حدث؟ أنيطت به مهمة تشبه الجمر الذي يحرق اليد «قيادة أعنف مباراة في ربع نهائي عصبة الأبطال بين الترجي ووفاق سطيف»، ومن تأهل هو وفاق سطيف  ونحن هنا نعرض لهذا لتستبينوا بعض خيوط إقصاء جيد، لأن الأخطبوط التونسي ما يزال مسيطرا على تعيينات الحكام بالقارة بشهادة تسريبات من معتركهم فضحتهم بالإسم.
كان جيد أكثر من جيد في هذه المباراة، إستل الشعرة من العجين وحري بمن ينجح في هكذا مباراة أن ترتفع أسهمه لا أن يكافأ بعدها بشهر بسحب إسمه من الحكام الستة الأفارقة المعنيين بالمونديال، ليعوضه آخرون مشبوهون وآخرون متورطون في شكاوي داخل الطاس وآخرون يجرون خلفهم تاريخا ملوثا، في وقت ولا مرة سجل تاريخ الكرة الأفريقية على رضوان جيد وأن كان عرضة لشبهة أو رشوة، بل تعوضه حكمة رواندية، فكيف لا يكون رضوان في حالة تيهان أو توهان؟

• هل فكر في الإعتزال؟ 
ونحن بدورنا نتعقب آثار هذه التعيينات كان لزما أن نتقصى ونتعرف على ردة فعل جيد، إلا أننا عكس المعتاد لم نصل إليه، ولأننا لا نعدم الآليات والوسائل بلغنا مقربين منه ومن دائرة نصدقها القول كثيرا.
أبلغنا أن جيد في حالة من الإحباط والإكتئاب الشديدين، الرجل شعر بالغدر يقول في قرارة نفسه: «أهكذا تتم مكافأة المخلصين المجتهدين؟ أهكذا يجري التوزيع العادل، وهو المدرك كما أصحاب الصافرة الأفارقة على اطلاع أنه بين الخمسة المبشرين بالمونديال، مشبوه وفاشل في الإختبارات البدنية وآخر متورط في قصة رشوة وهلم شرا؟».
يحق لعادل زوراق أن يكون سعيدا بالفار في قطر فهذا أقصى ما قد  يحلم به ويتمناه، لكن الڤار بالنسبة لرضوان جيد كان مؤلما ودفعه لعزلة شديدة حتى داخل مداره الضيق.
الڤار بالنسبة لرضوان جيد ليس عدلا، وبالنسبة لنا ضربة موجعة لن تتكرر معها قصة الراحل سعيد بلقولة رحمة الله عليه ومحمد الكزاز، ولن يكون للصافرة المغربية فارس ثالث في ملاعب كأس العالم بالدوحة.
وفي انتظار أن يظهر رضوان جيد، وحقيقة تلويحه بالإعتزال أو تفضيل خلوة في الوقت الحالي، لنا أن نتعاطف مع الرجل لنزاهته ومصداقية صافرته وما لمسناه فيه على امتداد فاقت العقد من الزمن كانت مرادفة لإطفائي بارع في إخماذ نيران البؤر الملتهبة.