الويكلو هو المكتوب عليك يا ولدي

يا لها من مباراة، ويا له من حوار، ويا لها من برمجة.. المباراة هي ديربي، أما الحوار فهو بين وليد ولمباركي، نأتي إلى البرمجة وقد أبت إلا أن تهادينا في أجواء العيد هذا العقد الفريد..
قمة مختلفة عما سبقها، فالسياق المتفرد بالكأس الفضية هو من منحها هذا التميز، وحضور البدراوي القادم للرجاء بشعار «جينا نشعلوها» أضاف لها بعضا من توابل الإثارة وتأكيد الركراكي حامل وشاح «الدوبلي» على مغادرة الوداد، لكن ليس بعد هذه المباراة، وقد وعد الأنصار بتصحيح زلة ديربي البطولة، ضاعف من رونقها..
ولو أن النغمة النشاز التي تتكرر، هي أن الديربي سيجري أمام مدرجات خرساء بفعل قرار صادر من الجهات الأمنية، أرفقته بقرار آخر، هو ترحيل المباراة عن ملعب دونور.

وجع كله الويكلو..
لا يكاد الديربي بكل حمولاته الفنية والتاريخية يخرج من وجع ويكلو حتى يدخل وجعا غيره، في تعاقب مستفز لهذا التهجير المعلن.
فإذا كان ديربي البطولة الذي شهد فوز الرجاء بجزاءي متولي، قد أجري من دون جمهور بحكم عقوبة الويكلو المفروضة على الرجاء، فإن قرار إجراء ديربي العيد بمدرجات خرساء صدر من الجهات الأمنية، بل إن احتضان دونور لكأس إفريقيا للأمم سيدات، سيرحل الديربي بعيدا عن قلعة النار إلى ملعب العربي الزاولي قلعة الطاس المكسور والجريح.
ولا يمكن قطعا أن نسائل اللاعبين إن هوى الأداء وتقاعس، فهم في نهاية موسم ماراطوني وهم في محمية غير محميتهم، وهم أيضا في مواجهة مدرجات لا يأتي منها إلى القيظ.

لا أنصاف الحلول هنا
بخلاف اللازمة الشهيرةّ الاتفاق على التعادل، وشعار الجمهور في زمن قد مضى قبل وأثناء المباراة «ما بغيناش التعادل»، هذه الحكاية الأسطورية لا مكان ولا موقع لها في قمة اليوم.
كيف يكون لها موقع ومكان في مباراة ستلعب دون ترك هوامش أنصاف الحلول لأي من الناديين، هي قنطرة لا بد فيها من منتصر يعبر للمربع الحالم المطل بصاحبه على النهائي السعيد وخاسر لن يحوز مثلما حدث ويحدث في البطولة صفر نقطة وتنتهي الحكاية، لا، فالأمر مختلف هنا لأن سياق البرمجة لا يرحم وقد فرض على المكلوم بفاتورة الإقصاء أن ترافقه لوعة وتكلفة الإخفاق على طول خط الصيف. 
ديربي يأتي 3 أسابيع فقط على وصال سابق بين القطبين عن الدورة 25 وقد تزامن مع أول يوم في ولاية العراب الجديد لشأن الرجاويين عزيز البدراوي وابتسم فيه الحظ للنسور الخضر ليغنموا انتصارا هاربا عنهم في اخر 5 ديربيات لكنه لم يسعفهم في كسر شوكة ولا عرقلة مسير ومسار غريمهم الذي توج في آخر المطاف بطلا، وهذا مقوم إضافي من مقومات إشعال ديربي العيد الكبير، مثلما اشتعلت سابقا ديربيات المسيرة الخضراء وشعبان لغاية الديربي الأشهر في الكأس وكان في رمضان.

ديربيات العواشر
في عرفنا وموروثنا التقليدي نطلق على هذه الأيام المباركة وصف «العواشر» وعديدة هي الديربيات التي حملت الناديين لوصال لا نقول عنه حميميا بل حارقا في غرة أيام مماثلة.
والغريب في الأمر أن أشهر الديربيات تزامنت مع هذه الأيام المباركة وجميعها ارتبط بالكأس الفضية، مثل ديربي شعبان الذي انتصر فيه الرجاء بثلاثية ورمضان بخماسية وديربي المسيرة الخضراء وكان في نصف نهائي كأس العرش وضم يومها محمد فاخر والزاكي بادو في مصاقرة تكتيكية عنيفة بينهما قبل 10 سنوات وانتصر الرجاء يومها بثلاثية بعد التمديد بعدما ظل منهزما لآخر الدقائق قبل جزاء بورزوق الشهير.
اليوم هو ديربي ليلة عرفات ويسبق العيد الكبير مثلما نقول في تعريفنا تقديرا ورفعة لهذه المناسبة الدينية العظيمة، لذلك سمي من الأن «ديربي العيد الكبير» وبطبيعة الحال ذكراه ونتيجته ستظل مرافقة لطرفه وصاحبه عقودا طويلة تحت هذا المسمى.

«شعيبة» ووليد صراع شديد
القاسم المشترك بينهما أنهما لعبا للفريق الوطني في نفس الفترة تقريبا، وليد ودع ولمباركي التحق بالأسود بعده وقد حضرا مع محمد فاخر مروضا للأسود يومها سويا، إلا أن الإختلاف أن بوشعيب لعب الديربي محسوبا على النسور وسمع لازمةّ «وا المباركي وسير تماركيّ» ووليد يكتفي هذه الأيام بسماع لازمة «وليد سير سير» لتحفيزه قبل اللاعبين وتحقيق أمنيته كونه قال أن هذا الموشح هو سبب اختياره تدريب الوداد.
وليد مسكون بالفوز في هذا الديربي، لأنه خسر آخر ديربي وتعادل في الأول ولن يرضى بطل إفريفيا أن تكون الثالثة ثابتة معه بالإخفاق والفشل. 
ولمباركي مثلما نجح إطفائيا بعد مرحلة فيلموت توفق في ذات المهمة بعد رحيل الطوسي وسيتحول لبطل كبير في عيون الرجاويين لو يقودهم للنصر في هذه المباراة على وجه التحديد كي ينافس الرجاء على الكاس ومعها إنقاذ موسمه الصفري.
الناديان بالقوة الضاربة، النادبان أراحا الصقور في مباراتي فاس والفتح الختاميتين، والناديان مدفوعان لتحفيزات مالية مغرية وأخرى معنوية هلامية من المدرجات، لذلك هو ديربي يوليوز الذي يشبه الفيروز والسعيد هو من سيعبر ليفرح بالعيد، طلقونا حنا ل»الفراجة».
البرنامج
ربع نهائي كأس العرش
الزمان: الخميس7 يوليوز 2022
المكان: مركب العربي الزاولي بالدار البيضاء (س18)
الوداد الرياضي ـ الرجاء الرياضي