يواصل الجيش الملكي إستعداده للموسم الكروي الجديد، بعد التغييرات التي عرفها في الميركاطو الصيفي، بانتداب مجموعة من اللاعبين ورحيل أسماء أخرى، حيث يراهن الفريق العسكري ليلعب أدوارا طلائعية وينافس على الألقاب مثلما كان في الموسم الأخير. 
وكان الجيش قد انتدب مجموعة من اللاعبين كالعربي الناجي وأحمد حمودان وضياء الدين الجويني، كما تعاقد مع المدرب الفرنسي فيرناندو داكروز بدلا من البلجيكي سفين فاندنبروك الذي قرر التعاقد مع أبها السعودي، ويواصل بذلك الجيش استعداده لموسم يعد بالشيء الكثير.  

وعد داكروز
قال داكروز إنه فخور بتدريب فريق من هذه القيمة وأضاف: «أشكر المكتب المسير على ثقته ومنحي الفرصة من أجل تدريب الجيش، لقد بدأنا مخططا منذ شهر مارس في الإدارة التقنية وبدأنا أيضا العمل على مستوى الإنتدابات لتكون ناجحة، وضعنا أيضا منظومة اللعب التي اشتغلنا عليها مع الإهتمام باللاعبين الشباب من أبناء الفريق، لأننا نتوفر على مركز تكوين مهم ومواهب كثيرة، لدينا استراتيجية مهمة في هذا الخصوص. 
هدفنا مع الجيش لعب أدوار طلائعية للمنافسة على الألقاب، لأننا نعرف أن هذا الفريق عريق ومرجعي ومن المهم بالنسبة لمكونات النادي أن ننافس على الألقاب. 
حصلت على شواهد من الإتحاد الأوروبي ولي تجارب تدريبية مهمة، كما دربت مجموعة من اللاعبين الذين يصولون في الملاعب ومنهم من شارك مع المنتخب الفرنسي في المونديال ويلعب في أكبر الأندية الأوروبية.  

هاجس الإستعدادات 
تشهد استعدادات الجيش نوعا من الإرتباك لدى الطاقم التقني، ويعود سبب ذلك إلى غياب الدوليين، حيث هناك من شارك مع المنتخب المغربي في ألعاب التضامن الإسلامي كالعربي الناجي ورضا سليم وأيوب لكرد، فيما يشارك آخرون مع المنتخب المغربي المحلي كربيع حريمات وأحمد حمودان وأدم النفاتي وإسماعيل خافي ومحمد الشيبي، علما أن الحسين عموتا مدرب المحليين قد ضم الناجي ورضا سليم بعد عودتهما من تركيا.  
ويغيب هؤلاء اللاعبين عن التداريب في فترة جد مهمة وحاسمة قبل انطلاق البطولة في الثاني من شهر شتنبر وبعده مباراة ذهاب الدور التمهيدي في كأس الكونفدرالية الإفريقية أمام ريمو سطارز النيجيري في ملعب مولاي عبدالله، وسيزيد غياب اللاعبين المشاركين مع المحليين في دوري النمسا من هاجس الطاقم التقني، إذ سيعود اللاعبون للتداريب قبل أيام من انطلاق البطولة. 

برنامج لجويني وعسوت 
أخضع الطاقم التقني للجيش الملكي الوافد الجديد التونسي ضياء الدين جويني، لبرنامج تدريبي خاص استعدادا لانطلاق الموسم الكروي. 
ومعلوم أن جويني إنضم للقلعة العسكرية في الميركاطو الصيفي الجاري، لتعزيز جبهة الدفاع. 
وآثر الطاقم التقني أن يضع برنامجا خاصا للاعب، من أجل رفع منسوب لياقته البدنية، حتى يصل لمستوى زملائه الذين كانوا قد بدأوا الإستعداد منذ أسابيع، وسيكون جاهزا مع بداية الموسم أيضا إلى جانب أيضا اللاعب الشاب عسوت القادم من شباب إمزورن الذي خضع بدوره لبرنامج تدريبي خاص، قبل دخوله أجواء. المنافسة والمباريات الودية.  

غياب الأجانب
إستفاد الجيش من الدروس السابقة بخصوص انتداب المحترفين، ذلك أن مجموعة من اللاعبين الأجانب تعاقد معهم الفريق سابقا، لكنهم لم يقدموا أي إضافة. 
ورفض الفريق العسكري الإنسياق وراء تيار اللاعبين الأجانب وسد الباب أمامهم، والأكثر من هذا أنه تخلص من ثلاثة، وهم الجنوب إفريقي سميت والكونغولي مانزي والكامروني أريانا.
وكان المكتب المسير بتنسيق مع الطاقم التقني قد قرر عدم انتداب لاعب أجنبي ليجلس في الإحتياط، وأن الفريق يفضل اختيار أي لاعب شاب من أبنائه على لاعب أجنبي لا يلعب أساسيا.  

داكروز رفع من الإيقاع 
رفع داكروز من إيقات التداريب والإستعداد منذ إعلانه رسميا مدربا للمنتخب المغربي، والواقع أنه لم يجد صعوبة للتأقلم مع الأجواء خاصة أن اشتغاله كمدير تقني سمح له بتذويب كل صعوبات البداية نظير معرفته للاعبين وكذا الطاقم التقني.  
وسبق للفريق العسكري أن أجرى مبارايات ودية، حيث واجه سطاد وفاز عليه بهدف للاشيء، كما انتصر على الراسينغ بهدفين لواحد وواجه أيضا المنتخب المغربي المحلي، فيما كانت آخر مواحهة ودية أمام شباب المسيرة  وفاز الجيش 3/ 1، وكانت هذه المباراة استثنائية بحكم أنها عرفت الظهور الأول لداكروز في مباراة، وكانت الفرصة له للوقوف على جاهزية اللاعبين وكذا لوضع لاعبيه تحت الأختبار وكذا لتقريبهم من فلسفته التقنية والتكتيكية.

البداية الحارقة 
سيكون داكروز مطالبا بأعداد مجموعته للإستحقاقات المقبلة وحرق المراحل، خاصة أن انطلاقة الجيش ستكون استثنائية عن باقي الفرق الأخرى، فبغض النظر عن الدورة الأولي من البطولة، حيث سيواجه مولودية وجدة فإنه سيدخل مباشرة أجواء منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية، إذ سيلعب ذهاب  الدور التمهيدي أمام  ريمو ستارز النيجيري في ملعب مولاي عبدالله بالرباط ، وهو ما فرض على داكروز وضع برنامج مكثف تحسبا للبداية التي تنتظر العساكر، خاصة أن المدرب الفرنسي يخطط لتكون الإنطلاقة ناجحة سواء على المستويين المحلي أو الإفريقي. 

موسم استثنائي
يدرك داكروز أن سابقه سفين فاندنبروك قد ترك له إرثا محترما وأبرزها الفوز بكأس العرش والمركز الثالث في البطولة، الذي خوّل  للجيش المشاركة في كأس الكونفدرالية الإفريقية.  
يدرك داكروز أن المهمة لن تكون سهلة أمام انتظارات مكونات الفريق التي تتمنى أن يرتفع سقف النجاحات، من كأس العرش إلى أهداف أخرى، وتتمثل في المنافسة هذه المرة بقوة على درع البطولة الذي غاب طويلا عن خزينة الفريق وعدم الإكتفاء بالمنافسة في الظل وتنشيط البطولة،  ثم الظهور بمستوى جيد في المنافسة الإفريقية وتفادي الخروج مبكرا على غرار الموسم الماضي، حيث خرج من الدور الأول، إذ يأمل العساكر الوصول على الأقل لدور المجموعات.  
وتؤكد كل المؤشرات أن الموسم سيكون حارقا للجيش، وهناك طموحات كبيرة من جميع فعاليات النادي، للتوقيع على موسم ناجح.