لم أساوم يوما في اللعب مع المغرب
فان نيستلروي أكثر من مدرب وهذا ما دار بيني وبين مارتينيز
الجامعة تبذل كل الجهود كي يدخل أبناء المهجر عرين الأسود

عبر إسماعيل صيباري، النجم الواعد في صفوف أيندهوفن الهولندي، عن سعادته بعدما قرر بشكل نهائي إختيار اللعب للمغرب بلده الأصلي، رغم محاولة التقرب منه خلال الفترة الأخيرة من قبل ربان  المنتخب البلجيكي روبيرطو مارتينيز، مشددا في حوار خص به «المنتخب» حصريا من هولندا، أنه يأمل في الفترة المقبلة دخول عرين «أسود الأطلس» وخوض نهائيات كأس العالم 2022 بقطر، في الوقت الذي سيكتفي هذا الشهر بالتواجد في تربص المنتخب الأولمبي.
صيباري الذي بات واحدا من الركائز التي يعتمد عليها مدرب أيندهوفن الهولندي رود فان نيستلروي، كشف بأنه لم يساوم يوما في اللعب مع المغرب، وهو الذي يطمح أن يدخل الفرحة على قلوب الجماهير المغربية على حد قوله، بعدما بات واحدا من أبرز المواهب الشابة المتألقة في «الإرديفيزي».
عن حضوره الرائع بالبطولة الهولندية، وتجاوزه كل الضغوطات لإختيار اللعب مع المغرب تحدث إسماعيل، لذلك نترككم تتابعون  الحوار الذي أنجزناه مع صاحب 21 سنة، والذي يتطلع هذا الموسم لرسم أحلى الإبداعات في الأراضي المنخفضة، كي لا يضيع فرصة المشاركة في المونديال الذي يقام لأول مرة في بلد عربي.

< المنتخب: إخترت رسميا اللعب للمنتخب المغربي على حساب بلجيكا التي نشأت وترعرت فيها، لماذا هذا الإختيار بالضبط في الفترة الحالية؟
ـ إسماعيل صيباري: هو إختيار نابع من القلب، وساهم فيه إرتباطي كثيرا ببلدي الأصلي، فرغم أنني ولدت بإسبانيا ونشأت في بلجيكا، إلا أنني كنت دائم التواصل مع عائلتي في المغرب، وهو الأمر الذي جعلني دائما أفكر بأن مستقبلي الكروي سيكون مع بلدي الأصلي، الذي أصبح منفتحا في السنوات الأخيرة على اللاعبين الذين تربوا بأوروبا.
أنا سعيد بالخطوة التي أقدمت  عليها، وسأكون فخورا بحمل القميص الوطني، وتمثيل المغرب على أعلى مستوى، خاصة في الفترة الحالية التي أصبحت جماهير الكرة تتابع المردود الذي تقدمه العناصر المحترفة بأوروبا.
< المنتخب: تواصلت مؤخرا مع مارتينيز مدرب بلجيكا الذي إستفسرك عن المنتخب الذي تريد تمثيله، كيف تعاملت مع الوضع؟


ـ إسماعيل صيباري: كان  الأمر مثيرا بالنسبة لي أن يتواصل معي مارتينيز ويسألني عن المنتخب الذي أريد تمثيله، أخبرته أنني أريد اللعب للمغرب، ليؤكد لي بأنني ساكون موضع ترحيب في الأيام المقبلة في حال لم ألعب مع «أسود الأطلس».
أنا إخترت المغرب عن قناعة وتواجدت مؤخرا في اللائحة الموسعة التي ستواجه الشيلي وبارغواي، لكنني سألعب في الفترة الحالية مع المنتخب المغربي الأولمبي، في إنتظار أن أحظى بفرصة مع المنتخب الأول، وأهم شيء أركز عليه حاليا هو الظهور بشكل جيد مع فريقي أيندهوفن، كي أواصل لفت الأنظار في البطولة الهولندية.
< المنتخب: ماهو هدفك هذا الموسم داخل فريقك أيندهوفن؟
ـ إسماعيل صيباري: هدفي هو مواصلة اللعب كأساسي مع أيندهوفن، والتتويج بلقب البطولة الهولندية، لا يمكن أن أتراجع إلى الوراء، فبعدما إستطعت إستغلال الفرصة التي أتيحت أمامي مع الفريق الأول، سأكون مطالبا بتطوير مؤهلاتي التقنية والبدنية، كي أشرف بلدي وأصبح واحدا من اللاعبين المؤثرين داخل فريقي.
لحد الآن، كل الأمور تسير بشكل جيد، لكن وكما يعرف الجميع، عالم كرة القدم يعرف دوما تطورات، لذلك سأحرص على ضرورة الإجتهاد أكثر، كي أبرز أكثر في هولندا وألحق بعدها بإحدى الأندية الأوروبية العملاقة، فمثلما مر من أيندهوفن لاعبين كبارا، قد يكون الأمر مشابها بالنسبة لي، وأهم شيء هو أن أكون في مستوى تطلعات الجماهير التي تدعمني دوما كي أستمر في العطاء والتألق حاليا في الملاعب الهولندية في إنتظار ما ستفرزه المرحلة المقبلة من مستجدات.
< المنتخب: ألم يقلقك ضمك فقط لصفوف المنتخب المغربي الأولمبي، رغم أن إسمك كان مطروحا للإنضمام بلائحة المنتخب الأول؟
ـ إسماعيل صيباري: أبدا لم يزعجني الأمر من داخل المنتخب الأولمبي، سأظهر أنني قادر على التألق مع المنتخب المغربي الأول، خاصة وأن نهائيات كأس العالم 2022 على الأبواب.
إختياري اللعب للمغرب لم أضع فيه ضرورة لعبي مع المنتخب الأول، لأنني إخترت بلدي عن قناعة، وأي فئة يتم إستدعائي للعب فيها سأقدم فيها أفضل ماأملك،لأثبت للجميع أن حمل قميص الفريق الوطني جاء عن حب وصدق.
لم أساوم يوما في اللعب مع المنتخب المغربي، فرغم أنني ولدت بإسانيا ونشأت ببلجيكا، كنت واضحا في مسألة الإختيار وهذا أمر سيجعلني أحظى بثقة المغاربة كافة، وهم الذين لا يتوقفون في تشجيعي ودعمي كي أستمر في تقديم أفضل أداء.
< المنتخب: هل كنت تتوقع أن تتألق هذا الموسم بهولندا وتلفت الأنظار كلاعب شاب، هل خططت لكل هذا؟
ـ إسماعيل صيباري: أبدا، لم أخطط لأي شيء، كنت حريصا على الإستمتاع أكثر بكرة القدم هذا الموسم، عندما تمت دعوتي للتدرب مع الفريق الأول قلت مع نفسي بأنني مطالب بإستغلال الأمر، والحمد لله كل الأمور تسير لحد الآن بشكل جيد.
تألقي مع أيندهوفن كان له أثر بانضمامي للمنتخب المغربي، لذلك لن أرتاح حتى أتمكن من الحضور مع المنتخب الأول، فحلمي هو خوض نهائيات كاس العالم بقطر، فأي لاعب كيفما كان يأمل أن يخوض منافسة من حجم المونديال، يلتقي فيها كبار اللاعبين وتحظى بمتابعة إعلامية ليس لها مثيل.
< المنتخب: من خلال حديثك تظهر بأنك جد متشوق لحضور كأس العالم 2022 بقطر؟
ـ إسماعيل صيباري: فعلا أنا متشوق ومن منا لا يريد خوض كأس العالم، سأشتغل مع فريقي أيندهوفن جاهدا كي أحظى بفرصتي، لابد لأي لاعب أن يقدم أفضل ما لديه كي يقنع الطاقم التقني، فالتواجد بالمونديال يمنح أي عنصر الشيء الكثير، لذلك سأحاول رفع التحدي كي أواصل النجاح في «الإرديفيزي»، بتسجيل الأهداف وتقديم التمريرات.
عموما سأعمل كي أقدم مردودا تقنيا وبدنيا في المستوى بالبطولة الهولندية، كي أحضر مع مجموعة المدرب وليد الركراكي، فرغم أن الوقت لم يتبق منه الكثير على إنطلاق منافسة كأس العالم، إلا أنني أثق في نفسي من أجل النجاح.


< المنتخب: ألا تخشى المنافسة داخل المنتخب المغربي، وأقصد تواجد لاعبين سبقوك لعرين أسود الأطلس، يأملون بدورهم في الحضور مع كتيبة المدرب وليد الركراكي؟
ـ إسماعيل صيباري: المنافسة تحفز أي لاعب على بذل مجهودات أكثر، ودونها لا يمكن لأي شخص أن يتطور، وشخصيا أعرف الأهداف التي أريد الوصول إليها وطموحي اللعب مع المنتخب الأول لن أتنازل عنه.
كما ذكرت سابقا من بوابة المنتخب الأولمبي، سأظهر أنني قادر على التألق مع الكبار، أبلغ 21 سنة من عمري وأعتبر نفسي في بداية المشوار الكروي، الطريق ما زال طويلا وشاقا، لكنني أريد إستغلال فرصة المونديال المقبل كي أحضره.
< المنتخب: دون النظر لمونديال قطر، مشاركتك وحضورك في أولمبياد باريس 2024 قد تكون حدثا مهما بالنسبة لك؟
ـ إسماعيل صيباري: فعلا الحضور في الأولمبياد أمر مهم، لكن كأس العالم بقطر منافسة يتحدث عنها الجميع منذ مدة طويلة، سيكون الأمر رائعا بالنسبة لي التواجد مع لاعبين كنت أتابعهم وأنا صغير السن.
هدفي هو إسعاد الجماهير المغربية، فشخصيا أدرك حجم الفرح الذي يشعر به المغاربة عندما يحقق المنتخب نتائج إيجابية، كنت ألمس هذا مع عائلتي، وإن شاء الله إن أتيحت لي الفرصة مع المنتخب الأول، سأبلل القميص الوطني، والآن مع المنتخب المغربي الأولمبي، سأقاتل كي أحقق معه أكبر عدد من النتائج الإيجابية.
< المنتخب: تعتبر واحدا من ألمع اللاعبين الشباب بهولندا هذا البلد الذي يزخر بالمواهب التي بدأت تختار اللعب للمغرب على حساب بلد الإقامة، ما الذي تغير بين الماضي والحاضر في نظرك؟
ـ إسماعيل صيباري: اللاعبون صغار السن في هولندا بالضبط وفي بلدان أوروبية مختلفة، أصبحوا يشاهدون كيف أن لاعبين مغاربة متألقين، باتوا يختارون اللعب لوطنهم الأصلي بدل بلد الإقامة، لذلك عندما يتم التواصل معهم من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يفضلون اللعب ل«أسود الأطلس».
هناك عناصر يفيدها كثيرا اللعب للمنتخب المغربي، ولا أحد ينكر ذلك، وشخصيا أنا من نوعية العناصر التي إختارت اللعب لمنتخب وطنها الأصلي دون شرط، لأنني عاشق لبلدي المغرب، وأريد أن أسعد الجمهور المغربي.
< المنتخب: هل تتابع مباريات البطولة الوطنية، ومن هو الفريق المفضل لديك بالمغرب؟
ـ إسماعيل صيباري: صراحة لا أتابع بالتفصيل مباريات البطولة، لكنني أعرف بأن الوداد فرض سيطرته مؤخرا على الساحة الإفريقية بعد تتويجه بلقب عصبة الأبطال، ونهضة بركان توج بكأس الكاف، قبل أن يلتقيان مؤخرا بكأس السوبر الذي توج به الفريق البركاني، وهذا الأمر جعل كرة القدم المغربية تملك قيمة على المستوى القاري، وسيخدم مصلحة المغرب الذي سيكون مطالبا بالمنافسة على لقب كأس أمم أفريقيا في النسخة المقبلة بكوت ديفوار، بعدما بات «أسود الأطلس» يضمنون التواجد مع كبار المنتخبات في منافسة من حجم كأس العالم.
< المنتخب: ومن اللاعبين المغاربة المحترفين بأوروبا، من منهم يلهم صيباري أكثر وتعتبره قدوتك؟
ـ إسماعيل صيباري: أتابع مباريات العديد من المحترفين المغاربة، مثل أشرف حكيمي وحكيم زياش وإلياس شاعر وطارق تيسودالي ونايف أكرد وأيوب الكعبي، وأحرص دوما على دعم أبناء بلدي، لذلك سيكون الأمر رائعا بالنسبة لي في حال تمكنت من مجاورتهم  لتمثيل الفريق الوطني.
< المنتخب: مدربك داخل أيندهوفن رود فان نيستلروي، كان وراء ضمك لصفوف الفريق الأول، كيف هي علاقتك به في الوقت الحالي؟
ـ إسماعيل صيباري: علاقة رائعة، هو مدرب يعمل بجد ويصبر كثيرا على اللاعبين الشبان، أيندهوفن يسير معه بشكل رائع، ومعه أحاول دوما أن أكون في مستوى التطلعات، فالشخص الذي يساندك يجب أن تكون دوما عند حسن ظنه، وهذا ما يقع لي مع فان نيستلروي، أتمنى إقناعه بالمردود الذي أقدمه.