غابت الواقعية عن أداء منتخب قطر، الذي تكبد مرارة الهزيمة أمام منتخب إكوادور في أول لقاء له، برسم نهائيات كأس العالم 2022 بأرض العنابي على ملعب البيت، في الوقت الذي عجزت كتيبة المدرب فليكس سانشيز عن مجاراة إيقاع المنافس، الذي تلاعب بمنتخب الأدعم وكان له ماأراد من خلال تحقيق الإنتصار الذي رفع معنوياته في المجموعة الأولى. وبدأت المواجهة بين قطر والإكوادور بضغط كبير للمنتخب الزائر، الذي تمكن من إفتتاح حصة التسجيل عن طريق مهاجمه فالنسيا في الدقيقة 3، قبل أن يتم إلغاؤه بداعي التسلل، لتتواصل المواجهة بحذر شديد أظهر العنابي في مواجهته للإكوادوريين الذين حاولوا جاهدين السيطرة على خط الوسط ،قبل أن يفرضوا حضورهم القوي بالحصول على ضربة جزاء في الدقيقة 15، بعدما اسقط الحارس سعد شيب اللاعب فالنسيا الذي إفتتح التسجيل لمنتخب بلاده، وسط حزن الجماهير القطرية التي وقفت مشدوهة لعدم قدرة منتخب بلدها للتقدم إلى الأمام للضغط على مرمى الحارس هيرنان، الذي لم يتوقف رفاقه عن الضغط الذي أربك كثيرا الدفاع القطري.
وإستأنفت المواجهة بتهيان للعنابي القطري، وتنظيم محكم للإكوادوريين الذين نظموا خطوطهم وتقدموا للأمام، عكس أصحاب الأرض الذين سقطوا في فخ أخطاء التمرير وقلة التركيز التي جعلتهم لايدخلون أجواء المواجهة التي ظهرت صعبة على القطريين منذ بدايتها،في الوقت الذي إستفادت الإكوادور من تراجع كلي للعنابي لتواصل السيطرة على إيقاع المواجهة، بالإعتماد على إسترادا وفالنسيا، مقابل ذلك ظل هجوم قطر في المنفى، حيث لم تتم مساندة المعز علي وزميله أكرم عفيف.
وفي الوقت الذي لم يظهر منتخب قطر أي رد فعل لتعديل النتيجة،عاد إينسير فالنسيا ليسجل الهدف الثاني لمنتخب بلاده في الدقيقة 32 ، مؤكدا التفوق الواضح للإكوادوريين الذين لم يتوقفوا عن الضغط عن مرمى قطر، عكس حارس إكوادور الذي ظل في راحة تامة في شوط لم يجد فيه منتخب الأدعم الطريق السالك لخلق أي محاولة للتسجيل، بعدما إنتشر الزوار في الملعب بشكل جيد عكس القطريين الذين ظلوا تائهين في الملعب،ولم يجد مدربهم فليكس سانشيز أي حل من أجل تحسين طريقة لعبهم، ليخلف العنابي الوعد في الشوط الأول الذي غاب فيه الإبداع عن القطريين وحضرعند الإكوادوريين الطين حسموه دون معاناة. ومع إنطلاق الشوط الثاني،لم يتغير واقع الحال ، بعدما ظل منتخب إكوادور يسيطر طولا وعرضا على الملعب، بعدما ظل الضغط كله يتحمل الحارس سعد الشيب،الذين عانى كثيرا من ضغط زملاء روماريو إيبارا،الذين تفننوا في إرباك حسابات المنتخب القطري، الذي أظهر إفلاسا تكتيكيا في مواجهة لم يتذوق فيها العنابي طعم الهجوم بعدما ظل يدافع فقط من أجل عدم رفع الإكوادوريين لغلة الأهداف.
ورغم محاولة منتخب قطر تغيير طريقة لعبه،بالإعتماد على الكرات الطويلة، إلا أنه عجز عن مجاراة إيقاع الخصم، الذي تراجع إلى الوراء محاولا الإعتماد على الهجومات المضادة التي عانى معها دفاع قطر كثيرا،الذي حاول مدربه القيام ببعض التغييرات حيث أقحم وعد ومونتاري مكان الهيدوس والمعز دون جدوى، بعدما ظل الإكوادوريين متحكمين في إيقاع المباراة، بعدما عرفوا من أين تؤكل الكتف وتمكنوا من فرض سيطرتهم على أصحاب الأرض، الذين ظلوا متراجعين للوراء خوفا من إهتزاز شباكهم بهدف ثالث في مباراة للنسيان لم يتعامل معها أصحاب الأرض بذكاء.