واكبنا استباقا مثلما خمنا، بل وحدسنا في تقارير خاصة بعنوان «ألغاز إصرار الركراكي على دياز» لغاية تجلي غمامة الشك في الندوة الصحفية حين عالج وليد موقفه من الزيارة التي رصدناها له ولو مع طبيعتها السرية، صوب ميلانو، إذ حضر مباراة ميلان وطوطنهام في عصبة الأبطال في سان سيرو، والتي ستصادف تسجيل دياز الهدف الوحيد في تلك الموقعة، ليكون الهدف الذي ضمن تأهلا تاريخيا لفريقه لربع النهائي، بعد غياب ناهز 12 عاما للروسونيري عن هذه المحطة.
الركراكي قال في الندوة التي قدم من خلالها لائحة وديتي البرازيل وبيرو عن دياز، ما سيمثل لنا خيطا رفيعا وناظما لفهم ما سيحدث لاحقا.
فقد قال وليد: «صفحة دياز لم تطو نهائيا، والباب مفتوح أمامه للعب معنا، لقد كان واضحا في موقفه معي، وطالب بمهلة، وطالما لم يمثل إسبانيا رسميا فأنا لن أغلق صفحته رسميا».
في نفس اليوم كان لافوينطي قد سرب في مصادفة أم بشكل مقصود لائحة منتخب إسبانيا الموسعة، وقد ضمت إسم إبراهيم دياز لنفس الموعد الرسمي للفيفا الذي سيكون خلاله الأسود في مواجهة البرازيل.
ما سيحدث لاحقا، سيكون أشبه بالترجمة الدقيقة لما قاله وليد، لائحة إسبانيا النهائية تخلو من إسم دياز، وتصريح مباشر من لافوينطي يبرز مضاضة وشعورا بالغضب الساطع: «من لا ييدي ولاء نهائيا لإسبانيا لا حاجة لنا به، دياز وغيره إذا أرادوا اللعب لمنتخب لاروخا، عليهم أن يأتوا راكضين بل وراكضين بمنتهى السرعة».
موقف دي لافوينطي يعكس ما يلي: 
دياز طلب عدم ضمه لأي من معسكري المغرب وإسبانيا وهو ما يدعم تصريحات وليد، وهذا التردد يعني أنه غير قناعاته التي كانت نهائية بتمثيل إسبانيا، فقد قال قبل المونديال وهو يعار من ريال مدريد: «سأنتظر على أحر من الجمر دعوة من منتخب إسبانيا لتمثيله، لأنني أشعر اتجاههم بولاء أكبر»، ويعكس أن دياز ومحيطه راجعوا موقفهم بعد تألق الفريق الوطني بالمونديال، وتغريدة اللاعب كونه معجب بأجواء الأسود ورقصة حكيمي الشهيرة بعد "البانينكا" إياها في مرمى الماطادور في سلسلة ضربات الترجيح، لذلك هو اليوم أقرب بكثير للأسود منه للإسبان، خاصة بعد لقائه بوليد وضمانات الركراكي له، بخلاف تصريح دي لافوينطي الذي فيه نبرة من التهديد، وحتى لو استدعاه مستقبلا، فلا شيء مضمون للاعب الميلان الذي سيعود للبرنابيو مع منتخب الماطادور لأن دخوله هنا سيكون مائلا لخيمة الإسبان.
وفق هذه المؤشرات، يكون الركراكي قد هزم مرتين مدربي إسبانيا، لويس إنريكي بالمونديال ودي لافوينطي في الكواليس،  والركراكي بعد زيارة "السان سيرو" والهدوء المحيط بتصرفاته وتصريحاته يبدو واثقا من موقف اللاعب.