يمتاز الظهير البرتغالي جواو كانسيلو بالمهارة اللازمة للنجاح في أي فريق، لكن يعيبه أمر واحد وهو عدم قدرته على التحكم بمشاعره.
فالبرتغالي لاعب يفشل دائما في إخفاء أحاسيسه، عندما يكون سعيدا يضحك ويبتسم كما لو كان يمتلك العالم بين يديه، وعندما يكون مستاء، يظهر بوجه عابس كإشارة إلى عدم رضاه عما يحدث حوله.
هذا العيب الواضح في شخصية كانسيلو، أدى فجأة لرحيله عن مانشستر سيتي، لينتقل إلى بايرن ميونخ على سبيل الإعارة في فترة الانتقالات الشتوية، بعدما أجلسه المدرب بيب غوارديولا على دكة البدلاء في مباريات عديدة.
وشاءت الأقدار الآن، أن يعود كانسيلو إلى ملعب الاتحاد، في ثوب المنافس، حيث سيستضيف مانشستر سيتي بايرن ميونخ مساء اليوم الثلاثاء، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
إنها مواجهة، يتوقع النقاد أن يتم حسمها في مواقع محددة على أرض الملعب، أبرزها مركزي الظهيرين، وهنا تتجلى قدرات كانسيلو الذي يتمتع بنزعة هجومية واضحة، يأمل المدرب الألماني توماس توخيل، الاستفادة منها.
ما يميز كانسيلو هو قدرته على اللاعب يمينا أو شمالا، وهو أمر كان يدركه غوارديولا، ليعمل على إشراكه في المباريات بشكل منتظم طوال المواسم الثلاثة الماضية، ففاز اللاعب بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين متتاليتين.
في الموسم الحالي، شارك كانسيلو مع مانشستر سيتي في 17 مباراة بالدوري، ورغم ذلك، غاب عن بعض المباريات، بسبب تفضيل غوارديولا لإشراك لاعبين آخرين عليه، مثل ريكو لويس ومانويل أكانجي وناثان دياز، كما أن المدرب الإسباني، كان يخطط لتعديل تكتيكي في النصف الثاني من الموسم، ظهر بوضوح في المباريات التي تلت نهائيات كأس العالم، حين لجأ إلى طريقة اللعب 3-2-4-1، التي تقضي بوجود لاعبين اثنين في الوسط أمام الخط الخلفي، يعود أحدهما لأداء دور الظهير الأيمن أو الأيسر عند فقدان الكرة.
هذه الطريقة لا تتناسب مع قدرات كانسيلو الهجومية، ومع بروز اسم الواعد ريكو لويس هذا الموسم، وجد كانسيلو نفسه على الدكة في المباريات الأخيرة، ليطلب الرحيل بعدما تقدم بايرن بعرض لاستعارته، وهو ما وافق عليه غوارديولا.
تفاءل كانسيلو بعودته للمشاركة بانتظام تحت قيادة المدرب جوليان ناغلسمان، خصوصا بعد بدايته القوية، لكن سرعان ما وجد نفسه على مقاعد البدلاء مجددا، فركزت وسائل الإعلام الألمانية، على لغة جسد اللاعب ومعالم وجهه عندما لا يتم إشراكه في أساسيا، ما جعل الابتسامة محرمة على اللاعب البرتغالي.
لكن بايرن أقال ناجلسمان من منصبه، واستعان بتوخيل، الذي بدوره، يفضل اللاعب بثلاثي في الخط الخلفي، ضمن طريقتي اللعب 3-4-3 أو 3-5-2، ما يمنح كانسيلو فرصة أكبر للتعبير عن نفسه، كظهير صاحب واجبات هجومية أكثر منها دفاعية.
ومن المتوقع أن يشرك توخيل لاعبه كانسيلو أمام مانشستر سيتي، لأن اللاعب البرتغالي يريد إثبات وجوده أمام عوارديولا، كما أن الفريق الألماني، يحتاج للاعب بمكنه إيقاف التألق اللافت لجناح سيتي الأيسر جاك غريليش في الآونة الأخيرة، وهي مهمة لن يجد كانسيلو صعوبة في تنفيذها نظرا لأنه الأكثر معرفة بخبايا طريقة لعب زميله السابق.
وشارك كانسيلو حتى الآن في 8 مباريات بالدوري الألماني مع بايرن، سجل فيها هدفا واحدا وصنع هدفين، وسيأمل توخيل في أن يطلق اللاعب البرتغالي العنان لمشاعره مساء الثلاثاء، للمساعدة في تحقيق نتيجة إيجابية، قبل مباراة العودة.
