يبدو ان السقوط الحزين لفريق الدفاع الحسني الجديدي لخامس مرة في تاريخه إلى القسم الثاني، فجر أزمة كبيرة داخل الأوساط الرياضية الدكالية، وعمق من الهوة بين مكتب النادي وجماهيره واتسعت معها دائرة الغضب والاحتقان، مما ينذر بمستقبل غامض للفريق الدكالي الذي أصر رئيسه على الاستمرار في منصبه والترشح لولاية جديدة، متعهدا بإعادة الفريق إلى مكانه الطبيعي، وبإحداث تغيير جذري وضخ دماء جديدة داخل مكتبه المسير الذي تقلص عدد أعضائه الذين تركوا الجمل بما حمل واختاروا "حسي مسي " المغادرة الطوعية من جهاز يستفرد فيه الرئيس بكل القرارات، علما أن الشارع الرياضي سحب منه الثقة وأشهر في وجهه البطاقة الحمراء المرادفة للرحيل، خاصة بعد الموسم الكارثي الذي بصم عليه الدفاع في البطولة الوطنية المنصرمة والذي خدش كبرياء الدكاليين الذين لم يستسيغوا لحد الآن السقوط الدراماتيكي لفريق كان إلى عهد قريب يتباهون به أمام باقي الأندية الوطنية ويعتبرونه متنفسهم الحقيقي بعد اندثار مجموعة من الفروع الرياضية الأخرى... وما يزيد مستقبل الفريق الجديدي ضبابية وغموضا، ارتفاع المديونية إلى أعلى مستوياتها، وتزايد عدد الملفات المحالة على غرفة النزاعات بالجامعة، وغياب أية بوادر انفراج للأزمة المادية أو على الأقل التخفيف منها، بما يساعد الدفاع على الإعداد لموسم لا بديل فيه للجديديين عن الصعود. وتحت إكراهات مادية وقانونية محضة، لم يعقد الدفاع الحسني الجديدي حتى الآن جمعه العام لموسمين متتاليين، ولم يبث المكتب في طلبات الانخراط التي تم إيداعها بمقر "كلوب هاوس"، مما فسح المجال أمام الفرقاء الجديديين لطرح مجموعة السبناريوهات الممكنة للإطاحة بمكتب المقتريض، من بينها تقديم بعض الوجوه الكلاسيكية نيتها للترشح للرئاسة، مقدمة وصفات علاجية للأزمة الراهنة، وأخرى أعلنت استعدادها لتقديم كافة أشكال الدعم للفريق لكي يستعيد في أقرب وقت ممكن هيبته المفقودة ومكانته الطبيعية بين الأقوياء، بينما ذهبت فئة ثالثة إلى المطالبة بتشكيل لجنة مؤقتة للإنقاذ، مهمتها محددة في الزمان والمكان، وهو طرح لا يحبذه كثير من العقلاء، لأن التجارب علمتنا أن اللجن المؤقتة التي لا تحظى بمباركة السلطة وغير مدعمة من الشركاء والمانحين يكون مآلها الفشل، لاسيما وأن "الحمل" ثقيل، والوضعية الراهنة للنادي مقلقة على جميع المستويات. في ظل كل هذه التجاذبات والصراعات بين الفرقاء الجديديين، وغياب اية مبادرة حقيقية يغلب فيها صوت الحكمة والعقل، تشتد المخاوف بين جماهير الدفاع المكلومة التي بدت متشائمة بخصوص مستقبل فريقها المتخن بالجراح، ولسان حالها يقول: لله يا سفينة فين غادية بنا"؟!.